ندرك جميعاً أن المعلومات هى العملة الإقتصادية للأيام الحالية، لكونها شفرة/كود للعصر المعلوماتى الرقمى المتسارع الذى نعيش فيه حالياً، فالمعلومات زاد لعملية التفكير السليم بتعدد أنواعه وخاصة التفكير الناقد والتفكير الإبداعى، كما أن للمعلومة الصحيحة فى سياقها الصحيح دورها الهام فى حل المشكلات وعملية إتخاذ القرار المناسب، وكذلك فإن للمعلومات دورها الإجتماعى متمثلاً فى الوعى الصحيح وإنتشاره بين الأفراد، والأهم أنها من مدخلات عملية التعلم، فبعد وصول المعلومة وإضفاء المعنى الشخصى لها وإستخدامها فى جوانب الحياة المناسبة لها يكون قد حدثت عملية التُعلم. وللمعلومات مصادر كثيرة تتطور بتطور العصر الذى توجد فيه ومنها: ١-مصادر تقليدية: كالكتب الورقية بموضوعاتها المختلفة – المراجع – الدوريات والنشرات والكتيبات المطبوعة، ٢-مصادر سمعية: التسجيلات الصوتية- الكتب المسموعة- الإسطوانات الصوتية- البرامج الإذاعية الهادفة، ٣-مصادر بصرية سمعية: تسجيلات الفيديو- الأفلام الناطقة- البرامج التلفزيونية، ٤-مصادر إليكترونية: كل ما كان مصدره الإنترنت بتعدد أشكاله؛ كالكتب الرقمية- وأفلام المحاكاة- والمحاضرات عن بُعد- ومواقع التواصل بين الأفراد. ولأننا لا ننفصل عن واقعنا الحالى وما يحدث فيه من تغييرات، فقد سببت جائحة الكورونا – أسأل الله أن يرفع عنا البلاء والوباء- سلسلة من الإجراءات على مستوى العالم ليست فقط الصحية الإحترازية، لكن إجراءات ثقافية وعلمية، ففى حالة توحد غير مسبوقة فتحت كثير جداً من الجامعات والمواقع والمراكز العلمية، مصادر معلومات لا تعد ولا تُحصى مجاناً طوال الأزمة الحالية، مما سبب زخماً كبيراً للمصادر عما قبل، وحالة من التشتت والتخبط عند البعض، والتى قد تعود حينها بنتيجة سلبية، فبدلاً من إستثمار الوقت فى التعلم وإستخدام تلك المصادر، إتجه البعض لعملية تخزينها فقط، ظناً منهم أهميتها فيما بعد وليس الآن. *وأياً كان واقعك الحالى فى عملية التعلم والإستفادة من تلك المصادر بكونك: باحث متخصص – معلم – مدرب – قارىء نهم أو حتى هاوٍ ومبتدىء، فإليك تلك الخطة العملية للتعامل الأمثل مع زخم مصادر المعلومات: أولاً: تحديد مجال شغفك أو إهتمامك أو دراستك الفعلى والحقيقى فهو المحرك الرئيسى الذى سيوجهك إلى الخطوات التالية، ثانياً: تقليص أهم مصادر المعلومات لهذا المجال، إلى المصادر تتسم بالمصداقية والعلمية والتخصصية والحداثة، فليس كل بريق ذهباً ، ثالثاً:الإستعانة بأهل الخبرة الحقيقية فى المجال المحدد للإستفادة بتوجيهاتهم وترشيحاتهم وأفضليتهم لتلك المصادر، فى حالة الحيرة والتخبط فى الإختيارات ، أو لتجويدها، رابعاً: التنوع المتجانس فى تلك المصادر للمجال الواحد بما يتناسب مع أحدث وسائل عرضها وإستثمارها، فهناك المصادر الورقية، والمصادر الإليكترونية بتحديثاتها وأشكالها المتعددة، خامساً: الإدارة الصحيحة لذواتنا خلال وقتنا الحالى وما طرأ عليه من تقليص ساعات العمل النظامى وزيادة ساعات البقاء فى المنزل مما حقق ساعات إضافية للتعلم عانينا كثيراً من قلتها من قبل، سادساً: البدء الفورى فى إستخدام مصادر المعلومات المُختارة، ومحاولة الإستفادة المتعددة منها، فلا ينصب التفكير أو الطاقة على عملية التجميع والإكتناز فقط الآن وترك الإستفادة منها فيما بعد، لأنها من علامات التسويف التى تُفقد القيمة والوقت، وكذلك لأن ما هو حديث حالياً، سيصدر الأحدث منه غداً وحينها ستتركه بعدما أضعت فى تجميعه وإكتنازه الوقت، سابعا: العمل التعاونى أو الجماعى فسواء كان نمط تعلمك فردياً أو جماعياً، حيث يُفضل الآن تكوين مجموعات صغيرة من ٤ إلى ٥ أفراد تهتم بنفس الموضوع ويقوم كل منهم بالإهتمام بأحد أساليب عرض مصادر المعلومات وبدء إنتقائها، فهذا يراجع ويختار المواد الورقية، وآخر المواد السموعة، ومعهم من يركز على المواد المُشاهدة، ويتعاون معهم من يختار المصادر التفاعلية، ويتم تبادل تلك المصادر بين أعضاء الفريق فيما بينهم الآن أو فيما بعد، ثامناً: بدء تقوية المهارات المطلوبة للإستفادة من تلك المصادر كالقراءة وخاصة القراءة السريعة، التلخيص، إستخدام الخرائط البصرية، تنمية مهارة الإستماع، والكتابة ، وكذلك إستخدام التطبيقات المناسبة والمتوفرة حاليا ، وهذا كله فى إطار شامل من التركيز، تاسعاً: البعد عن المشتتات ومصادر الإلهاء التى تعيق الإستفادة من تلك المصادر، فالعجيب أن الأجهزة الإليكترونية تجمع بين كونها مصدر معلوماتى وفى نفس الوقت مصدر تشتت وإلهاء، والفاصل بينهما فى تلك الحالة هو عملية الإنضباط الذاتى والإصرار الموجه نحو الهدف، عاشراً: إستثمار أوقات الأبناء كإستثمار فيهم، حيث تعتبر مشاركة الآباء لأبنائهم الإهتمامات التبادلية بينهم محكات تطوير متعددة الأطراف، ففيها تطوير للعلاقة بينهم ، تطوير لأساليب التعلم، وتطوير للإبداع والإبتكار، فمثلاً: تسند إلى الأبناء عمليات تحميل المواد و الفهرسة والترتيب وإعداد الخرائط الذهنية، وبرامج العروض المختلفة الحديثة، فجميعا يعلم التفوق الحالى لأبنائنا فى إستخدام التكنولوجيا عن حالنا، لكن هذا التفوق يحتاج إلى توجيه ومتابعة مع ترك مساحة حرية وإبداء الآراء، وكذلك إعتناق التحفيز والتشجيع والإطراء منهجاً ممنظماً معهم كلما تقدموا فى ذلك. أسأل الله العلى العظيم أن يرفع عنا البلاء والوباء وأن يحفظنا بحفظه الجميل، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما، آمين آمين آمين يارب العالمين. 35
مشاركة :