بيروت – البلاد فضح تقرير أمريكي، طرق التفاف “حزب الله” اللبناني على العقوبات الأمريكية، كاشفا عن وثائق تخص اختراق حسابات مؤسسة “القرض الحسن” التابعة للحزب الإرهابي، وهو ما أظهر معلومات عن 400 ألف فرد وكيان، بالإضافة إلى لبنانيين عاديين، ومغتربين وكوادر “حزب الله” ومؤسساته، و”كبار المودعين”، وكيانات خارجية وبنوك لبنانية تخدم مصالح الحزب. وطبقا للتقرير، الذي نشرته مجلة “thedispatch” الأمريكية أمس (الأربعاء) يساهم تسريب بيانات القرض الحسن في فهم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل أفضل لكيفية تمويل حزب الله الذاتي، فالتسريب يسهل الجهد الأمريكي لإطلاق حملة عقوبات على ضد ممولي “حزب الله”، وحرمانهم من الوصول إلى النظام المالي، والتأكد من أن العقوبات على ستستمر في تقليص قدرته على تحويل الأموال التي تجمع في الخارج بطرق غير شرعية. وكشف التقرير أسماء شخصيات غير مشمولة بالعقوبات الأمريكية متورطة في الأنشطة المالية للحزب، ما يحتم على إدارة الرئيس الأمريكي بإضافتها إلى قوائمها السوداء، بعد أن عمل حزب الله ببساطة على استبدال المسؤولين الخاضعين للعقوبات بآخرين مجهولين للحفاظ على تدفق التمويل، كما أعطى التقرير مثالاً على ذلك، الإجراء الذي اتخذته إدارة أوباما في 2009 ضد جامع تبرعات رئيسي لحزب الله، هو الشيخ عبد المنعم القبيسي، رئيس المسجد الشيعي وجمعية “الغدير” في أبيدجان، بكوت ديفوار، حيث عاقبت وزارة الخزانة الجمعية والقبيسي، بعد أن اعتبرته ممثلاً شخصياً في إفريقيا لزعيم حزب الله حسن نصر الله. ولفتت وزارة الخزانة الأمريكية -حينها- إلى أن القبيسي استضاف كبار مسؤولي حزب الله الذين يسافرون إلى كوت ديفوار وأجزاء أخرى من إفريقيا لجمع الأموال لحزب الله، حتى أن وزارة الخزانة اعتبرت القبيسي شبه سفير لحزب الله، وتضمنت أنشطته التحدث في فعاليات جمع التبرعات لحزب الله ورعاية اجتماعات مع أعضاء رفيعي المستوى في التنظيم. وأكدت المجلة في تقريرها أن عقوبات وزارة الخزانة أدت إلى ترحيل القبيسي من كوت ديفوار، لكن الحزب بادر بتعيين الشيخ غالب خوجوك، وهو رجل دين آخر في حزب الله بدل القبيسي في أبيدجان، مبينة أن خوجوك هو أحد المودعين الرئيسيين للتنظيم، ولديه حساب بالعملة الأمريكية، في دليل على الأرجح على أنه جامع أموال من أنصار حزب الله وأنشطته المحلية، لذلك حث التقرير الأمريكي على ضرورة تطبيق ومتابعة وتحديث للعقوبات، لأن ذلك يمنع الميليشيا من استبدال المسؤولين الخاضعين للعقوبات بمسؤولين جدد والحفاظ على تدفق التمويل، مشدداً على أن على إدارة بايدن عدم تضييع الوقت ومعاقبة الشيخ خوجوك والعديد من أصحاب حسابات “القرض الحسن” الآخرين، الذين كشفهم تسريب SpiderZ، بسبب مساهمتهم بشكل رئيسي في تسهيل عمليات التمويل غير المشروعة لحزب الله في الخارج. ولفت التقرير إلى أنه وعلى عكس سلفه القبيسي، لا يخضع خوجوك للعقوبات الأمريكية، وبالتالي فهو قادر على مواصلة أنشطة الدعاية والتجنيد وجمع الأموال للحزب، مشدداً على أنه يجب أن يكون دوره كمساهم رئيسي في “القرض الحسن” وحده أساسًا لتصنيف الولايات المتحدة.
مشاركة :