في الوقت الذي اجتمع فيه الرئيس الكوبي، راؤول كاسترو، ونظيره المكسيكي، انريك بينا نيتو، الأسبوع الماضي من أجل تقوية الروابط التجارية وتهدئة الأمور بشأن توترات الماضي، ظهرت مشكلة في جنوب المكسيك تتمثل في التدفق الهائل لللاجئين الكوبيين عبر الحدود المكسيكية باتجاه الولايات المتحدة. فقد وصل إلى المكسيك 6500 كوبي خلال الشهور التسعة الأولى من هذا العام، وهو ما يعادل خمس مرات عدد الكوبيين الذين وصلوا الى المكسيك العام الماضي، وفقاً لإحصاءات رسمية، ولايزال العدد في ارتفاع مستمر. ويؤكد معهد الهجرة الوطني المكسيكي أن أكثر من 8000 كوبي قد تم تسجيل دخولهم للمكسيك هذا العام، وتؤكد وكالات أخرى مهتمة بحقوق الانسان أن 1000 منهم تقريباً تمت اعادتهم من حيث اتوا، عند محطة تاباكولا خلال اسبوع في اكتوبر الماضي. وظل آلاف من الكوبيين في العراء خارج المحطة في انتظار تسجيلهم، وبدأت وكالات حقوق الانسان المحلية بفتح ابوابها أمامهم في خضم تفاقم ازمتهم الإنسانية. ويعتقد الكثير من الكوبيين أن الولايات المتحدة بصدد حرمانهم، بعد ان تحسنت العلاقات بينها وبين بلادهم، من حقهم كلاجئين سياسيين بمجرد دخولهم اليها، وهو الحق الذي تمتعوا به طويلاً خلال القطيعة الطويلة بين البلدين. ويكفل هذا القانون الذي صدر عام 1966 لأي كوبي يهرب من الجزيرة حق التمتع بصفة اللاجئ السياسي، وهو نتاج الحرب الباردة، والذي يبدو الآن من دون معنى بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويتشكك الكوبيون الآن في أن يؤدي رفع العقوبات الاقتصادية التدريجي بين البلدين، لتحسين الوضع المعيشي وكفالة الحرية السياسية وزيادة الفرص الاقتصادية، التي يؤكدون انهم لايزالون يفتقدونها في الجزيرة. ويقول لوبيز، البالغ من العمر 50 عاماً، الذي وصل لتوه الى محطة تاباكولا مع زوجته وولديه إن استئناف العلاقات التجارية بين البلدين امر جيد، لكنه ليس كافياً لتغيير الثقافة الكوبية، ويخشى لوبيز، الموظف الحكومي الذي يتقاضى ما يعادل 25 دولاراً في الشهر، أن يتغير قانون الهجرة الأميركي في سبتمبر المقبل، لهذا قرر هو وعائلته الانضمام لأقربائهم في داكوتا الشمالية، بعد أن باعوا سيارتهم وأنفقوا جميع مدخراتهم ليتمكنوا من السفر إلى الولايات المتحدة.
مشاركة :