رحلة 44 عاماً يسردها خطاط كسوة الكعبة: الثلث الجلي أفضل الخطوط

  • 12/15/2021
  • 00:00
  • 76
  • 0
  • 0
news-picture

يرسم حروفه على ثوب الكعبة المشرفة على مدى عقدين من الزمن، تزينت بفن حرفه العربي حوافها وأركانها، ونال ثقة ولاة الأمر ليضم ضمن أبناء هذا البلد المعطاء بجنسيتها، لندرة فنه ومكانة أنامله، هو خطاط كسوة الكعبة المشرفة فضيلة الشيخ مختار عالم مفيض الرحمن محمد إسماعيل شقدار، والتي حظيت إدارة مركز الأخبار بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بلقاه، حيث عمل لأكثر من 44 عاماً يعلم الخط العربي وفنونه. ورفع شقدار في بداية الحوار شكره إلى لله -عز وجل- ثم لمقام لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على هذه الثقة الغالية، والتكرم بمنحه الجنسية السعودية، ومن ثم رفع جزيل الشكر للرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على ما لمس منه من دعم واهتمام دائم وغير محدود، مؤكداً أن منحهُ هذه الثقة وإعطاءه الجنسية ستكون دافعاً بإذن الله للأمام، وبذل المزيد من العطاء والجهد للدين وللمليك والوطن الغالي. تفوق من البداية:  ومن ثم تحدث عن بداية حياته ونشأته وكيف تعلم الخط والبيئة التي أحاطت به لتصنع شخصية مختار عالم، فقال: بطفولتي كنت حريصاً على الجمال والفن بالرسم والاهتمام بالخط وكنت متفوقاً منذ الصف الأول الابتدائي وحفظت القرآن الكريم في تسعة أشهر ولله الحمد، والذي أثر على شخصيتي والدي رحمه الله كان ملتزماً كان يحرص كل الحرص على أداء الصلوات والواجبات والتثقف بالعلم أيضاً وأدخلني حلقات تحفيظ القرآن الكريم ووالدتي أيضاً. كما أكد عالم أنه كان لوالديه الأثر الجميل عليه فكان الوالد شديداً جداً على مصلحتنا الدينية والتعليم وأمور الحياة العامة، وكان يحثنا على أن نجعل أوقاتنا تعود بالنفع ولله الحمد. واستكمل عالم بقوله: نحن 4 إخوة من الذكور وأخت واحدة، أما الذكور جمعيهم فنانون بمجالات الخط والرسم وأعمال الديكور، ولقد تقدمت عنهم بمجال الخط، وتعلمت الخط بمدارس تعليم الخطوط وطورت نفسي بهذا المجال، وأحد إخواني يحفظ خمس لغات ولم يدخل أي مدرسة ولا معهد وحفظ جميع القواميس الموجودة ومنها (المورد يحتوي على ألف صفحة) وهو رسام ماهر بمجاله والآن تحول إلى الطب الشعبي، وأخي الذي أصغر مني سناً هو الدكتور مرشد كان خطاطاً وهو دكتور بالشريعة يعمل برابطة العالم الإسلامي، والوالد كان خطه جميلاً جداً، والوالدة خطها جميل أيضاً. معلمون:  وعن من أثر به من المعلمين بالخط قال: جميع المعلمين الذين تلقيت تعليمي تأثرت بهم وآخرهم الأستاذ محمد حسن أبو الخير، رحمه الله، بالجامعة بقسم التربية الفنية، وهذا الرجل تأثرت به بالفن والأخلاق وحسن التعامل الراقي. وعند سؤاله عن كيفية تنمية مهارات الطلاب في الخط، أجاب خطاط كسوة الكعبة: تنمية مهارات الطلاب بأن يتم تدريسهم على القواعد والأصول ويتم تشجعيهم ومتابعتهم وإعطاءهم دورات بهذا المجال، ولا بد أن يتسم معلم الخط بعدد من السمات الشخصية والمهارات العلمية، أولها الأخلاق بأن يكون صاحب خلق، وثانياً أن يمتلك العلم الصحيح القوي بمجاله، ويكون صبوراً، فالخط يعلم الصبر والإتقان. وتابع: لدي أربع بنات جمعيهن خطوطهن جميلة والابنة الثانية خطاطة بالعربي والإنجليزي ورسامة أيضًا، وقدمت بعض الدورات منها بالرئاسة بمكتبة الحرم المكي وهي مثابرة جداً. مجالات عديدة:  ثم أنهى محور الحديث عن مهنته وذلك بما يخص المهارة والعمل فقال “عالم”: عملت في عدد من المجالات ولكن العمل الذي أضاف إلى هذه المهارة حلقات التحفيظ حيث كنت مسؤول الشهادات، وعينت مشرفاً أكثر من عشرون عاماً وبالخط، وكذلك بحثي الشخصي ومشاركاتي بالمعارض والتقيت بكبار الفانين بهذا المجال. وحول كيفية وصله للعمل بكسوة الكعبة المشرفة قال: كان ذلك عام 1422هـ عندما التقيت برجل أعمال بجدة اسمه محمد سالم باجنيد وكان خطاطاً وفناناً وعندما شاهد أعمالي نالت إعجابه وشجعني بالعمل بمصنع كسوة الكعبة المشرفة وأوصى زياد خوجه وكان مديرًا للمصنع بذلك الوقت وشاهد أعمالي الفنية ونالت إعجابه، وتم تقديم ملفي بالرئاسة وتم عمل اختبار بجامعة أم القرى ولله الحمد تجاوزته بالنجاح وتم قبولي بالمصنع عام 1423 بجمادى الأولى. وعند سؤاله ماذا أضاف للخط في مجمع كسوة الكعبة؟ قال: عملت على أن يكون العمل أكثر تنظيماً ولا سيما في حفظ الأوراق المخطوطة باليد، وذلك باستخدام الحاسوب وحفظها كصورة للحفاظ عليها وسهولة ومرونة التعامل معها، وأضفت أيضاً بالسنوات الماضية بعض الزخارف وتعديل بعض الأشياء. مواصفات وشروط خط الكسوة:  وبشأن مواصفات وشروط خط الكسوة قال “عالم”: أن تكون بخط الثلث الجلي المركب وهذا أفضل الخطوط، لما فيه من جمال وجلال، وهو خط توجد به مرونة وتم اختياره لتزيين الكعبة المشرفة وكذلك المسجد النبوي وكثيراً من المساجد أيضاً، مبيناً أن خطاط الكسوة لا بد أن يتحلى بعدد من المهارات الشخصية والعلمية من أهمهما الإلمام بقواعد الخط الأصيلة، ويكون ماهراً بأدائها، ولا يشترط أن يكون لديه الإلمام بجميع الخطوط وخط الكسوة هو الثلث لجماله، وأن تكون لديه الخبرة والتجربة ليكون متمكناً بهذا المجال لأن خط الثلث حجمه كبير ليس مثل غيره من الخطط.

مشاركة :