تستضيف العاصمة الإماراتية أبوظبي الأسبوع القادم تظاهرة فنية متكاملة تحمل اسم «معرض 421» يشكل الوجهة الثقافية الجديدة في منطقة ميناء زايد، وسيكون بمثابة صالة عرض تستضيف معارض مهمة ستتواصل لما بعد فترة الافتتاح. تتضمن المعارض الفنية والفوتوغرافية وسوقا للتصاميم والأعمال الفنية، إضافة إلى ورش العمل والفعاليات الموسيقية. المعرض تطلقه «مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان» التي تلتزم بدعم المواهب الواعدة، وتهدف لتشجيع المزيد من فئات الجمهور على المشاركة في القطاع الثقافي، كما تعمل لتكون حلقة وصل بين المواهب الإماراتية وجمهور الفن حول العالم، ودعم الجهود المبذولة للحفاظ على الموروث الثقافي للدولة والتعريف به. ضمن الفعاليات تقام أربعة معارض فنية يتمحور ثلاثة منها حول مواضيع الذاكرة والتحول، وهما عنصران هامان في مسيرة النمو والتطور التي تشهدها العاصمة الإماراتية أبوظبي. يبرز منها معرض «لئلا ننسى: صور لعائلات إماراتية 1950 - 1999)»، الذي يضم صورا فريدة من نوعها لم تشاهد من قبل تروي تواريخ العائلات الإماراتية التقط بعضها أفراد من تلك العائلات. الصور توثق لأجيال من المواطنين الإماراتيين، وفكرة المعرض تحمل إلى جانب النوستالجيا إلى ماضي قريب، الرغبة في التوثيق الاجتماعي لحقبة من الزمن. خلال حديث مع فيصل الحسن، مدير العمليات لدى مؤسسة «سلامة بنت حمدان آل نهيان»، أسأله عن آلية جمع الصور المعروضة والتواصل مع العائلات الإماراتية بغرض إقناع أفرادها بتقاسم صور أجدادهم مع الجمهور. يجيب الحسن بأن فكرة المعرض ولدت من مشروع أقامته جامعة زايد لطالباتها بغرض تكوين أرشيف مصور: «الفكرة بدأت من هناك، جمع صور العائلات وأرشفتها بطريقة مدروسة عبر مشروع للطالبات». يشير إلى أن المشروع لاقى بعض الصعوبات في بدايته ولكنه نجح في تكوين أرشيف قوي. ويشير أيضا إلى أن المعرض يدعو زواره لإحضار الصور الخاصة بهم ليتم أرشفتها إلكترونيا. «لئلا ننسى» حضر قبل عامين بشكل مختلف، فقد عرض التصاميم المعمارية التي شاركت في بينالي البندقية للمعمار، ويشير الحسن إلى أن ذلك يتسق مع الفكرة العامة له وهي «عرض تاريخ الإمارات وأرشفته بطريقة فنية مختلفة». يتشارك المعرض الثاني في الفعالية الفنية وهو بعنوان «ميناء زايد بعدسة جاك بيرلوت» مع «لئلا ننسى» في تصويره لجانب من التاريخ الإماراتي، فهو يضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي التقطها المصور الفرنسي جاك بيرلو الذي زار أبوظبي في عام 1974 وسجل خلال زيارته لحظات ولقطات عابرة يصور فيها تفاصيل يوم من الحياة في منطقة الميناء.. كذلك يتطرق معرض «1:100 المستودع بتصور جديد» لمنطقة الميناء ويسلط الضوء على فكرة التحوُّل بأبعادها المترامية ويبرز واقع ووقائع منطقة ميناء زايد. ويقدِّم تجليات فنية متفاوتة لنماذج مستودع ثلاثية الأبعاد. ما دور المؤسسة في المعارض المقامة؟ دور المستشار أم المنسق؟ سؤال أطرحه على محدثي الذي يجيب أن المؤسسة لها أكثر من دور، وبالنسبة للمعارض كانت هناك ما خرج من داخل المؤسسة كرؤية مثل معرض جالك بيرلوت، أو ما يوفر له الدعم مثل «لئلا ننسى». فعاليات افتتاح «معرض 421» تستمر لثلاثة أيام وتضم الحفلات الموسيقية وورش العمل واللقاءات إلى جانب سوق فنية. المشاركة في تلك الفعاليات تأتي من عدد من دول العالم، فعلى سبيل المثال تقدم فرق موسيقية من مالي وإثيوبيا والسويد والمغرب عروضا موسيقية. أما بالنسبة للسوق الفنية فستقدم أعمال 22 فنانا وفنانة من الإمارات وخارجها منهم الجود لوتاه، استوديو هاي، العمارة + أشياء أخرى، بالعربي، كارلو مسعود، غسان سلامة، خالد الميس، الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية. سؤالي الأخير كان حول عنوان المعرض: «لماذا 421»؟ يقول الحسن «السبب بسيط جدا فالرقم 421 هو رقم المستودع في ميناء زايد، فقد أردنا أن نحافظ على اسم من الإرث الحضري للمنطقة». يذكر أن «معرض 421» يعد وجهة ثقافية جديدة في منطقة ميناء زايد بأبوظبي حيث تحولت المستودعات هناك إلى منصة للتجليات الفنية وتذوق الفنون وإثراء الحركة الإبداعية الإماراتية. ويمثل «معرض 421» مساحة المعارض الرئيسة التي ستستضيف سلسلة من صالات العرض الفنية وعروض الفنانين التي سترفد معا الحركة الإبداعية في أرجاء العاصمة الإماراتية. ويرتكز «معرض 421» إلى مبدأ الاستدامة وإيجاد فضاءات دينامية للجمهور المتذوق لفنون مختلفة وسيواصل الاحتفاء بأعمال فنانين ومصممين من أرجاء المنطقة ومن خارجها ليشكل مساحة للحوار والتواصل والتفاعل وإثراء الحركة الإبداعية بطرق وآفاق متعددة.
مشاركة :