لكل دولة طابعها الخاص، وتراثها ومشغولاتها اليدوية، عبرها تسرد حكايات قديمة، عن أناس ساروا في دروبها وأحبوها واجتهدوا في المحافظة عليها، ولم يسقطوها من ذاكرتهم، فهي تمثل حرفهم اليدوية وجزءاً من تاريخهم وإرثهم الحضاري الذي تتباهى به أمام الأمم الأخرى، وكذلك هي المجر التي حضرت بكل ثقافتها وجمالها الحضاري في ساحات معرض «إكسبو 2020 دبي»، لتقدم أمام العالمين، بعضاً من ملامح تراثها وحضارتها، وتقاليدها الشعبية المصانة والتي لا تزال تنبض بروح الحياة. تطريز ماتيو، وكروشيه وصناعة عقود واكسسوارات من الخرز، وتصميم أحذية من الجلد الطبيعي، وسجاد وقطع قماش توسدت اللون الأبيض، وغيرها من الحرف اليدوية، سافرت طويلاً من المجر، لتحط رحالها في أرض المعرض الدولي، لتكشف أمام زواره عن جمالها، وما تحتفظ به من ألوان زاهية، قادرة على خطف الأنظار إليها، فها هي صوفيا، القادمة من بلدة هوفيج والتي تعودت التطريز على القماش تقف إلى جانب زميلتها التي ترسم الورد على الورق لتبث فيه الروح بألوانها، وبالقرب منهن جلس الاسكافي، حيث يغرز خيوطه في جلد طبيعي، مختلف في ألوانه، بطريقة تعكس مدى التمسك بتقاليد الحرفة اليدوية، التي أسهمت المجر في إدراجها على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي المادي، ليعكس بذلك مدى ثراء المجر وسعيها الدائم للمحافظة على كافة أشكال هذه الحرف وصيانتها والمحافظة عليها من الاندثار، في وقت احتفت به المجر بالقرب من جناحها بخبز الزنجبيل الخاص بأعياد الميلاد، متيحة الفرصة أمام الصغار لأن يشكلوا قطع الخبز بالطريقة التي يفضلونها، وتاركة لهم المجال لأن يرسموا عليها أحلامهم وتطلعاتهم نحو المستقبل. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :