اختتم "مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة" أعماله وفعالياته التي استمرت على مدى ثلاثة أيام في مـكـتـبـة المـلـك فـهـد الـوطـنـيـة بالرياض، بمحاضرة حول دور "الفلسفة" في معالجة آثار جائحة "كورونا" التي ضربت العالم، وألقت بظلالها وتداعياتها على جميع الدول، واستعراض أهمية التفكير الفلسفي في التعامل مع التحديات العديدة التي تعصف بالعالم بصفة عامة، كما شهد اليوم الختامي للمؤتمر عدداً من المحاضرات العامة والورش، وجلسات تعارف في المقهى الفلسفي "سقراط". وفي كلمة ختامية قدم الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان، شكره وتقديره للحضور والمشاركين والمنظمين، وقال: أشكر هذه الكوكبة من العلماء والباحثين، الذين قطعوا آلاف الأميال لمشاركتنا في هذا المؤتمر الذي سيتكرر بإذن الله في الأعوام القادمة"، منوهاً إلى أنه مع ختام هذا المؤتمر ستبدأ رحلة الاستعداد لتخطيط والتجهيز لنسخة العام القادم من المؤتمر، مشيراً إلى أن سعادتهم وفرحتهم في هيئة الأدب والنشر والترجمة، ستكتمل بحضور الجميع ومشاركتهم فيه. وخلال المؤتمر تحدث الأستاذ عبدالله المطيري لـ "الرياض" رئيس الجمعية السعودية للفلسفة بالإشادة بما تقدمه هيئة الأدب والنشر والترجمة وأن المؤتمر حقق أهدافه الأساسية وهي تحقيق اللقاء بين المهتمين بالفلسفة في السعودية بنظرائهم من مختلف دول العالم. الرياض كانت وجهة الاهتمام الفلسفي العالمي في أوقات المؤتمر. كما أن كثيرا من الصداقات تحققت وكثيرا من الأفكار والتفاعل والحوارات تم تبادلها في أيام المؤتمر، وأشار إلى أن المجتمع الفلسفي السعودي أثبت اهتمامه وجدّيته وحرصه على تطوير مهاراته في الجانب الفلسفي ومشاركة العالم أفكاره وأطروحاته. وذكر "المطيري" أن مستوى الحضور كان عاليا جدا ومشجّعا كميا وكيفيا. كميا كانت طلبات الحضور تفوق القدرة الاستيعابية والجلسات الرئيسة امتلأت بالمقاعد المخصصة لها، ومن جهة الكيف فكان الحضور يطرح الأسئلة ويقدم استشكالات وتعليقات كثيرة على ما قدم من أفكار ونظريات. الفلاسفة السعوديون كذلك قدموا أوراقا مهمة دار حولها نقاشات مطوّلة. وأشار أيضا إلى أن مستقبل الفلسفة في السعودية يبشّر بالخير لأنها تجربة صادقة في المقام الأول ويدعمها شغف واهتمام حقيقي. كما أن المجتمع الفلسفي بانتظار أول قسم للفلسفة في الجامعات السعودية ليوفّر تأهيلا أكاديميا للأجيال القادمة، لافتا إلى أن الجهات الرسمية المسؤولة عن المجال الثقافي ممثلة في وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة تدرك أهمية الفلسفة وتسعى لدعم تجربة المجتمع الفلسفي السعودي لتحقيق أهدافه في هذا المجال المعرفي الحيوي. وكان المؤتمر الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة، قد انطلقت جلساته يوم الأربعاء المنصرم تحت شعار "مهرجان الأفكار" ومفهوم "اللا متوقع" كمحور رئيس للمؤتمر، وعلى مدى ثلاثة أيام قدم المشاركون موضوعاتهم وتأملاتهم وأبحاثهم ذات الصلة بهذا المفهوم، حيث شهد المؤتمر عقد 11 محاضرة عامة و17 ورشة متخصصة، قدمها وشارك فيها كبار الفلاسفة والمفكرون المعاصرون من الباحثين والأكاديميين المرموقين على مستوى العالم، إضافة إلى عدد من الأنشطة الموازية، في مقدمتها "مقهى سقراط" مع الفيلسوف الأميركي كريستوفر فيليبس، و"المقهى الفلسفي" الذي شكل ساحة للاجتماعات وبناء العلاقات بين المشاركين في المؤتمر والضيوف من حول العالم.
مشاركة :