الرياض - تستضيف الرياض غدا الثلاثاء القمة الخليجية في دورتها الـ42 في ظرف يبدو ملائما أكثر لتعزيز الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي بعد مصالحة أسست لها القمة الماضية التي عقدت في مدينة العلا السعودية في مطلع العام الحالي طويت معها الأزمة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين زائد مصر من جهة ثانية بعد ثلاث سنوات من المقاطعة. وسبق القمة المرتقبة جولة خليجية قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شملت كلا من سلطنة عمان والبحرين وقطر والإمارات والكويت، كانت بمثابة رسائل لتعزيز وحدة مجلس التعاون الخليجي في مواجهة تحديات إقليمية تتصدرها أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وعلى الرغم من أن المملكة دخلت في حوار مع طهران (على مستوى وفود من البلدين) من أجل تهدئة التوترات، بينما أرسلت الإمارات وفدا رفيع المستوى إلى العاصمة الإيرانية في الفترة الأخيرة ضمن جهود دعم الاستقرار، إلا أن الوضع يبقى مثيرا للقلق مع استمرار الجمهورية الإسلامية في المراوغة وعدم إبداء رغبة جدية في إنهاء سنوات من التوتر. وتأتي القمة الخليجية في دورتها الـ42 بينما تقود الرياض جهودا لإعادة ترتيب البيت الخليجي وتمتين التعاون بين دول المجلس بعد شروخ بعضها ناجم عن أزمة قطر السابقة وبعضها الآخر عن حرب اليمن التي يشارك فيها تحالف عربي بقيادة المملكة. وثمة قلق كامن وسابق من موقف سلطنة عمان الذي بدا إلى حدّ ما في السنوات الأخيرة أميل للغموض تحت عنوان سياسة الحياد. وتدفع الرياض وكذلك أبوظبي لتنقية الأجواء عموما وتعزيز العمل الخليجي على ضوء التطورات الجيوسياسية في المنطقة بما يتيح موقفا خليجيا أكثر صلابة سياسيا وأوسع تعاونا اقتصاديا وهو ما يفسر إلى حدّ ما الصفقات الضخمة التي توجت بها الجولة الخليجية لولي العهد السعودي قبل أيام قليلة من انعقاد القمة. ومن ضمن أهداف تلك الجولة أيضا ضمان حضور خليجي وازن وعلى أعلى مستوى لقادة دول مجلس التعاون بعد قمم سابقة شهدت غياب بعض القادة وحضور ممثلين عنهم. وبحسب ما رشح من معلومات فإن الدورة الحالية للقمة ستشهد حضورا قويا لمعظم قادة الدول الخليجية باستثناء أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي لن يشارك في القمة لأسباب يرجح أنها صحية، بينما سيمثله ولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح كما لن يشارك في القمة الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بينما سيمثله نائب رئيس الدولة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأسباب صحية أيضا. وقد كشف مصدر دبلوماسي خليجي عن مستوى مشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في أعمال القمة الخليجية الثانية والأربعين المقرر عقدها الثلاثاء في الرياض برئاسة المملكة العربية السعودية. وبحسب المصدر ذاته سيترأس الوفد السعودي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فيما يرأس ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفدي بلديهما. وستكون سلطنة عمان ممثلة بنائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد نظرا لارتباط السلطان هيثم بن طارق بزيارة خاصة إلى بريطانيا. وبحسب المصدر الدبلوماسي فإن للقمة الحالية أهمية بالغة كونها تأتي لإعادة ترتيب البيت الخليجي وفق الرؤى الجديدة وعلى ضوء المصالحات واجراءت تعزيز الثقة بين دول المجلس والدفع لتبني سياسة الاعتماد على الذات من خلال تكامل اقتصادي فعال وتنسيق سياسي موحد وتعاون أمني ودفاعي انطلاقا من قاعدة أن أمن دول المجلس هو كل لا يتجزأ والشراكات الإستراتيجية الإقليمية والدولية. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قد عقدوا أمس الأحد اجتماعا برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان رئيس الدورة الحالية للمجلس بمشاركة الأمين العام للمجلس نايف الحجرف وبحضور زير الخارجية المصري سامح شكري. وقال الحجرف إن الاجتماع بحث الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال بما في ذلك تقرير الأمانة العامة حول تنفيذ رؤية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والتي أقرها قادة المجلس عام 2015 و"ما تم تنفيذه في شأنها من قرارات وما تم إنجازه في إطار تحقيق التكامل والتعاون في مسيرة العمل الخليجي المشترك إضافة إلى التقارير والتوصيات المرفوعة من قِبل المجالس المختصة واللجان الوزارية والأمانة العامة" تحضيرا لرفعها إلى قمة الثلاثاء.
مشاركة :