شهدت تونس أزمة وقود حادة، الأربعاء، مع بداية نفاد احتياطي محطات البنزين في مختلف المحافظات، بسبب إضراب مرتقب لعمال نقل المحروقات لمدة 3 أيام، بالتزامن مع بداية العطلة المدرسية التي تنشط فيها حركة التنقل. وتسبب إعلان مفاجئ عن إضراب لسائقي شاحنات نقل المحروقات، في ظهور طوابير طويلة من السيارات والعربات، أمام محطات البنزين، ما أدى إلى شلل أصاب معظم الشوارع الرئيسية، وتعطيل حركة المرور. "من حقهم.. ولكن" من جهته، قالت سعاد مصباح، وهي موظفة حكومية، كانت على متن سيارتها تنتظر دورها أمام إحدى محطات البنزين في منطقة المروج بالضواحي الجنوبية للعاصمة، إنها تفاجأت كثيراً بالإضراب. واعتبرت، في تصريح لـ"العربية.نت"، أن "من حق عمال نقل المحروقات تنفيذ الإضراب للمطالبة بمستحقاتهم وبتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية، لكن ليس على حساب المواطن ومصالحه". كما رأت أن إعلان الإضراب بالتزامن مع بدء العطلة المدرسية التي تنشط فيها حركة التنقل بين المدن، هو ابتزاز للمواطنين وللدولة أيضاً. اتحاد عمال تونس يؤكد بدوره، أوضح نزار معتوق، وهو سائق توصيل، أنه مضطر للوقوف ساعات طويلة في انتظار دوره أمام محطة البنزين، حتى لا يتعطل عمله، معبراً عن أمله في أن لا ينفد الوقود قبل وصوله. وفي حين نفى الاتحاد العام التونسي للشغل علاقته بهذا الإضراب، أكد اتحاد عمال تونس أنه دعا لدخول سوق نقل المحروقات في إضراب بدءاً من منتصف ليل الأربعاء/الخميس، للمطالبة بإدراجهم ضمن الاتفاقية المشتركة القطاعية للتجارة وتوزيع النفط وجميع مشتقاته. من جانبها، أعلنت وزارة الصناعة والمناجم والطاقة أن المواد البترولية متوفرة في أغلب محطات الوقود ودعت المواطنين إلى "تفادي الاكتظاظ وتجنب الإفراط في الطلب". وقالت الوزارة في بيان إن الإضراب "جزئي"، مؤكدة أنها تتابع بصفة مستمرة عمليات تأمين ضخ الكميات اللازمة من المحروقات بمحطات الوقود في مختلف أنحاء البلاد.
مشاركة :