أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون ، اليوم (الأحد) بالعاصمة السورية عن وجود فرص لإعادة إطلاق المسار السياسي وإمكانية طرح مقاربة جديدة مع دمشق بعد محادثات أجراها مع دول عربية وغربية، بينها الولايات المتحدة الأمريكية. وقال بيدرسون في تصريحات للصحفيين عقب محادثات في دمشق إنه كان لديه لقاءات في عدد من الدول العربية وكذلك مع الأمريكيين والأوروبيين، حيث رأى أن هناك فرصة جادة لبحث إمكانية "تطبيق مقاربة" مع دمشق بهدف "بناء الثقة". وفيما يخص جولة جديدة من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، لفت بيدرسون إلى عدم تحديد موعد للجولة حتى الآن. وتابع بشأن نتائج زيارته إلى دمشق، أنه بحث مع المسؤولين السوريين الملف السياسي والوضع العسكري والاقتصادي والإنساني بسوريا في مباحثات "جيدة وعميقة"، مشيرا إلى أن "هناك فرصا لإعادة إطلاق المسار السياسي". وتأتي تصريحات بيدرسون في ظل مؤشرات على خروج سوريا من عزلة سياسية فرضتها دول عربية وغربية على دمشق، بحسب مراقبين، وتجسدت هذه المؤشرات أخيرا في زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، في نوفمبر الماضي إلى دمشق بعد أكثر من شهر من اتصال هاتفي بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد، ثم موافقة الإدارة الأمريكية على مرور الغاز المصري إلى لبنان عبر الأراضي السورية. والتقى المبعوث الأممي في دمشق بوزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وبحثا خلال اللقاء تطورات الأوضاع في سوريا ومجريات العملية السياسية، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وعرض بيدرسون خلال اللقاء مجريات جولته الأخيرة في عدد من الدول واستمرار الجهود لعقد الجولة القادمة للجنة مناقشة الدستور. وأكد المقداد في هذا الصدد "أهمية تجنب أي تدخل خارجي في عمل اللجنة وأن يكون الحوار سوريا ـ سوريا يعبر عن تطلعات السوريين وليس خدمة أجندات الدول المعادية لسوريا"، مثنياً على أداء الجانب الوطني ومساهماته الإيجابية في عمل اللجنة. وأشار المقداد إلى ما وصفه بـ"الدور التخريبي للحكومة التركية والممارسات اللاإنسانية" سواء من خلال عدم التزامه بمخرجات أستانا وسياسات التتريك في المناطق التي يسيطر عليها أو قطع المياه عن الأهالي في محافظة الحسكة في انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني، معتبرا أن ذلك "يأتي في إطار دعمه المستمر للمجموعات المسلحة ومحاولاته اليائسة لإعاقة توطيد الاستقرار في سوريا". ولم تفلح جولات التفاوض برعاية الأمم المتحدة في الوصول إلى حل سياسي للأزمة المستمرة في سوريا منذ العام 2011، كما لم تنجح ست جولات من اجتماعات اللجنة الدستورية في إحراز أي تقدم. ودعا بيدرسون، مرارا في إحاطات لمجلس الأمن الدولي خلال الأشهر الماضية إلى الضغط من أجل عملية سياسية في سوريا، مع تجميد الخطوط الأمامية العسكرية إلى حد كبير منذ أكثر من عام ونصف العام. ووصل بيدرسون إلى دمشق مساء أمس السبت. وكانت آخر زيارة للمبعوث الأممي إلى دمشق قد جرت في شهر سبتمبر الماضي، حيث التقى المقداد وبحث معه الوضع في سوريا والملف السياسي.
مشاركة :