لو لم يؤمن الإنسان بقدراته لظل بني البشر يعيشون حياة كهوف العصر الحجري حتى الآن! فعلى أي شخص أن يعرف النعم والقدرات التي قد تكون كامنة فيه، بيد أن -بعضهم- لا يريد أن ينفض عنها الغبار لتنطلق نحو آفاق جديدة. فالمشكلة تكمن في الذات المنغلقة التي تستسلم لليأس، عندئذ يصبح الإنسان وللأسف هو مصدر الطاقة السلبية لنفسه، بينما يُلقي باللوم على المجتمع الذي هو من إحباطاته بريء، فعندما يُحيط الشخص نفسه بكلمات وأفكار تسجنه في زنزانة الإحباط إلى الأبد من نوعية (قدراتي لا تسمح بالنجاح)، وما القدرات إلا تنمية للمهارات والإمكانات بتعدد المحاولات الفاشلة التي بدورها أيضا خطوات وخبرات نحو طريق النجاح وتمثل درجات السلم الأولى في طريق المجد. اكتشاف القدرات يبدأ بنسف الكلمات المحبطة وتدمير الطاقات السلبية بتنمية روح التحدي والصبر والإصرار والإيمان بأنه لا يأس مع الحياة، عندئذ تتفجر ينابيع القدرات. وإذا وثق الإنسان في ذاته وقدراته وتسلّح بالأمل أصبح قادراً على فعل المعجزات، فما بالنا بالأشياء العادية التي يتم إنجازها بأقل مجهود كتلك الصخرة التي تحطمت من قطرة ماء ظلت تسقط عليها لسنوات حتى نالت غرضها، وكذلك قدرات وإمكانات الإنسان التي يمكن تنميتها بالإصرار والمعرفة وروح التحدي والعزيمة، فلو استسلم الإنسان لليأس وتجاهل قدراته ما عرف شيئا عن عالم الإنترنت والكومبيوتر والجوالات الحديثة، وغيرها من لوازم وضروريات ورفاهيات الحياة، ولولا المحاولات والإيمان بالقدرات ما تمكن البشر من ركوب الطائرات ولا السيارات ولا القطارات ولعاشوا في ظلام دامس وسط كهوف العصور الحجرية إلى الأبد! قدرات الإنسان لا تتوقف عند إنجاز الأعمال والاختراعات قاطبة، وإنما تشمل كل القدرات الخاصة التي تميز كل فرد على سطح الكرة الأرضية عن الأخر، وهنا يأتي دور المحيطين بالشخص في اكتشاف قدراته الخاصة. ولولا الإيمان بقدرات «توماس إديسون» التلميذ الفاشل لعشنا في ظلام دامس إلى الأبد، ولولا الإيمان بقدرات المطرب المصري عبدالحليم حافظ -رحمه الله- الذي قابلوه في أول مرة يغني بإلقاء البيض والطماطم ما أصبح العندليب الأسمر، ولولا الإيمان بقدرات «البرت اينشتاين» الذي كان يعاني صعوبة في النطق حتى سن أربع سنوات ما أصبح عالماً كبيراً، ولولا إيمان «هنري فورد» بقدراته برغم إفلاسه عند تأسيس شركته الأشهر في صناعة السيارات في البداية، ما أصبح الرائد الأعظم في مجال تصنيع السيارات فيما بعد، ونماذج غيرهم كثيرين آمنوا مع المحيطين حولهم بقدراتهم فغيروا وجه العالم.
مشاركة :