أطلقت القوات الكردية بدعم جوي من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة حملة عسكرية لاستعادة بلدة سنجار العراقية من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو "داعش." وتعتبر استعادة سنجار خطورة كبيرة باتجاه تقسيم "دولة الخلافة" التي يدعي "داعش" تأسيسها في المنطقة. فالشريان الذي يمر عبر سنجار يعد نقطة وصل بين مدينة الموصل العراقية، التي يفتخر "داعش" بسيطرته عليها، وبين المدن التي يحكم التنظيم سيطرته عليها في سوريا، لكن هذا الطريق يعد خط النجاة أيضاً لتأمين المساعدات لحوالي 1.5 مليون شخص ممن يسكنون الموصل، في وقت بدأت فيه الأسعار بالارتفاع وتأتي تقارير من ناشطين بوجود مجاعات. ويقول العميد بالجيش الأمريكي والمحلل العسكري لـ CNN، مارك هيرتلينغ: "إن استعادة سنجار ليست فقط بسبب النتائج الانتصارية بل القدرة على التحكم بخطوط المساعدات القادمة للتنظيم.. إنها نقطة مهمة للمواجهات المستقبلية." العملية ستشمل 7500 عنصر من البشمرغة التابعة للقوات الكردية، والتي ستهاجم البلدة من ثلاث جهات لإحكام السيطرة على خطوط التغذية للمدينة، وفقاً لما ذكره مجلس أمن إقليم كردستان، الخميس. مهمة صعبة قبل إصرارهم على استعادة سنجار، أشارت القوات الكردية إلى أن هذه المهمة لن تكون سهلة، إذ يقدر القادة الأكراد احتمالية وجود 600 عنصر من "داعش" داخل سنجار ومن المرجح أن يموتوا فيها، بالإضافة إلى الدعم الذي حظي به التنظيم مؤخراً، والذي يرجح بأنه سيساعد برفع أعداد عناصره ومواجهة قوات البشمرغة لمئات الأفخاخ والألغام الأرضية. "ستكون العملية بطيئة عند دخول قوات البشمرغة للبلدة،" وفقاً لما يراه المحلل العسكري أيضاً لدى CNN، المقدم ريك فراكونا، مضيفاً: "سيتوجب عليهم إنهاء المعركة تدريجياً بالسير من منزل لآخر وشارع بشارع، ستكون مهمة صعبة للغاية." أكثر من عام في ظل "داعش" راقب العالم بذعر العام الماضي، عندما تجمع أكثر من 50 ألف أيزيدي على جبل سنجار هرباً من مجازر "داعش"، في وقت ذبح فيه 5000 رجل وصبي في سنجار والقرى التابعة لها، وفقاً للإحصائيات التابعة للأمم المتحدة، بالتزامن مع بيع نساء الأيزيديين وبناتهم بأسواق العبيد. ومنذ ذلك الوقت تحولت سنجار إلى نقطة فوضوية مليئة بالمباني المهدمة التي يقطنها عدة مئات من عناصر "داعش" الذين سيواجهون قوات البشمرغة الكردية. لكن هنالك أحاديث كثيرة اليوم حول استعادة البلدة، والآن تجمع أكثر من 5000 مقاتل أيزيدي تحت قيادة البشمرغة للخوض في المعركة ضد "داعش"، لكن معظمهم مزارعون وتقل لديهم الخبرة العسكرية. تعاون الجيران يعتنق الأيزيديون إحدى أقدم الديانات التوحيدية في العالم، وهم فئة قليلة العدد، وديانتهم وجدت قبل قدوم الإسلام وهي مستمدة من المسيحية واليهويدية وديانة قديمة توحيدية أخرى اسمها "الزرداشتية"، وبعيون "داعش" هم كفار. عاش الأيزيديون إلى جانب الأكراد طوال آلاف السنين وهم جيران تربطهم علاقة طيبة، أما الأكراد فهم من المسلمين السنة، الذين يملكون لغة وثقافة خاصة بهم، ويعيشون في إقليم شمال العراق، لكن الموطن الرئيسي للأكراد يبلغ أجزاءً من إيران وتركيا وأرمينيا وسوريا. وفي سنوني، القرية العراقية التي تقع بظل جبل سنجار تجمعت قوات البشمرغة لنصب مخيم وبدأ المدنيون من الأيزيديين بالتحضير للعودة إلى موطنهم ففي كلام لهم مع CNN الأسبوع الماضي، تحلفوا باستعادة سنجار والانتقام من "داعش". وخلال هذا الشهر، بدأ إيقاع الهجمات الجوية ضد مواقع تمركز "داعش" داخل البلدة وخارجها بالتصاعد.
مشاركة :