أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء أن لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة عرفات قطعت شوطاً طويلاً في عملها، بالتزامن مع إعلان رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية اللواء توفيق الطيراوي أن لجنة التحقيق توصلت إلى الشخص الذي نفذ اغتيال عرفات، وسط مطالب من الفصائل الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق دولية في ملف وفاة عرفات. وقال رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية اللواء توفيق الطيراوي مساء أول من أمس لوكالة فرانس برس إن لجنة التحقيق توصلت إلى الشخص الذي نفذ اغتيال عرفات، مضيفاً: بقي لغز صغير فقط قد يحتاج إلى وقت لكشف بقية تفاصيل عملية الاغتيال. كما قال: أؤكد أن إسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية عملية الاغتيال التي تعود إلى العام 2009. كلمة عباس وأمس، قال عباس في كلمة بثها تلفزيون فلسطين الرسمي بمناسبة ذكرى رحيل عرفات: نؤكد لجماهير شعبنا أن اللجنة الوطنية المكلفة بالتحقيق في ظروف استشهاد القائد الرمز أبو عمار قطعت شوطاً كبيراً. ولم يتطرق إلى تفاصيل أخرى، لكنه تعهد أن تستمر اللجنة في عملها حتى الوصول إلى كشف الحقيقة كاملة. كما أكد عباس أن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة لن يتحقق أي منها إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وباستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967. وقال إن الاستيطان وغطرسة المستوطنين والعنف والإرهاب الذي تمارسه حكومة إسرائيل وسياسة القتل والإعدامات الميدانية واحتجاز جثامين الشهداء والاعتقالات المسعورة وهدم المنازل لن تثني الفلسطينيين عن المضي قدماً على طريق الحرية والسيادة والاستقلال. واعتبر أن محاولة تغيير الوضع التاريخي في القدس الشرقية سيحوِّل الصراع من سياسي إلى ديني. إلى ذلك، طالبت الفصائل الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق دولية في ملف وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك في الذكرى السنوية 11 لرحيله. وسلم ممثلون عن الفصائل مذكرة مكتوبة بهذا الخصوص إلى مكتب الأمم المتحدة الرئيسي في مدينة غزة، طالبوا فيها الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون بالعمل على تشكيل لجنة التحقيق الدولية. وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح فيصل أبو شهلا خلال اعتصام للفصائل سبق تسليم المذكرة، إن الشعب الفلسطيني اليوم يطالب العالم بتشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن الفاعلين الحقيقيين المسؤولين عن جريمة اغتيال عرفات. وأضاف أبو شهلا: نقول للمجتمع الدولي كفاكم الكيل بمكيالين، تشكلون لجان تحقيق مختلفة لقضايا في الشرق الأوسط، في وقت تتجاهلون فيه وتصمتون تجاه قضية اغتيال تعرض لها عرفات. وشدد أبو شهلا على ضرورة أن تكون اللجنة المنشود تشكيلها مطلباً وطنياً جامعاً للكل الفلسطيني، مشيراً إلى نتائج تحليلات خبراء سويسريين بوجود مادة البولونيوم السامة في رفات عرفات. من جهتها، أكدت سهى عرفات أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات، أمس، أن ملف وفاة زوجها سيبقى مفتوحاً حتى كشف الحقيقة، معلنة أنها بصدد الاستئناف على قرار القضاء الفرنسي، وفي حال الرفض ستتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
مشاركة :