هبطت أسعار النفط أمس بعد أن أظهرت بيانات زيادة مخزون الولايات المتحدة من الخام، بينما تباطأ إنتاج المصانع الصينية وبرزت مخاوف بشأن احتمالات أن يكون الاقتصاد الياباني دخل في مرحلة كساد، ما يزيد مصاعب الطلب. فيما قال محللون إن الإنتاج الأمريكي صامد على غير المتوقع في مواجهة تراجع الأسعار. ونزل سعر خام برنت في العقود الآجلة 34 سنتا إلى 47.10 دولار للبرميل لكنه تعافى من مستوى 47 دولارا الذي سجله في وقت سابق من الجلسة بدعم من انخفاض الدولار. وانخفض سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة إلى أدنى مستوى له في أسبوعين عند 43.55 دولار للبرميل في بداية التعاملات قبل أن يقلص خسائره إلى 43 سنتا ليسجل 43.78 دولار للبرميل. وزادت مخزونات الخام الأميركي بمقدار 6.3 ملايين برميل في الأسبوع الذي انتهى في السادس من نوفمبر إلى 486.1 مليون برميل بحسب بيانات من معهد البترول الأميركي نشرت مساء أمس الأول مقابل توقعات المحللين بتسجيل زيادة بمقدار مليون برميل فقط. تراجع الثقة ومن حيث الطلب انخفضت مستويات الثقة بين شركات الصناعات التحويلية اليابانية في نوفمبر للشهر الثالث على التوالي إلى مستويات لم يتم تسجيلها منذ أكثر من عامين بحسب مسح لرويترز نشرت نتائجه أمس، ما يعكس المخاوف من احتمال أن يؤدي التباطؤ في الطلب في الخارج بقيادة الصين إلى دخول ثاني أكبر اقتصاد في آسيا في مرحلة كساد. وزاد الطلب على النفط في الصين 0.9 % في أكتوبر عن نفس الفترة من العام الماضي إلى 10.14 ملايين برميل يومياً وفق حسابات رويترز، التي استندت إلى بيانات حكومية أولية مع توقعات من الكثير من المحللين بمزيد من التباطؤ. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن المستبعد أن يعود سعر النفط إلى 80 دولاراً للبرميل قبل نهاية العقد الحالي رغم انخفاض الاستثمارات، مع صعوبة أن يزيد نمو الطلب السنوي على مليون برميل يوميا. وقدرت الوكالة أن تنخفض الاستثمارات النفطية أكثر من 20 % العام الجاري وأن يستمر هذا الاتجاه في العام المقبل. توازن الأسواق وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي لرويترز، على هامش القمة العربية اللاتينية في الرياض، إنه تباحث بشأن الأسواق مع نظيره الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو. وقال وزير نفط الإكوادور، عضو منظمة أوبك، إن السبيل الوحيدة لجلب التوازن إلى السوق هو خفض الإنتاج وإن بلاده تتطلع إلى التوصل لاتفاق خلال اجتماع المنظمة في ديسمبر. وقال الوزير بدرو مريزالديه لرويترز على هامش قمة أميركا اللاتينية والدول العربية في الرياض الطريقة الوحيدة لتحقيق التوازن في السوق هي خفض الإنتاج. وهبطت أسعار النفط إلى حوالي 47 دولاراً للبرميل من أكثر من 115 دولاراً في يونيو الماضي، ما ضغط بشدة على المالية العامة لدول عديدة مصدرة للخام. ورفضت السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في أوبك طلبات أعضاء آخرين في المنظمة بالموافقة على خفض الإنتاج، لكن مع استمرار المستويات المنخفضة للأسعار في الضغط على ميزانيات الحكومات يتوقع كثيرون مزيداً من المطالبات بخفض الإنتاج من منتجين صغار مثل الإكوادور.
مشاركة :