نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي حفل تأبين للفقيد الراحل الأستاذ مبارك بن سعد العطوي، بحضور لفيف من الاهل والأصدقاء والاحباب على رأسهم الوجيه الدكتور عبداللطيف بن جاسم كانو الرئيس الفخري لمركز عبدالرحمن كانو الثقافي، والأستاذ فوزي بن أحمد كانو. وأكد الوجيه الدكتور عبداللطيف بن جاسم كانو ان الفقيد الراحل رافقه فترة طويلة، مشيرا الى انه رحمه الله كانت شخصيته طبيعية ويسيرة وسهلة، وكان يسعى دائما الى جمع الناس على الكلمة الطيبة، مضيفا انه كان من الشخصيات التي تواصت بالصبر والحق ودائما كان لديه طريقة طيبة ويسيرة في التفاهم. بدوره أكد الأستاذ الشاعر علي عبدالله خليفة رئيس مجلس إدارة المركز ان الراحل كان انسانا طيبا خلوقا طموحا ومجتهدا متعدد الاهتمامات، لافتا الى ان للراحل بعض الاهتمامات الأدبية والثقافية والصحفية، وأصدر 4 كتب في مجال التوثيق والخواطر الأدبية، حيث صدر له: حكاية اسمها النادي الأهلي، وقراءات في أوراق متناثرة، وهواجسنا بقراءات أخرى. وأضاف ان الراحل اشرف على مجلة كانو الثقافية كمدير للتحرير والتي اهتمت بالأدب والثقافة وكل جوانب المعرفة على مستوى الوطن العربي، وأنه عاش حياة حافلة بالاجتهاد والجد والمثابرة والسعي لكسب العديد من المعارف والنجاحات في المواقع الإدارية والفنية والتطوعية، الى جانب روح نقية وقلب كبير قادر على احتواء العديد من الأمور وإدارتها بحنكة واقتدار. من جانبه قال الأستاذ صلاح مبارك العطوي ابن الفقيد: في تاريخ الثاني والعشرون من أكتوبر عام ألفين وسبعة عشر للميلاد، حضرت الى هذا المركز لتدشين كتاب والدي الغالي رحمه الله الذي كان بعنوان: «هواجسنا بقراءات أخرى»، وأضاف: «في صباح يوم الجمعة الموافق الخامس من شهر نوفمبر بهذا العام شاءت إرادة البارئ عز وجل ولا راد لقضائه وقدره ان تطوى صفحة هذا الانسان السمح ويترجل هذا الفارس عن صهوة جواده بعد مسيرة عطرة حافلة بالكثير من الإنجازات والاعمال». ورثاه قائلا: «بكتك القلوب قبل العيون يا والدي، ودعا لك كل من عرفك ومن سمع بمبادراتك وأعمالك الطيبة الخيرة، وشهدت لك صولاتك وجولاتك في مضمار البر والخير والإحسان، رحلت وتركت البصمة الطيبة والاثر الجميل في قلوب الناس». كما ألقى الأستاذ خالد محيي الدين بهلول كلمة نيابة عن والده محيي الدين بهلول ممثل النادي الأهلي، حاملا تعازي النادي رئيسا وإدارة ومنتسبين في وفاة اعز الرجال وأخلصهم، مضيفا ان ما يعزينا هو ما قدمه لأهله وذويه من الأسس الثابتة التي رسمها طوال حياته من حنايا انطبعت خلجاتها على حبه وتقديره لكل الناس. وتابع: «نجد لزاما ان نتوقف عند هذه المناسبة في ذكرى الأربعين لفقيد العمل والبناء والرياضة، فلهذا الانسان ذكريات لا تنسى وعطاء متميز للرياضة في مختلف أنواعها ولا سيما لعبة كرة السلة، فقد أعطاها بقدر ما أحبها وأحبته، وإذا كان للرياضة صلة فهي مرتبطة بهذا الرجل الانسان، حقا كان يوما حزينا ذالكم يوم 5 نوفمبر 2021 الذي منه وفيه غاب عنا مبارك العطوي صاحب الابتسامة والكلمة الصادقة والتي قيلت فيه ريحة الوطن وعاشق الرياضة ووفي في عمله». من جانبه ألقى الدكتور ناظم صالح الصالح عضو مجلس امناء جائزة يوسف بن أحمد كانو كلمة الجائزة قائلا: «أستهل كلمتي بتوجيه الشكر والتقدير العميق لمركز عبدالرحمن كانو الثقافي لمبادرتهم الكريمة في اقامة حفل التأبين هذا للمرحوم مبارك سعد العطوي (ابو صلاح) وهو أحد ابناء هذا