أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، امس الأربعاء، أن المحادثات النووية في فيينا مع إيران غير معروف نهايتها بالنسبة لنا، مشددة على أنها تواصل تطوير برنامجها الصاروخي، ولا تزال تهدد الملاحة البحرية في الخليج. كما أكد البنتاغون أن إيران تواصل دعم الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن إيران استخدمت مسيراتها خلال الأعوام الأخيرة كثيرا، والتي أصبحت أكثر تهديدا. إلى ذلك، أشار إلى أن المحادثات النووية مع إيران تمر بمرحلة صعبة «ولا نعرف نهايتها»، لافتا إلى أن الحلفاء في المنطقة قلقون من سلوك إيران وتصرفاتها. والثلاثاء، اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي أن برنامج إيران للصواريخ الباليستية يهدد المصالح الأمريكية. وأضاف كيربي في مؤتمر صحافي أن إيران طورت صواريخها الباليستية، الأمر الذي يثير قلقا أمريكيا ويستدعي التعامل معه. وفي الشق النووي، قال دبلوماسيون أوروبيون إن الأطراف الأوروبية لم تتمكن من خوض مفاوضات جادة مع إيران لغاية الآن، وإن مواقف إيران لا تتوافق مع جهود إحياء الاتفاق النووي. بالتزامن مع تراجع الآمال المحيطة بالمفاوضات النووية الإيرانية، لوحت واشنطن خلال الأيام الماضية بخيارات أخرى موجودة على الطاولة، في حال فشلت الطرق الدبلوماسية. وفي هذا السياق، أكد كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية الأمريكية أن بلاده لديها مجموعة متنوعة وقوية جدا من الخيارات العسكرية «لردع» إيران. وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الاثنين، إن القوى الغربية لم تُجرِ حتى الآن مفاوضات حقيقية مع إيران في المحادثات بشأن إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، وإنه ما لم يحدث تقدم سريع فإن الاتفاق سيصبح قريبا «بلا معنى». من جانب آخر، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، أنها أبرمت اتفاقا مع إيران لاستبدال كاميرات المراقبة في منشأة كرج لإنتاج مكونات أجهزة الطرد المركزي أزالتها إيران بعد تعرض المنشأة لهجوم تخريبي على ما يبدو يونيو. وقالت الوكالة في بيان: «الاتفاق مع طهران لاستبدال كاميرات المراقبة في منشأة كرج يُعد تطورا مهما لأنشطة التحقق والمراقبة التي تقوم بها الوكالة في إيران». ونقلت رويترز عن الوكالة إنه سيتم تركيب الكاميرات الجديدة «في غضون أيام». وفي وقت سابق، ذكرت وكالة «نور نيوز» الإخبارية الإيرانية، المقربة من مجلس الأمن القومي، أنه «في بادرة حسن نية، سمحت إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتركيب كاميرات جديدة لتحل محل تلك التي تضررت خلال عملية تخريبية» استهدفت منشأة كرج النووية. وأكدت الوكالات الإيرانية أن الموافقة كانت «طوعية من جانب إيران للحد من سوء التفاهم (الذي شاب) علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». في 23 يونيو، أعلنت طهران إحباط عملية «تخريب» نُسبت إلى إسرائيل كانت تستهدف أحد مباني المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وقد تحطمت إحدى الكاميرات وتضررت اخرى بشدة جراء الحادث، وتم فتح تحقيق بالحادث. واوضحت وكالات الأنباء «نظرا لانتهاء التحقيق الأمني في الكاميرات المتضررة، وكذلك قرار الوكالة بإدانة التخريب في مجمع تيسا والموافقة على الفحص الفني للكاميرات من قبل خبراء إيرانيين قبل تركيبها، فقد سمحت إيران للوكالة باستبدال الكاميرات المتضررة بأخرى جديدة»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. في السياق نفسه، في الوقت الذي تسابق مفاوضات فيينا حول نووي إيران السلحفاة، أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريو غروسي، امس الأربعاء، في تصريحات لـ«العربية»، أن المحادثات النووية في فيينا لن تنجح دون إتمام عمليات التفتيش، مشيرا إلى أن المستفيد الأول من عودة عمليات التفتيش هي إيران. إلى هذا، أوضح أن تفتيش منشآت إيران النووية يعطي الأطراف الأخرى ضمانات، لافتا إلى أن المطروح في فيينا هو العودة لاتفاق 2015 النووي.
مشاركة :