لندن- توصل علماء بريطانيون إلى أن نظام التطعيم بجرعتي لقاح للوقاية من كوفيد – 19 لا يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة كافية لمحاربة المتحورة أوميكرون من فايروس كورونا، الأمر الذي يرجح زيادة الإصابات بين من أصيبوا من قبل بالمرض أو تم تطعيمهم باللقاحات. ونشر باحثون من جامعة أكسفورد نتائج دراسة لم تحظ حتى الآن بمراجعة من جانب علماء مناظرين حللوا فيها عينات من دماء المشاركين، وجاء ذلك في دراسة كبيرة لبحث إمكانية المزج بين اللقاحات ممن سبق أن حصلوا على جرعات من لقاحي أسترازينيكا – أكسفورد وفايزر – بيونتيك. وتأتي نتائج الدراسة بعد يوم من التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عندما قال إن جرعتين من اللقاح لن تكفيا لكبح المتحورة أوميكرون. ◄ نظام التطعيم بجرعتي لقاح للوقاية من كوفيد– 19 لا يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة لمحاربة المتحورة أوميكرون وقالت الدراسة إنه لا توجد أدلة حتى الآن على أن انخفاض مستوى الأجسام المضادة المكافحة للعدوى قد يؤدي إلى تزايد خطر الإصابة بأعراض حادة أو الدخول إلى المستشفى أو الوفاة لمن حصل على جرعتين من اللقاحات المعتمدة. وقال ماثيو سنيب الأستاذ بجامعة أكسفورد الذي شارك في الدراسة “هذه البيانات مهمة لكنها ليست سوى جزء من الصورة”. وقالت منظمة الصحة العالمية إن المتحورة أوميكرون من فايروس كورونا الذي رُصد في أكثر من 60 دولة يشكل “خطرا عالميا كبيرا” مع بعض الأدلة على أنه مقاوم للقاحات، لكن البيانات السريرية المتعلقة بشدته مازالت محدودة. وقالت المنظمة في إفادة فنية إن حالة كبيرة من عدم التيقن تحيط بأوميكرون الذي رصد لأول مرة الشهر الماضي في جنوب أفريقيا وهونغ كونغ، والذي قد يؤدي تحوره إلى سرعة أكبر في انتشار العدوى وإلى المزيد من الإصابات بكوفيد – 19. وأضافت “مجمل الخطر المرتبط بالمتحورة الجديد أوميكرون يظل مرتفعا للغاية لعدة أسباب”، في تكرار لتقييمها الأول. وتابعت “إن الأدلة الأولية تشير إلى تفاديه الاستجابات المناعية وإلى معدلات انتشار عالية، وهو ما قد يتسبب في ارتفاع آخر في حالات الإصابة مع عواقب وخيمة”، مشيرة إلى قدرة الفايروس المحتملة على مقاومة المناعة التي توفرها الأجسام المضادة. وألْمَحت المنظمة إلى أدلة أولية على ارتفاع أعداد من تكررت إصابتهم بالفايروس في جنوب أفريقيا. وتابعت “في حين تُظهر بيانات أولية من جنوب أفريقيا أن حالات الإصابة بأوميكرون أقل شدة من حالات الإصابة بسلالة دلتا، فإن المهيمن على الإصابات في العالم حاليا وجميع الحالات المسجلة في منطقة أوروبا هو أنها كانت خفيفة أو دون أعراض، ومازال من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يكون أوميكرون أقل ضراوة”. وقالت المنظمة “هناك حاجة إلى المزيد من البيانات لفهم شدته… وحتى لو كانت شدته أقل من دلتا يظل من المتوقع ارتفاع معدلات الدخول إلى المستشفيات نتيجة زيادة الحالات. ◄ لا توجد أدلة على أن انخفاض مستوى الأجسام المضادة المكافحة للعدوى قد يؤدي إلى تزايد خطر الإصابة بأعراض حادة لمن حصل على جرعتين من اللقاحات المعتمدة وتشكل زيادة معدل الدخول إلى المستشفيات عبئا على الأنظمة الصحية وتزيد الوفيات”. وتابعت “من المتوقع الحصول على المزيد من المعلومات في الأسابيع المقبلة”. وقال خبير إن سلالة أوميكرون ستصبح السلالة الأكثر انتشارا من فايروس كورونا في أوروبا خلال الشهر المقبل، لتتجاوز السلالات الأخرى مثل دلتا. وقال ريتشارد نيهير، رئيس مجموعة أبحاث تطور الفايروسات والبكتيريا في جامعة بازل، في مقال نشر على موقع الجامعة “في الوقت الراهن لا تزال سلالة أوميكرون نادرة في أوروبا”. وتابع “ولكن إذا استمر التطور على هذا النحو فإن سلالة أوميكرون ستصبح الأكثر انتشارا في أوروبا خلال ما يتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع”. وتشير بيانات من الدنمارك وبريطانيا إلى أن عدد الإصابات بأوميكرون يتضاعف كل ثلاثة أو أربعة أيام. ويبلغ معدل انتشار متحور أوميكرون ثلاثة أضعاف معدل انتشار متحور دلتا، ويرجع ذلك إلى أنه يصيب الأشخاص الملقحين وغير الملقحين. غير أن الأشخاص الملقحين، وخاصة أولئك الذين تلقوا جرعات معززة، لديهم حماية من الأمراض الخطيرة التي قد يسببها أوميكرون، وفقا للخبير. وأضاف نيهير “يجب التعامل مع عدم المساواة في التوزيع العالمي للقاحات في أقرب وقت ممكن”.
مشاركة :