شينجيانغ تتحدث: عائلة ويغورية واحدة وأربعة أجيال من الازدهار

  • 12/14/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

موجة برد مفاجئة في أوائل فصل الشتاء دفعت ربيهان مامات البالغة من العمر 100 عام إلى مستشفى يبعد مسافة 10 دقائق بالسيارة عن منزلها في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين. وبفضل دخولها إلى المستشفى في الوقت المناسب، سرعان ما تعافت السيدة الويغورية المعمرة من مشكلة في الأوعية للقلب. كما غطت الرعاية الصحية الريفية 80 بالمئة من فاتورة تكلفتها العلاجية التي بلغ إجماليها 10 آلاف يوان (حوالي 1570 دولارا أمريكيا). وتنتمي ربيهان مامات إلى عائلة مؤلفة من أربعة أجيال في حي ميدونغ في أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ. ومع قيام المنطقة بالتحسين المستمر في حزمة الرفاهية المعيشية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم، تنعم العائلة بحياة أفضل من أي وقت مضى وتصفها ربيهان مامات بأنها "جميلة مثل الزهور". شجرة عائلية مزدهرة مع مولدها في أسرة مزارع بمحافظة شينخه على بعد 700 كيلومتر من أورومتشي، عانت ربيهان مامات في الماضي من نقص الغذاء. واستذكرت السيدة قائلة "كل ما كان لدينا هو دقيق الذرة"، مضيفة أن والديها مرا بالكثير من الصعاب لتربيتها هي وإخوتها الأربعة. وفي عام 1941، تزوجت مزارعا في المنطقة الريفية بأورومتشي. ونظرا لسوء الأوضاع الطبية في ذلك الوقت، فقدت ربيهان مامات أول ثلاثة أطفال لها وهم صغار للغاية. واستذكرت قائلة "لم يكن لدينا مستشفيات لولادة الأطفال في ذلك الوقت. توفي طفلي الأول سريعا بعد ولادته في المنزل". وقبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية في أول أكتوبر عام 1949، كان في شينجيانغ 54 مؤسسة طبية فقط تضم 696 سريرا، وفق ما ذكر كتاب أبيض نشره مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني في سبتمبر المنصرم، مشيرا إلى أن نسبة وفيات الرضع تجاوزت 400 لكل 1000 رضيع في عام 1949. وبعد تأسيس الصين الجديدة، بذلت الحكومة جهودا شاملة لتحسين الخدمات الطبية والصحية في المناطق الحضرية والريفية. وتحسن بشكل كبير مستوى الحماية الصحية للأشخاص من جميع المجموعات الإثنية، بما في ذلك صحة الأمهات. وقررت ربيهان مامات حينئذ إنجاب طفل آخر، حيث أنجبت طفلة في عام 1964 حين كان عمرها 43 عاما. وأحبت الطفلة تونيسا ساووت كثيرا. وقالت تونيسا ساووت، التي تبلغ من العمر حاليا 57 عاما "أمي دللتني، كانت تدخل كل الطعام اللذيذ لي. وحتى إلى الآن، تحاول القيام ببعض أعمال المنزل نيابة عني". وقالت هو تشي تشيون، مسؤولة بلجنة الصحة في شينجيانغ، إن المنطقة بنت شبكة قاعدية للخدمات الطبية والصحية تغطي المناطق الحضرية والريفية. ويتم تقديم الخدمات الصحية العامة الأساسية مجانا، وتغطي تقريبا دورة حياة السكان بشكل كامل. وأضافت أن متوسط العمر المتوقع للسكان في المنطقة ارتفع من أقل من 30 عاما في عام 1949 إلى 74.7 عام في عام 2019 . وبعد عملية الإصلاح والانفتاح في الصين عام 1978، واصل تعداد السكان في شينجيانغ نموه المطرد. وبحسب التعداد السكاني