الإمارات تريد تخفيف التوتر بين إيران وإسرائيل لمصلحة الخليج

  • 12/14/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ابوظبي - تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تخفيف التوتر في المنطقة والخليج وهو ما يفسر الزيارات المكوكية التي يقوم بها مسؤولون إماراتيون لإيران وتركيا وإسرائيل وزيارة بعض مسؤولي تلك الدولة إلى ابوظبي. وتتبع الإمارات سياسة تخفيف التوتر لان المتضرر الأكبر من نشوب أي صراع في المنطقة هم دول الخليج. ويرى مراقبون أن التهديدات التي يطلقها بين الحين والآخر قادة إيران وإسرائيل عبر وسائل الإعلام تهدف بالأساس إلى تحسين شروط التفاوض بالدرجة الأولى والتسويق الداخلي بالدرجة الثاني لان التصعيد العسكري سيمثل ضررا كبيرا للطرفين. وأدى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الاثنين زيارة الى الإمارات التقى خلالها عددا من المسؤولين الإماراتيين في مقدمتهم ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد حيث تناول الجانبان إضافة الى تعزيز العلاقات الاقتصادية التهديدات الإيرانية. وتنظر الإمارات بشكل مختلف عن اسرائيل فيما يتعلق بإيران فالحكومة الإسرائيلية تعتبر انه لا مفر من مواجهة الخطر الايراني بشكل حازم عبر سياسة الضغط والاحتواء التي تتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة فيما ترفض الإمارات الانخراط في المخطط الإسرائيلي المتعلق بهذا الملف وذلك وفق مصلحة امنها القومس. وتسعى الإمارات عوض ذلك لتصفير المشاكل مع القوى الاقليمية وتخفيف التوتر وفق علاقات تقوم على المصالح الثنائية بشكل مستقل عن أي تحالفات أو تصنيفات مسبقة. وترى القيادة الإماراتية ن تعزيز العلاقات مع الجانب الإسرائيلي لا يعني بتاتا تازيم علاقاتها مع الجانب الإيراني او إعلان العداء له او عدم الانفتاح على الإيرانيين. وتأتي زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد إلى طهران ولقاؤه بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وفق هذا المنهج العقلاني والبراغماتي. ويبدو ان الإمارات التي تعرف بوقعيتها تعرف جيدا التفريق بين المصالح الاقتصادية وضرورة العمل على مواجهة الخلافات السياسبة التي تحكم المنطقة وان الدبلوماسية وسياسة المصالح قادرة على إنهاء او التقليل من تداعيات الصراعات في منطقة تعج بالأزمات. ويرى مراقبون ان الإمارات على وعي تام بان انزلاق المنطقة لحروب عبثية ستكون في صالح التيارات المتشددة وان ذلك لن يجلب سوى الدمار والفوضى. وشهدت المنطقة بعض المناوشات بين إيران وإسرائيل حيث تعرضت الميلشيات الإيرانية لهجمات من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا كما تعرضت بعض المنشئات النووية إلى تفجيرات غامضة بينما تعرضت سفن وناقلات اسرائيلية لهجمات مجهولة يبدو ان إيران متورطة فيها. لكن تلك الاشتباكات لم تتحول الى حرب شاملة بين الجانبين الإسرائيلي والايراني لان الجانبين يعرفان مدى خطورتها. ولعبت الإمارات دورا مع الجانب الايراني لتخفيف التوتر وهو ما اكده رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الاثنين إن الجانب الإيراني "عقد اجتماعات مع مسؤولين من الإمارات والسعودية حول القضايا الإقليمية، وتم تبديد سوء التفاهم إلى حد ما" وتابع "لا توجد اتصالات تذكر مع البحرين حتى الآن، ويمكن لسلطنة عمان بالتأكيد أن تلعب دورا في هذا الصدد". كما كشفت مصادر خليجية عن عن عقد جلسة حوار غير رسمية في العاصمة الأردنية شارك فيها خبراء من السعودية وإيران وتناولت قضايا أمنية، من بينها الملف النووي الإيراني. ويرى مراقبون ان تلك اللقاءات تهدف بالأساس الى وع حد للتوتر في منطقة لا تستطيع تحمل مزيد من الحروب.

مشاركة :