بلينكن يبدأ جولة استراتيجية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ

  • 12/15/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إندونيسيا أمس الاثنين في مستهل زيارة هي الأولى له منذ توليه إلى جنوب شرقي آسيا، في مهمة لتحديد معالم استراتيجية الرئيس جو بايدن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التي تعد ساحة معركة منافسة حاسمة بين الولايات المتحدة والصين، علماً بأن زيارته تتزامن أيضاً مع وصول كبير مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جاكرتا غداة توجيه تحذير شديد اللهجة لموسكو من مغبة غزو أوكرانيا. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن بلينكن وصل إلى العاصمة الإندونيسية آتياً من المملكة المتحدة عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى، في ظل توترات متزايدة مع كل من روسيا والصين. وبالإضافة إلى اجتماع عقده مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو ووزيرة الخارجية رينو مارسودي وغيرهما من المسؤولين الإندونيسيين أمس الاثنين، حين يلقي أيضاً خطاباً رئيسياً حول «نهج الولايات المتحدة تجاه المحيطين الهندي والهادئ، التي يريد الرئيس بايدن أن تبقى حرة ومنفتحة، على غرار ما كان يطالب به أيضاً الرئيس السابق دونالد ترمب، في مواجهة العدوانية الصينية المتصاعدة. وسيعرض بلينكن لخطط الولايات المتحدة للانخراط بشكل أعمق مع رابطة جنوب شرقي آسيا، آسيان المكونة من عشر دول. ووقعت جاكرتا وواشنطن شراكة استراتيجية عام 2015 ولكن لم تكن هناك مبادرات كبيرة متبعة في ظل إدارة ترمب. وتحت رئاسة بايدن، حصل تركيز منسق على توسيع التعاون العسكري والإلكتروني والفضائي والاقتصاد الرقمي، بين أمور أخرى. ووضعت إندونيسيا على جدول أعمال بلينكن لأن الولايات المتحدة تركز بشدة على المنافسة مع الصين، وإندونيسيا قلقة من هذا التنافس بين القوى العظمى. وأشار بلاند إلى أنه «في جنوب شرقي آسيا، كانت واشنطن أكثر تفاعلاً مع أولئك الذين هم أكثر حماساً في شأن رد الولايات المتحدة على الصين»، في إشارة إلى سنغافورة وفيتنام. وأمل في أن رحلة بلينكن «بداية تصحيح في سياسة الولايات المتحدة. فعلى رغم أن إندونيسيا حذرة من التحالف مع البلدان الأخرى، فإنها لا تريد أن ترى منطقة تهيمن عليها الصين». وبعد اجتماعها مع بلينكن، قالت مارسودي إن التزام الولايات المتحدة «قوي بشكل ملحوظ» بما في ذلك الاقتصاد والبنية التحتية. وتعهد بلينكن بزيادة العلاقات الاقتصادية مع إندونيسيا، ولا سيما في الاستثمارات وتطوير البنية التحتية. وقبيل وصول كبير الدبلوماسيين الأميركيين، قال مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانيال كريتنبرينك إن واشنطن تركز على «بناء هيكل الأمن الإقليمي رداً على تنمر الصين في بحر الصين الجنوبي»، مضيفاً أن بلاده «تعارض أي تحرك من الصين أو أي جهة فاعلة أخرى تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة»، في إشارة إلى مطالبات بكين بالسيادة على كل بحر الصين الجنوبي تقريباً، مقابل إصرار الدول الأخرى على حقوقها في هذا الممر البحري الاستراتيجي في منطقة جنوب شرقي آسيا. وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، التي زارت اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية أخيراً إن الولايات المتحدة تهدف إلى توقيع ما يمكن أن يكون اتفاق إطار اقتصادي «قوياً للغاية» مع الدول الآسيوية العام المقبل، مع التركيز على مجالات عدة بما يشمل التنسيق في شأن سلاسل التوريد وضوابط التصدير ومعايير الذكاء الاصطناعي. وشددت على أن الاتفاق المنشود لن يكون صفقة تجارية، مؤكدة أن الولايات المتحدة لن تعود إلى اتفاق الشراكة الشاملة والتقدمي عبر المحيط الهادئ الذي يضم أستراليا وبروناي وكندا وتشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا والبيرو وسنغافورة وفيتنام «كما هو معروض». واعتبر مدير برنامج جنوب شرقي آسيا في معهد لوي في سيدني بنجامين بلاند أن قرار بلينكن إلقاء خطاب رئيسي حول المحيطين الهندي والهادئ في جاكرتا «إشارة إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن إندونيسيا لاعب رئيسي في المنطقة»، إذ إنها أكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا، وتترأس حالياً مجموعة العشرين. وكان بلينكن قد وصف الصين بأنها «أكبر اختبار جيوسياسي في القرن» الحادي والعشرين، ولكنه حرص دائماً على تحقيق توازن بين المنافسة والعداء. وتدهورت العلاقات الأميركية - الصينية في السنوات الأخيرة، لا سيما بسبب مطالبة الصين بتايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي موسع وقدر كبير من الديمقراطية. وتعهدت بكين مراراً باستعادتها وبالقوة إذا لزم الأمر. ولدى بلينكن أيضاً خطط لعرض قضية ميانمار التي تشهد اضطرابات منذ الانقلاب العسكري في فبراير (شباط) الماضي. وتزامنت زيارة بلينكن هذه مع وصول أمين مجلس الأمن القومي والمستشار المقرب للرئيس بوتين نيكولاي باتروشيف إلى إندونيسيا بغية إجراء «مشاورات حول الأمن»، وفقاً لما أعلنته السفارة الروسية في جاكرتا. وكان متوقعاً أن يلتقي باتروشيف وزير تنسيق الشؤون الأمنية والسياسية والقانونية الإندونيسي محمد محفوظ ويوقع معه اتفاقاً حول أمن المعلومات الدولي. وقال بلاند إن علاقة إندونيسيا الوثيقة مع روسيا وإيران، وهما من الخصوم الرئيسيين للولايات المتحدة تعكس نهج السياسة الخارجية «الحرة والناشطة» للبلاد. وأضاف «بينما ترحب جاكرتا بالمشاركة الأعمق مع الولايات المتحدة، فإنها (…) ستحافظ أيضاً على علاقات وثيقة مع الصين وروسيا وإيران».

مشاركة :