خطفت إعادة قُرعة ثُمن نهائي دوري الأبطال كل الأضواء، لكنها لم تنجح في تجاوز حالة «النحس» الغريبة التي تطارد برشلونة أينما ذهب، وكأن «البلوجرانا» كُتب عليه الشقاء في الحقبة الحالية مما يُهدد قيمته التاريخية التي تبحث عن «طوق نجاة» خوفاً من الانهيار، وانتقل «الفريق الكتالوني» إلى «يوروبا ليج» بعد احتلاله المركز الثالث في مجموعته بدوري الأبطال ولم يفز أو يسجل «البارسا» إلا أمام دينامو كييف «متذيل المجموعة»، بينما اهتزت شباكه 9 مرات بينها «سداسية نظيفة» على يد بايرن ميونيخ بواقع الخسارة 0-3 ذهاباً وإياباً، ولأن المصائب لا تأتي فُرادى، فقد اختارت قُرعة البطولة الأخرى أصعب منافس يمكن أن يواجهه «البلوجرانا» في تلك الفترة العصيبة، حيث اصطدم بـ نابولي رابع الدوري الإيطالي حالياً الذي لم يكن صيداً سهلاً عند مواجهتهما في ثُمن نهائي «الشامبيونزليج 2019-2020». وبجانب المركز الثامن الذي يحتله «البارسا» في الدوري الإسباني، فهناك النتائج المُحبطة والمستوى الهزيل وغيرها من أمور تؤكد عدم قدرة الفريق على الحلم بالاقتراب من قمة «الليجا»، كما تُصعّب مهمته في كأس الملك، ولن يتمكن أبداً من تجاوز عقبة ريال مدريد في نصف نهائي السوبر بهذه الحالة، ويبدو أن «الصفر» سيُدوّن بخانة إنجازات برشلونة هذا الموسم في ظل التخبط الإداري و«المغامرة الفنية» التي يخوضها تشافي، مع مطاردة الإصابات لأغلب العناصر الأساسية واعتزال أجويرو بعد 165 دقيقة لعب وقبلها رحيل ميسي، لتواصل «لعنة غريبة» ضرب «القلعة الكتالونية» بكل قوة! وإذا كان برشلونة هو «ملك النحس» بلا منازع هذا الموسم، فإن ريد بول النمساوي لم يكن محظوظاً على الإطلاق خلال قُرعة دوري الأبطال إذ أوقعته الأولى مع ليفربول قبل أن تُقرر الإعادة مواجهته «البافاري الرهيب»، وفي كل مرة لم يقف الحظ أبداً مع «الوجه الجديد»، وكان سبورتنج لشبونة «منحوساً» هو الآخر حيث وجد نفسه أمام يوفنتوس في البداية، ورُبما كان يمكنه الصمود مع «السيدة العجوز» في حالته غير الجيدة، لكن الإعادة ألقت به في «أتون» مانشستر سيتي الناري الذي من المتوقع أن يعبر تلك المرحلة من دون صعوبات. ودفع «الحظ العاثر» ريال مدريد لإظهار غضبه بطريقة طريفة لكنها لا تليق بمسؤولي «الملكي»، لأن البطل التاريخي لـ«الشامبيونزليج» يجب ألا يخشى أي منافس، وجاء تغيير بنفيكا واقتحام باريس سان جيرمان المشهد ليؤكد أن «الميرنجي» لا يثق بنفسه كثيراً حالياً، ويُمكن أن يكون العنوان «لقاء المنحوسيْن» الأنسب لمواجهتي الريال وسان جيرمان، وكذلك ليفربول وإنتر ميلان، خاصة الأخيرين اللذين اعتقدا أن بلوغ ربع النهائي سيكون في متناول أيديهما بلقاء «الريدز» بممثل سالزبورج، ورغم صعوبة مقابلة «الأفاعي» مع محاربي أياكس، لكن الأمر تغيّر الآن تماماً. ويرى البعض أن إعادة القُرعة بناءً على احتجاج 3 فرق لم تبتسم لهم، لكن الحقيقة الفنية تؤكد أنهم «محظوظون» بالفعل حيث أفلت أتلتيكو مدريد من قبضة بايرن، وكذلك هرب يونايتد من أمراء باريس ليتقابلا معاً في معركة متكافئة بنسبة كبيرة لا تُقارن قسوتها بما تم إلغاؤه، وصحيح أن فياريال استبدل «السيتي» بيوفنتوس إلا أن «البيانكونيري» لن يكون مثل «البلومون» أبداً في الفترة الحالية، ويبقى تشيلسي في صدارة قائمة «المحظوظين» بعدما أصرت القرعة وإعادتها على إبقاء ليل غريماً له، والمنطقي أن يمر «البلوز» من فخ «الدرواس»، كما لحق «السيتي» بمواطنه الإنجليزي في قائمة المحظوظين الذين لم تضعهم القرعتين في أية مواجهة صعبة، بينما منح التوفيق «البافاري» فرصة هادئة بدلاً من «معركة دفاعية وبدنية مُعقدة» أمام الروخي بلانكوس، وبالطبع رسم الحظ «سيناريو» مقابلة بنفيكا وأياكس بعيداً عن الريال والإنتر.
مشاركة :