الصرح الثقافي الشامخ في مملكتنا الحبيبة، وهو رفيق درب المرحوم عبدالرحمن كانو طيب الله ثراه، وأشكر المركز لتوجيه الدعوة لتمثيل جائزة يوسف بن أحمد كانو للمشاركة في تأبين الفقيد». وأضاف ان الفقيد الغالي والصديق الوفي الذي رحل عنا في ومضة عين كلمح البصر ودعنا الوداع الاخير الى مثواه الاخير في جنة الخلد ونعيمها الدائم التي وعد الله بها المؤمنين المتقين من عباده مع محمد وآله الطيبين الطاهرين. وتابع قائلا: «اود ان انقل إليكم تحيات العم ابو نبيل سعادة الاستاذ خالد محمد كانو ريئس مجلس امناء جائزة يوسف بن أحمد كانو وخالص عزائه ومواساته ومواساة وتعازي أعضاء مجلس الامناء لعائلة الفقيد وذويه وأحبائه في هذا الخطب الجلل، وكان بود الاستاذ خالد ان لا يفوت فرصة حضور هذه المناسبة لولا الظروف المانعة لذلك، وأكد لي اهمية ابراز مناقب الفقيد الراحل». وأردف: «كان خبر وفاة المرحوم المفاجئ كما قال لي ابو نبيل قد شكل صدمة شديدة لا يتحملها الا من كان قلبه من صخر، وذكر لي بعبارات بسيطة وبريئة وصادقة وعبارات فياضة تصدر من القلب: هذا ولدنا ونعم الولد علم وأخلاق ما عليه قصور، وشركة يوسف بن أحمد كانو كانت بيته الثاني، وتعويض الدور الذي كان يقوم به بإخلاص وتفان ومسؤولية عالية واقتدار عملية غير بسيطة، فالمرحوم له الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالي ثم المؤسسين الأوائل في نجاح اعمال الجائزة منذ ان تحمل امانتها العامة، ويعود إليه الفضل الكبير في استمرارها واستمرار تطورها». عقب ذلك تحدث الأستاذ سعود مبارك العطوي ابن الفقيد الراحل في رثاء والده قائلا: «إنما الكمال هو كمال الله سبحانه وتعالى، ولكن في عيني أبي كأنه أقرب شيء إلى هذا الكمال، كيف لا وهو كان الأب الحنون - المحب - الكريم - المخلص - الحكيم - ومعلمي ومثلي الأعلى بعد الله سبحانه وتعالى، الذي بنى نجاحات عديدة على الصعيد الوطني - التعليمي - الرياضي - الاجتماعي - والعمل الخيري بفضل من الله سبحانه وتعالى وبفضل ثقة ودعم عائلات كانو الكريمة حفظهم لله». وتابع قائلا: «تعلمت الكثير من الأشياء من أبي رحمة الله عليه، فلا يسعني أن اذكرها جميعا، ولكن سأذكر ما قال لي مؤخرا: عمل الخير يزرع الخير دائما، فما أجملها من عبارة وما أروعها من حكمة، لا اعلم ماذا تخبئ لي الأيام القادمة ولا أعرف علم الاقدار والارزاق، ولكنني أعلم أنه بعد نهاية هذه الحياة اتمنى ان التقي بك وأخبرك عن مدى اشتياقي وحبي لك، وعن حب الناس لك ودعائهم بالخير والرحمة لك، وأخبرك أنك مازلت صديق العمر بالنسبة إلي في هذا الكون». من جهته ألقى الدكتور عبدالعزيز صويلح كلمة مركز عبدالرحمن كانو الثقافي قائلا: «ان كلمات الرثاء لا تفي الراحل حقه، وإنما لنستذكر معنى العطاء وفلسفة التواصل الاجتماعي التي دأب الراحل على تجسيدها قولا وفعلا». وأضاف ان الراحل كان قدوة وشخصية وضعت بصماتها في مسيرة العمل التطوعي من دون كلل او ملل، ولم يسع الى البروز الإعلامي بقدر ما كان عمله بصمت وبحب، وقد تعددت مساهماته بتعدد القدرات الإدارية والابداعية وتنوع الاهتمامات التي كانت مصدر إلهام لأعضاء مركز عبدالرحمن كانو الثقافي على مدى ربع قرن من الخدمة المتواصلة في مجتمع البحرين. وفي ختام حفل التأبين قدم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي هدية عبارة عن «بورتريه» صورة لشخص الأستاذ مبارك بن سعد العطوي مقدمة من المركز إلى عائلة الراحل.
مشاركة :