) أدانت أوساط فلسطينية اليوم (الأحد) افتتاح السلطات الإسرائيلية نفقا لربط مستوطنات جنوب الضفة الغربية بمدينة القدس، معتبرين أن الخطوة من شأنها القضاء على حل الدولتين. وقال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي للصحفيين في رام الله، إن المشهد الحالي يتمثل بتعزيز الاستيطان في غلاف المدينة المقدسة وعزلها في إطار القضاء على حل الدولتين. وأضاف الرويضي أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت تزيد من تنفيذ الأعمال الاستيطانية على الأرض في القدس في محاولة لقتل إمكانية إقامة دولة فلسطينية وفرض أمر واقع. وذكر أن الفلسطينيين في شطري المدينة الشرقية والغربية يشكلون 42 في المائة من مجمل السكان ويخوضون معركة مع السلطات الإسرائيلية في ظل إزدواجية المعايير من قبل المجتمع الدولي. وأشار الرويضي إلى أن إسرائيل تعمل على خفض عدد السكان الفلسطينيين إلى 18 في المائة ضمن مخططاتها وطرد البقية بهدف إحداث ميزان ديمغرافي يعكس أن القدس مدينة يهودية والفلسطينيين أقلية في محيطها. وأعلنت بلدية القدس ووزارة النقل والبنية والتحتية والمواصلات الإسرائيلية أمس السبت عن افتتاح النفق الجنوبي الثاني لربط مستوطنة جنوب الضفة الغربية بمدينة القدس بحسب ما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة نقلا عن البلدية أن النفق يمر بطول 12 كم ويتضمن إنشاء جسر جديد بارتفاع 60 مترا وبطول 360 مترا مما يضيف مسارين لحركة المرور في كل اتجاه. بدوره قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على منع إقامة دولة فلسطينية من خلال استمرارها في إجراءات الضم والتوسع ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية. واعتبر رأفت في تصريحات لإذاعة ((صوت فلسطين)) الرسمية أن الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس تمثل "انتهاكا صارخا" لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأشار رأفت إلى أن القيادة الفلسطينية تتابع العمل مع المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل لإلزامها بالقرارات الدولية وإنهاء احتلالها العسكري والاستيطاني الاستعماري للأراضي الفلسطينية. ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسية لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف العام 2014. ويقطن ما يزيد على 600 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس. من جهتها طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بتكثيف ضغطه على الحكومة الإسرائيلية لإجبارها على تجميد الأنشطة الاستيطانية كافة بهدف الغائها. وقالت الوزارة في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن افتتاح النفق جزء لا يتجزأ من المخططات الاستيطانية الرامية لاستكمال عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وربطها بالعمق الإسرائيلي. واعتبر البيان أن عمليات تعميق وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس إثبات واضح على أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في تدمير أية فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين وتخريب وعرقلة أية جهود إقليمية ودولية مبذولة بهدف استعادة الأفق السياسي لحل الصراع. وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات "تسمين" الاستيطان في الأرض الفلسطينية خاصة على فرص إحياء عملية السلام والمفاوضات الجادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وحذر البيان من أن إمعان إسرائيل في حسم مستقبل قضايا الحل النهائي التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال ما هو إلا "دعوة صريحة لتفجير المنطقة، وجرها إلى دوامات عنف دائمة".
مشاركة :