عبرت دولة الإمارات عن تعازيها الصادقة وتضامنها مع الولايات المتحدة الأميركية الصديقة في ضحايا الأعاصير والعواصف التي اجتاحت عدة ولايات، وأسفرت عن وقوع ضحايا. وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، عن خالص تعازيها ومواساتها إلى الحكومة الأميركية وإلى أهالي وذوي الضحايا في هذا المصاب الجلل، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، حالة الطوارئ الكبرى في ولاية كنتاكي، التي باتت تجسد الدمار الهائل الذي ألحقته سلسلة أعاصير أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في عدة ولايات في البلاد. وسيسمح هذا الإجراء الذي أتى بطلب من حاكم الولاية أندي بيشير بتخصيص مساعدات فدرالية. وينوي بايدن التوجه إلى المنطقة بأسرع وقت ممكن. وكان الرئيس الأميركي قال في وقت سابق: إن هذه الولايات ضربتها «سلسلة من أسوأ الأعاصير» في تاريخ البلاد، واصفاً أضرارها بأنها «مأساة لا توصف». وبموازاة تواصل البحث عن ناجين محتملين، بدأت المساعدة تنتظم في محيط مصنع للشموع في وسط الولايات المتحدة بات يجسد الدمار الهائل الذي نجم عن أعاصير أدت إلى مقتل العشرات في عدة ولايات أميركية. واجتاحت هذه الظاهرة المناخية الاستثنائية ست ولايات مخلفة دماراً شاسعاً على مئات الكيلومترات، إلا أن مايفيلد في ولاية كانتاكي كانت أكثرها تضرراً. واستحال مصنع «مايفيلد كونسيومر بروداكتس» لصناعة الشموع العطرية كومة من الأعمدة والحديد الملتوي بارتفاع أمتار عدة. وقد فتشت فرق الإنقاذ المجهزة برافعات وجرافات وآليات أخرى الأنقاض بدقة أمس الأول. وكان نحو 110 موظفين في المصنع، مساء الجمعة، لتلبية الطلب المرتفع مع اقتراب أعياد نهاية السنة عندما دمر الإعصار كل شيء. وقال مسعف متطوع، واصفاً الدمار في المكان: «يخونني الكلام.. أمضيت ثماني ساعات في التفتيش بين الركام، وفي الليلة السابقة عملنا حتى الرابعة صباحاً، ولم يسبق لي أن رأيت شيئاً كهذا». وهب القس ستيفن بويكن من الكنيسة المحلية إلى المكان مع آخرين منذ مساء الجمعة للمشاركة في العلميات و«تقديم المواساة». وأوضح «كان ثمة أشخاص يصرخون وهم مرعوبون، وأمسكت بأيدي أشخاص عالقين بين الركام، تحت جدار». وأشار حاكم الولاية أندي بيشير إلى أن مالك المصنع يظن أنه تمكن من تحديد مكان العاملين و«سيكون رائعاً أن نخفض الحصيلة»، لكنه أكد أن التحقق من هذه المعلومة غير ممكن حتى الساعة. وأضاف: «لا زلنا نعثر على جثث». وفي مناطق أخرى من كنتاكي وفي ولايات ميزوري وإلينوي وتينيسي وأركنسو، تنتشر مشاهد الدمار نفسها مع منشآت سويت بالأرض وأبنية فقدت واجهاتها وفولاذ ملتو، فضلاً عن سيارات مقلوبة وأشجار مقتلعة وأحجار الآجر مبعثرة في الشوارع. وقد طالت الأضرار ولاية ميسيسيبي أيضاً. وبدأت وكالات الاستجابة لحالات الطوارئ في البلاد بالانتشار في المناطق المنكوبة. وقال وزير الأمن الداخلي أليخندرو مايوركاس، الذي تفقد المناطق المتضررة أمس: «سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة، وسنبقى حتى تنجز إعادة البناء». وتوالت من الخارج رسائل التضامن. وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «تعازيه الحارة»، فيما صلى البابا فرنسيس لسكان كنتاكي من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. وحصيلة الضحايا المؤقتة مرتفعة مع ما لا يقل عن ثمانين قتيلاً في ولاية كنتاكي وحدها، حسبما أعلن الحاكم أندي بيشير. وشدد بيشير: «يجب علينا أولاً أن نحزن معاً على الضحايا، قبل أن نبدأ معاً إعادة البناء». وأوضح أن الأعاصير أسفرت أيضاً عن إصابة العشرات وتشريد آلاف آخرين. وطالت هذه الظاهرة المناخية القصوى خصوصاً سهول الولايات المتحدة الشاسعة. وأظهرت لقطات صورت مساء الجمعة أعمدة سوداء ضخمة تجتاح الأراضي مع برق متقطع. وضرب واحد من أطول الأعاصير في الولايات المتحدة، ولاية كنتاكي على امتداد أكثر من 200 ميل (320 كيلومتراً) حسبما أفاد الحاكم. وكان أطول إعصار رصد من الأرض على امتداد 219 ميلاً سجل عام 1925 في ميزوري، وأدى إلى مقتل 695 شخصاً. وقال ديفيد ورورذي، البالغ 69 عاماً، أمام منزله في مايفيلد: «وردنا إنذار عند الساعة 09,30 بأن الإعصار آت، وحل فجأة وغادر فجأة.. لم يسبق لنا أن رأينا أمراً كهذا في المنطقة، وأينما ضرب ألحق الدمار الشامل». وضربت نحو ثلاثين عاصفة الولايات المتحدة مساء الجمعة.
مشاركة :