بيروت - تحركت الحكومة اللبنانية اليوم الأربعاء لاحتواء توتر مع البحرين فقد أمر وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي المديرية العامة للأمن العام بمباشرة الإجراءات لترحيل أعضاء جمعية الوفاق البحرينية المنحلة بعدما أثار مؤتمرا عقدته أخيرا في بيروت احتجاج المنامة. ويأتي سعي السلطات اللبنانية لاحتواء امتعاض المنامة، بعد أزمة دبلوماسية غير مسبوقة الشهر الماضي مع السعودية سبّبتها تصريحات لجورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني حول حرب اليمن وتدخل التحالف العربي فيها واعتبرت مسيئة للمملكة ودولة الإمارات ومتحيزة للمتمردين الحوثيين. وبعد سحب دول خليجية عدة سفراءها وقطيعة دبلوماسية، قدم قرداحي استقالته مطلع الشهر الجاري. ولبنان الذي يكابد في مواجهة أزمة اقتصادية طاحنة وجمودا سياسيا في غنى عن أي توترات اضافية من شأنها أن تفاقم متاعبه، فيما تشير مصادر إلى معظم الإشكالات والتوترات يفتعلها مقربون من حزب الله الذي تصنفه دول الخليج تنظيما ارهابيا. وجاء طلب وزير الداخلية اللبناني بمباشرة إجراءات ترحيل أعضاء جمعية الوفاق بعدما سببه المؤتمر الصحافي للجمعية "من إساءة إلى علاقة لبنان بمملكة البحرين الشقيقة ومن ضرر بمصالح الدولة اللبنانية" وفق ما نقلت عنه الوكالة الوطنية للإعلام (الوكالة الرسمية). ونظمت جمعية الوفاق المحظورة في البحرين مؤتمرا صحافيا في بيروت يوم السبت الماضي. وفي اليوم اللاحق، أعلنت وزارة خارجية البحرين تقديمها "احتجاجا شديد اللهجة" إلى الخارجية اللبنانية بشأن الاستضافة "غير المقبولة إطلاقا"، منددة بما تضمنه المؤتمر من "ترويج مزاعم وادعاءات مسيئة ومغرضة ضد مملكة البحرين". ووفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أكد مولوي خلال اتصال هاتفي تلقاه الأربعاء من نظيره البحريني الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة "حرصه على ضمان أمن مملكة البحرين واستقرارها ورفضه القاطع لأن يكون لبنان منصة لبث الكراهية أو العداء باتجاه أي دولة عربية لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي". وجمعية الوفاق من بين أبرز مجموعات المعارضة الشيعية في البحرين وشكلت الكتلة الأكبر في البرلمان حتى العام 2011، قبل أن تعمل السلطات على حلّها مع جمعية العمل الوطني الديمقراطي العلمانية (وعد) بعد ادانتهما بالارتباط بـ"الإرهاب". وشهدت البحرين موجات من الاضطرابات منذ العام 2011 عندما تصدت قوات الأمن لاحتجاجات قادها بعض شيعة المملكة وأججتها إيران. ومنذ ذلك الحين كثفت السلطات البحرينية من ملاحقة المشتبه بهم بالتورط في التخطيط لزعزعة استقرار المملكة من خلال مخططات ارهابية تقول المنامة إنها مدعومة من إيران. واعتقلت المئات من العناصر إما لتورطهم المباشر في التخطيط والتنفيذ لاعتداءات إرهابية أو لارتباطهم بإيران وبتنظيمات شيعية متطرفة. وجُرّد بعضهم من الجنسية بسبب ما تصفه الحكومة بأنه "إرهاب" مرتبط بالجمهورية الإسلامية. وترفض البحرين التقارير المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان وتنفي التمييز ضد مواطنيها الشيعة، مؤكدة أن كل الإجراءات التي اتخذتها وتتخذها تدخل في إطار حماية أمن المملكة ومكافحة الإرهاب. بيروت - أدان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الأحد، "الإساءة" إلى البحرين، وطلب فتح تحقيق بشأن مؤتمر عقدته جمعية بحرينية "محظورة" في بيروت الأسبوع الماضي، تضمن انتقادات للمنامة. وفي وقت سابق، قالت الخارجية البحرينية في بيان، إنها قدمت "احتجاجا شديد اللهجة إلى الحكومة اللبنانية بسبب استضافة بيروت مؤتمرا لعناصر معادية ومصنفة بدعم ورعاية الإرهاب لغرض بث وترويج مزاعم ضد المملكة". وقال ميقاتي في بيان، إنه "طلب فتح تحقيق فوري ومنع تكرار ما حصل، بعدما تبلغ عبر الخارجية اللبنانية احتجاجا رسميا من البحرين على عقد مؤتمر صحافي في بيروت تضمن إساءات إلى المملكة". وأضاف البيان، أن "رئيس مجلس الوزراء (ميقاتي) يشجب بقوة ويدين التطاول على مملكة البحرين، قيادة وشعبا، ويرفض التدخل في شؤونها الداخلية، والإساءة إليها بأي شكل من الأشكال"، مبديا حرصه على العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين. كما أفاد ميقاتي "رفض استخدام لبنان منطلقا للإساءة إلى مملكة البحرين والتطاول عليها، مثلما يرفض الإساءة إلى الدول العربية الشقيقة، ولا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي"، بحسب البيان. واعتبر أن "ما يربط بين لبنان ومملكة البحرين أعمق من تصرف خاطئ لا يعبر عن رأي الشريحة الأكبر من الشعب اللبناني، التي تكن للبحرين كل المودة والمحبة والاحترام". والأسبوع الماضي، عقدت جمعية "الوفاق" المحظورة في البحرين، مؤتمراً في بيروت تحدثت فيه عن "انتهاكات حقوقية" تعرض لها مواطنون في المملكة خلال العامين الماضيين. يأتي هذا، في ظل أجواء متوترة بين الخليج ولبنان، إثر أزمة تصريحات لوزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي، بخصوص حرب اليمن، ولاقت تأييداً من بعض الأفرقاء اللبنانيين كـ"حزب الله" (حليف إيران)، ورفضاً من بعضهم الآخر كرئيس الحكومة ميقاتي. وفي 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سحبت الرياض سفيرها في بيروت وطلبت من السفير اللبناني لديها المغادرة، وفعلت ذلك لاحقا الإمارات والبحرين والكويت واليمن، على خلفية تصريحات لقرداحي قبل تعيينه وزيرا بأن "الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات". وسعى نجيب ميقاتي الذي تمر بلاده بازمة اقتصادية خانقة الى تخفيف التوتر مع السعودية وبقية دول الخليج حيث اشارت مصادر انه حاول التوسط من خلال مصر وفرنسا لاعادة العلاقات اكن يبدو ان جماعة حزب الله تسعى ربما الى افشال اي جهود في هذا الجانب. ولا يعرف مدى تورط حزب الله في المشاركة في تنظيم مؤتمر جمعية الوفاق في بيروت خاصة وان هنالك علاقات تربط المنظمتين. و يبدو ان القيادة السعودية متمسكة بمواقفها الرافضة لاي تقارب مع الحكومة اللبنانية في ظل سيطرة جماعة حزب الله على السياسات وجر لبنان إلى المحور الايراني.
مشاركة :