أعرب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم (الأحد) عن رفضه استخدام بلاده منطلقا للإساءة إلى مملكة البحرين والتطاول عليها. وأوضح ميقاتي في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي أنه تبلغ من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب "مضمون كتاب احتجاج رسمي تلقاه من وزارة خارجية مملكة البحرين على عقد مؤتمر صحفي في بيروت تضمن اساءات إلى المملكة". وأضاف البيان أن ميقاتي "أحال الاحتجاج بشكل عاجل على السلطات المختصة طالبا التحقيق الفوري فيما حصل ومنع تكراره واتخاذ الاجراءات المناسبة وفق القوانين المرعية الاجراء". وجاء في البيان أن ميقاتي "يشجب بقوة ويدين التطاول على مملكة البحرين قيادة وشعبا، ويرفض التدخل في شؤونها الداخلية والإساءة إليها بأي شكل من الأشكال". كما أكد ميقاتي "رفض استخدام لبنان منطلقا للإساءة إلى مملكة البحرين والتطاول عليها مثلما يرفض الإساءة إلى الدول العربية الشقيقة ولا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي". وشدد البيان على "حرص ميقاتي على العلاقات التاريخية الوطيدة بين لبنان ومملكة البحرين"، مؤكدا أن "ما يربط بينهما أعمق من تصرف خاطئ لا يعبر عن رأي الشريحة الأكبر من الشعب اللبناني التي تكن للبحرين كل المودة والمحبة والاحترام". وكانت الخارجية البحرينية أعلنت اليوم أنها قدمت "احتجاجا شديد اللهجة" للحكومة اللبنانية لاستضافة بيروت ما اعتبرته "مؤتمرا صحفيا لعناصر معادية ومصنفة بدعم ورعاية الإرهاب لغرض بث وترويج مزاعم وادعاءات مسيئة ومغرضة ضد المملكة". واعتبرت أن الاستضافة "تعد انتهاكا صارخا لمبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، لافتة إلى أن ذلك "يخالف المواثيق الدولية وميثاق جامعة الدول العربية". وأعلنت أنه "تم إرسال مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تتضمن استنكار مملكة البحرين لهذه الخطوة غير الودية من الجانب اللبناني". ودعت الخارجية البحرينية الحكومة اللبنانية إلى "ضرورة منع مثل هذه الممارسات المستهجنة التي تستهدف الإساءة إلى مملكة البحرين، وتتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين". وكان ناشطون في (جمعية الوفاق الوطني الإسلامية) البحرينية المعارضة المحظورة منذ العام 2016 قد أعلنوا من بيروت يوم الخميس الماضي عن تقرير يتضمن انتقادات لحقوق الإنسان في البحرين من 2019 حتى منتصف 2021. ويأتي الاحتجاج البحريني في ظل أجواء متوترة بين لبنان وبعض دول الخليج إثر أزمة تصريحات لوزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي بخصوص حرب اليمن. وفي 29 أكتوبر الماضي، سحبت الرياض سفيرها في بيروت وطلبت من السفير اللبناني لديها المغادرة كما حظرت دخول الواردات اللبنانية إلى المملكة، وتبعتها في ذلك الإمارات والبحرين والكويت واليمن. وجاءت الأزمة بين لبنان والسعودية وبعض دول الخليج اثر بث مقابلة متلفزة لوزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي في 25 أكتوبر المنصرم كانت سجلت قبل تعيينه وزيرا وقال فيها إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي" وهو التصريح الذي اعتبرته السعودية "مسيئا".
مشاركة :