بروكسل - حذرت وزارة الخارجية الروسية من مواجهة إذا لم تمنح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي موسكو ضمانات أمنية بشأن توسع الحلف شرقا، في وقت يبحث فيه الاتحاد الأوروبي مع واشنطن ولندن إمكانية فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على روسيا.وأفاد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين أن بروكسل تبحث مع واشنطن ولندن إمكانية فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على موسكو. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن “نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف حذر من مواجهة إذا لم تمنح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي موسكو ضمانات أمنية بشأن توسع الحلف شرقا”. وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمانات أمنية ملزمة بأن حلف شمال الأطلسي لن يتوسع بشكل أكبر شرقا أو ينشر أسلحته بالقرب من أراضيها، لكن واشنطن أكدت مرارا أنه ليس من حق أي دولة الاعتراض على مساعي كييف للانضمام إلى الحلف. وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في يوليو 2014 عقوبات اقتصادية على روسيا استهدفت قطاعاتها في مجال الطاقة والأعمال المصرفية والدفاع، ويبحثان حاليا اتخاذ المزيد من الإجراءات إذا حاولت قوات موسكو غزو أوكرانيا. نائب وزير الخارجية الروسية حذر من مواجهة إذا لم تمنح واشنطن وحلف شمال الأطلسي موسكو ضمانات أمنية وقال بوريل في تصريح إعلامي، عند وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل “نحن نتأهب للردع”. وأضاف “على أي حال سنوجه رسالة واضحة بأن أي عدوان على أوكرانيا سيكلف روسيا الكثير، وسندرس مع الولايات المتحدة وبريطانيا ماهية العقوبات التي يمكن فرضها وزمانها وكيفيتها بصورة منسقة”. وتقول روسيا التي تحشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا إنها لا تعتزم غزوها، وتتهم كييف بنشر نصف جيشها لمواجهة الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق البلاد. وقال وزير خارجية ليتوانيا غابريليوس لاندسبيرجيس “نحن مقتنعون بأن روسيا تستعد بالفعل لشن حرب شاملة على أوكرانيا، هذا أمر لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية”. وتابع “إذا كان هجوما غير مسبوق، فهذا يعني أن الرد يجب أن يكون غير مسبوق من الدول الغربية أيضا”. وصرّح دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي لوكالة “رويترز” بأن المناقشات تتركز على الزيادة التدريجية المحتملة للعقوبات التي تتدرج من إمكانية حظر السفر وتجميد أرصدة كبار الساسة الروس إلى وقف جميع الروابط المالية والمصرفية مع روسيا. لكن المبعوثين قالوا إنه لن يتم النظر في خطوات بهذا الشأن إلا إذا حاولت روسيا غزو أوكرانيا بالكامل. ونبّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ مرارا روسيا بأن الحلف يقف إلى جانب أوكرانيا وسط التمركز الكبير وغير المعتاد للقوات الروسية على حدودها. وكان وزراء خارجية مجموعة دول السبع قد حذروا روسيا الأحد من “عواقب وخيمة” إذا هاجمت أوكرانيا. وطالب الوزراء السبعة روسيا بخفض التصعيد والتواصل عبر القنوات الدبلوماسية وأكدوا التزامهم تجاه الحفاظ على سيادة أوكرانيا وحقها في تحديد مصيرها. وكان وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى قد وحدوا السبت مواقفهم إزاء روسيا والصين وإيران في اجتماعهم في ليفربول. وزارة الخارجية الروسية تحذرت من مواجهة إذا لم تمنح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي موسكو ضمانات أمنية بشأن توسع الحلف شرقا وبحسب حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فقد حشدت روسيا ما بين خمسة وسبعين ألفا ومئة ألف جندي في المنطقة. ويشكل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي تحضيرا للقمة المقررة الأربعاء في بروكسل بين قادة الاتحاد الأوروبي ونظرائهم في خمس من الدول الست المنضوية في الشراكة الشرقية وهي أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وأرمينيا، ولقمة أوروبية ستعقد الخميس. وخرجت بيلاروس من هذه الشراكة، إلا أن زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا متواجدة في بروكسل حتى الأربعاء، وقد التقت اعتبارا من الأحد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بالإضافة إلى بوريل. ويتم التحضير لمجموعة سادسة من العقوبات ضد نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، وفق مصادر أوروبية. ويسعى القادة الأوروبيون إلى تشكيل جبهة موحدة ضد روسيا في دوله المحاذية لها. وهم سيمددون لستة أشهر العقوبات العقوبات التي تم تبينها ضد روسيا إثر ضمها شبه جزيرة القرم في العام 2014 وسيحددون ماهية “العواقب الاستراتيجية” التي ستترتب على موسكو في حال إقدامها على تدخل عسكري في أوكرانيا. وقال معاونو بوريل في تصريحات لفرانس برس إن “روسيا تمتلك قدرات كبيرة جدة على التسبب بأضرار من خلال مجموعة المرتزقة فاغنر، والعمليات المزعزعة للاستقرار والهجمات السيبرانية، لكن اقتصادها ضعيف لأنه يعتمد بشكل كبير على مبيعات النفط والغاز”.
مشاركة :