الوطني، فإن المنطقة كانت تضم 13.08 مليون نسمة في عام 1982، وارتفع عدد سكانها إلى 18.46 مليون نسمة في عام 2000. وشهدت ميرابانغولي ووبري، كبيرة الأطباء بمستشفى أورومتشي لصحة الأم والطفل، ولادة آلاف الأطفال من مختلف المجموعات الإثنية في أورومتشي. وقالت إنهم طوروا حاليا المعدات الطبية وإجراءات العمل لمساعدة النساء الحوامل. وأضافت أنه "تم توجيه العديد من النساء الحوامل المريضات بشدة إلى قناة خضراء تسمح لهن بالحصول على العلاج قبل الدفع". وأنجبت تونيسا ساووت ثلاثة أبناء خلال تلك الفترة. ويقوم ابنها الأكبر ويدعى عبد القدير مامات ببيع السيارات بعد تخرجه من مدرسة مهنية. وقال عبد القدير مامات "جدتي غالبا ما تحكي لنا عن الصعوبات التي واجهتها عندما كانت صغيرة، حيث لم يكن هنا غذاء أو كساء مناسب. والآن، غالبا ما أقوم باصطحابها في جولات بالسيارة وتكون سعيدة كالطفل". ويصل عدد أفراد العائلة الكبرى لربيهان مامات، بما في ذلك إخوانها وأخواتها، إلى 65 فردا حاليا. ووفقا لمبدأ توجيهي لتنظيم الأسرة أصدرته المنطقة في عام 1992، فإن الزوجين من قومية الهان في المناطق الحضرية يمكنهما إنجاب طفل واحد، بينما يمكن لمن هم في المناطق الريفية إنجاب طفلين. وأما الزوجان من الأقليات الإثنية الأخرى في المناطق الحضرية فيمكنهما إنجاب طفلين، فيما يمكن للزوجين من الأقليات الإثنية في المناطق الريفية إنجاب ثلاثة أطفال. وأضافت هو تشي تشيون أنه مع إعلان الصين عن سياسة إنجاب ثلاثة أطفال في أواخر مايو من العام الجاري، فإن تعداد سكان شينجيانغ قد يرتفع على نحو أكبر. ازدهار متنامٍ وخلال الفترة من عام 1978 إلى عام 2020، ارتفع نصيب الفرد من الدخل المتاح في المناطق الحضرية من 319 يوانا إلى 34838 يوانا، بينما ارتفع نصيب الفرد من الدخل المتاح في المناطق الريفية من 119 يوانا إلى 14056 يوانا في شينجيانغ. وحققت المنطقة مع بقية أرجاء البلاد تحولا تاريخيا من الفقر المدقع إلى مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى الجوانب. وزاد تعداد الويغور بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 1.67 بالمئة خلال أول عقدين من القرن الـ21 وهو ما يزيد بفارق كبير عن نظيره لتعداد الأقليات الإثنية بالبلاد والذي بلغ 0.83 بالمئة. وفي عام 2020، بلغ تعداد الويغور 11.62 مليون نسمة. ويتلقى ولدا تونيسا ساووت الصغيران التعليم بمدرسة ثانوية ومدرسة مهنية على الترتيب. وقالت تونيسا ساووت "إن أمي لم تتح لها الفرصة مطلقا للذهاب إلى المدرسة. وأنا تسربت من التعليم في المرحلة الإعدادية. آمل أن يتمكن أبنائي من الحصول على الدبلوم العالي"، مضيفة أن عائلتها استفادت كثيرا من التعليم الإلزامي المجاني بالبلاد. وبفضل الحضرنة في المنطقة، انتقلت العائلة إلى مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق مزود بتدفئة أرضية بالغاز. وتحب مامات زراعة الزهور في حديقتها وتقول "إن حياتي جميلة مثل الزهور". وأضافت "أحب المساء بشكل أكبر عندما يأتي أحفادي وأبنائهم إلى البيت بعد العمل والمدرسة. إن رؤيتهم وهم يلعبون في المنزل المريح هي أسعد شيء بالنسبة لي".■

مشاركة :