القاهرة: خالد محمود فيما شكل المؤتمر الوطني الليبي العام (البرلمان) لجنة لتقصي الحقائق في الاشتباكات الدامية التي وقعت في عدة مدن ليبية أخيرا، اختطف مجهولون أمس خمسة من عناصر الجيش الليبي في مدينة الكفرة بأقصى جنوب البلاد. وأعلن عمر حميدان الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني، الذي يعد أعلى هيئة سياسية في ليبيا، أنه جرى أمس مناقشة الأوضاع الأمنية التي تشهدها معظم المدن الليبية، خاصة ما شهدته طرابلس وبنغازي وبراك الشاطي ودرنة، بالإضافة إلى أوضاع النازحين عن مدينة تاورغاء في مختلف مناطق طرابلس وإمكانية تقديم كل المساعدات المعيشية الأساسية المؤقتة. وأوضح أن المؤتمر صوت على إصدار قرار يقضي بندب قاض للتحقيق في أحداث طرابلس وبنغازي والشاطي بأغلبية 71 صوتا، مشيرا إلى أنه جرى التصويت على تعيين عدد من السفراء المرشحين لعدد من الدول بعد نقاش حاد. وكشف النقاب عن اعتراض ورفض بعض الأعضاء للمرشحين من خارج الوزارة، بدعوى أن علي زيدان (رئيس الحكومة الانتقالية) لم يراع التوازن في هذا الموضوع، وبالتالي كان عدد من السفراء منسوبين إلى تيار معين أو إلى منطقة معينة. وكان زيدان قد حل، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع واحد، مساء أول من أمس، على مدينة بنغازي بشرق ليبيا، في زيارة مقتضبة ومفاجئة لم يسبق الإعلان عنها عقب عودته من الأردن. وقال بيان لمكتب زيدان إن هذه الزيارة تأتي في إطار تفقد قوات الأمن والجيش في مدينة بنغازي ومتابعة تنفيذ الخطة الأمنية لحفظ أمن المدينة، مشيرا إلى أن زيدان اجتمع مع رئيس الغرفة الأمنية المشتركة وآمر قوات الصاعقة ومدير مديرية أمن بنغازي. من جهة أخرى، قال العقيد سليمان حامد، رئيس المجلس العسكري بالكفرة، إن الجيش الليبي في حالة استنفار أمني، حيث أعطيت الأوامر للطائرات العسكرية للقيام بجولة استطلاع لمسح المنطقة الجنوبية، وتتبع المجموعات المسلحة التي قامت بخطف خمسة من الجنود بعد شن هجوم مسلح على نقطة تمركز أمنية بمنفذ العوينات على الحدود الليبية - السودانية. ورجح حامد أن تكون عملية الاختطاف بمثابة رد فعل من قبل عصابات التهريب على عملية عسكرية ناجحة نفذتها عناصر الجيش الليبي قبل أربعة أيام تمكنت خلالها من اعتقال أربعة أشخاص من المهربين، اثنان منهم من ليبيا والآخران يحملان الجنسية التشادية. وفي بنغازي، قالت مصادر إن أربعة، من أصل خمسة أشخاص أصيبوا بطلقات نارية خلال المظاهرات التي شهدتها المدينة مساء أول من أمس، عادوا إلى بيوتهم بعد أن تلقوا العلاج وهم بحالة جيدة. وجابت جموع غفيرة من أهالي المدينة الشوارع والميادين في مظاهرات لمطالبة المؤتمر الوطني والحكومة الانتقالية بضرورة الإسراع في تفعيل الجيش والشرطة، حيث ردد مئات المتظاهرين الهتافات الرافضة لوجود الميليشيات المسلحة. لكن المتظاهرين تعرضوا لوابل من الرصاص بعد أن وجهت مجموعة مسلحة لم يجر تحديدها رسميا - وإن كان يرجح أنها تابعة لتنظيم أنصار الشريعة المتطرف - نيران أسلحتها للمتظاهرين، مما أسفر عن إصابة خمسة منهم بإصابات مختلفة. وقال مصدر في المدينة أمس إن السكان شرعوا في تشكيل لجان لحماية مناطقهم، وأعلنوا استمرار عصيانهم المدني حتى خروج هذه المجموعات المسلحة من المدينة وتفعيل الجيش والشرطة بها.
مشاركة :