أفادت بيانات نشرتها «هيئة الأرصاد الجوية» في جنوب أفريقيا أمس (الثلثاء)، بأن إقليم كوازولو ناتال المنتج للسكر في البلاد، شهد أشد موجة جفاف منذ أكثر من قرن، ما يبرز مدى شراسة الجفاف الذي يجتاح الاقتصاد الناهض للبلاد. ويرجع اشتداد موجة الجفاف إلى ظاهرة الـ«نينيو» المناخية التي تهدد تنوع منتجات القطاع الزراعي في جنوب أفريقيا بما في ذلك محصول الذرة، وهي الظروف التي ستساهم في زيادة أسعار السلع الغذائية، وارتفاع معدل التضخم في وقت يعاني البنك المركزي من ضائقة مالية. وتفيد بيانات بأن الأمطار الشحيحة وموجات الحر اللافحة التي تشهدها جنوب أفريقيا كلاً، والتي كانت واضحة في مستهل فصل الصيف تجيء في أعقاب ظروف جوية سادت في العامي 2014 و2015، وشهدت أكثر المواسم جفافاً منذ العام 1991-1992. وفي إقليم كوازولو ناتال، وهو معقل سياسي لحزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم في جنوب أفريقيا والمنطقة الرئيسة المنتجة لمحصول السكر في البلاد، موسم 2014-2015 الأكثر جفافاً منذ العام 1900 على الأقل. وقالت الهيئة: «نحن الآن في مستهل فصل الصيف، ولا نعرف على وجد الدقة ما ستؤول إليه الأوضاع في الموسم الحالي». لكن الظروف لا تبدو مواتية، إذ كان الموسم 2014-2015 على ثالث أشد المواسم جفافاً بالبلاد ككل منذ أوائل ثلاثينات القرن الماضي، عندما ابتليت جنوب أفريقيا بموجة جفاف تاريخية خلال حقبة الكساد العظيم. وشهد الموسم الحالي بداية غير مبشرة وذكرت الهيئة أمس أن من المتوقع أن تمتد موجة الحر اللافحة التي شملت أربعة أقاليم غطت حزام زراعة الذرة، حتى يومي الجمعة والسبت المقبلين. أما المركز المالي للبلاد جوهانسبرغ، ففرضت الأسبوع الحالي على السكان قيوداً في شأن استهلاك المياه، تضمنت عدم ملء حمامات السباحة بالمياه. وقد تمتد ظروف الجفاف حتى الخريف، بسبب ظاهرة النينيو التي تتسبب في انتشار ظروف الجفاف في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، حتى فصل الخريف من العام المقبل. و«نينيو» ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه في المحيط الهادي وتحدث كل أربعة و12 عاماً، ما قد يتمخض عن موجات جفاف وحر لافح في آسيا وشرق أفريقيا وهطول أمطار غزيرة وفيضانات في أميركا الجنوبية.
مشاركة :