وسط حي الشعف شرق مدينة غزة، الذي يعد أكثر المناطق تعرضاً للدمار، بدا منزل المواطن عاطف الظاظا هو المأوى الوحيد وسط الأنقاض، وبين مئات الخيام والكرفانات الحديدية التي يعيش بداخلها الآلاف من مشردي الحرب الإسرائيلية الأخيرة. منزل الظاظا كان قبل 70 يوماً كومة من الركام، ولكنه اليوم أصبح أول بيت يعاد بناؤه منذ انتهاء الحرب التي دمرت آلاف المنازل والمنشآت الصناعية والحكومية، وذلك بمساعدة ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا. * منزل الظاظا كان قبل 70 يوماً كومة من الركام، ولكنه اليوم أصبح أول بيت يعاد بناؤه منذ انتهاء الحرب التي دمرت آلاف المنازل والمنشآت الصناعية والحكومية. الإمارات اليوم رافقت عائلة الظاظا لحظة دخول منزلها الجديد للمرة الأولى بعد أن أصبح جاهزاً للسكن، لتتجاوز فرحتها كل التوقعات، اذ ارتسمت الابتسامة على وجوه 14 فرداً من بينهم خمسة أطفال، واعتلت أصواتهم بعبارات التهنئة والقبلات التي تبادلوها مع بعضهم بعضاً وسط زغاريد النسوة. ويقول عاطف الظاظا ومعالم الارتياح والسعادة لا تفارق محياه، في الوقت الذي انعقد فيه مؤتمر المانحين لإعادة إعمار قطاع غزة في القاهرة عقب انتهاء الحرب، بدأت بالتخطيط لإعادة بناء منزلي المدمر، وكنت أول من يعد مخططاً لذلك، وبعد أشهر عدة أخبرتني (أونروا) بضرورة الحضور إلى مقرها في مدينة غزة، لتسلّم مبلغ من المال لبناء المنزل. ويضيف بعد أن وفرت (أونروا) لي الأموال ومواد البناء، بدأت بإعادة الإعمار على أنقاض منزلي الذي هدمه الاحتلال، حيث أزلت الركام، وأضفت كل ما يلزم من مستلزمات لإعادة البناء، وخلال 70 يوماً أصبح جاهزاً للسكن بإشراف ودعم وكالة الغوث. ويشير الظاظا إلى أن مواد البناء ضئيلة في قطاع غزة بفعل الحصار، وهذا ما تسبب في تأخر عملية الإعمار، لافتاً إلى أن الأمر الذي ساعده في إعادة ترميم منزله، أنه لم يبن من جديد، ولم يكلفه الكثير من المواد والأموال التي قدمتها له (أونروا)، وذلك لإقامته على أنقاض المأوى المدمر، بالإضافة إلى كونه أول من جهز مخططاً لإعادة إعماره. وعن اللحظة التي عاد فيها هو وعائلته إلى منزلهم الجديد، يقول الظاظا، منذ أن وطأت أقدامنا المنزل الجديد شعرنا وكأننا ولدنا من جديد، فقد عادت الحياة وملامح الاستقرار، بعد مسلسل طويل ومرير من التشرد والنزوح، خصوصاً في فصل الشتاء الماضي، حيث كنا نقطن داخل خيمة من النايلون، ازيلت بفعل العواصف والأمطار. وفي ما يتعلق بالمنزل قبل إعادة إعماره، يصفه أحمد، أحد أفراد عائلة الظاظا، بأنه كان عبارة عن منطقة أشباح. ويقول أحمد، وهو يقلب صوراً لمنزله المدمر عبر الهاتف المحمول، منزلنا كان مكوناً من أربعة طوابق وكل طابق يضم شقتين، وفي تاريخ 17/7/2014 أصبح أثراً بعد عين، وذلك بعد أن قصفته الطائرات الإسرائيلية، وفي تلك اللحظة لم نكن بداخله بفعل نزوحنا إلى المدارس، لنعود إليه بعد انتهاء الحرب لنجده كومة من الركام. وتسببت العمليات العسكرية والغارات الجوية التي تعرضت لها غزة على مدار 51 يوماً متواصلة، في تدمير أكثر من 20 ألف منزل بشكل كلي وجزئي، بالإضافة إلى إصابة 40 ألف منزل بأضرار متفاوتة، فيما دمرت الطائرات الإسرائيلية ثلاثة أبراج سكنية في الأيام الأخيرة للحرب التي أسماها الاحتلال عملية الجرف الصامد.
مشاركة :