اقتصاد البحرين.. فلسفة طموحة ونهضة تنموية شاملة

  • 12/16/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد‭: ‬محمد‭ ‬الساعي على‭ ‬مرِّ‭ ‬العقودِ‭ ‬الخمسة‭ ‬الماضية،‭ ‬أثبتَ‭ ‬الاقتصادُ‭ ‬البحرينيُّ‭ ‬قوتَه‭ ‬في‭ ‬مواجهةِ‭ ‬مختلف‭ ‬التحدياتِ‭ ‬الاقتصاديَّة‭ ‬والسياسيَّة‭ ‬الإقليميَّة‭ ‬والعالميَّة‭. ‬وأبدى‭ ‬اقتصادُ‭ ‬البحرين‭ ‬صلابةً‭ ‬لافتةً‭ ‬وقدرةً‭ ‬على‭ ‬التعاملِ‭ ‬مع‭ ‬تقلبات‭ ‬الظروف‭ ‬والأزمات‭ ‬المتلاحقة،‭ ‬ولا‭ ‬أدلّ‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬استعادةِ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬عافيته‭ ‬بشكل‭ ‬لافتٍ‭ ‬رغم‭ ‬استمرارِ‭ ‬انعكاسات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬بياناتُ‭ ‬الحسابات‭ ‬القومية‭ ‬للربع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬2021‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الناتجَ‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الاسمي‭ ‬قد‭ ‬نما‭ ‬بنسبة‭ ‬20‭.‬7‭%‬،‭ ‬وبلغ‭ ‬النمو‭ ‬الحقيقي‭ ‬5‭.‬7‭%‬‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي،‭ ‬فيما‭ ‬سجلت‭ ‬جميعُ‭ ‬القطاعاتِ‭ ‬غير‭ ‬النفطيةِ‭ ‬نموا‭ ‬اسميًّا‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬20321‭ ‬بنسبة‭ ‬12‭.‬8‭%‬‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي،‭ ‬و7‭.‬8‭%‬‭ ‬نموا‭ ‬حقيقيا‭.‬ بالطبع،‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬هذه‭ ‬المتانةُ‭ ‬والمنَعةُ‭ ‬في‭ ‬الاقتصادِ‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬نتيجةٌ‭ ‬حتميةٌ‭ ‬لسياسات‭ ‬ورؤية‭ ‬ومنهجية‭ ‬واضحة‭ ‬اختطتها‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬أثبتت‭ ‬أنها‭ ‬سباقةٌ‭ ‬في‭ ‬جميعِ‭ ‬الميادين‭ ‬والقطاعات‭ ‬إيمانًا‭ ‬منها‭ ‬بأن‭ ‬الإدارةَ‭ ‬الحكيمةَ‭ ‬للاقتصادِ‭ ‬وللموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬هي‭ ‬مفتاحُ‭ ‬نهضةِ‭ ‬الشعوب‭ ‬وتقدمها‭. ‬وبالتالي،‭ ‬شهد‭ ‬اقتصادُ‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬خمسين‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬نقلةً‭ ‬نوعيَّةً‭ ‬منهجية‭ ‬حوَّلت‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مركزٍ‭ ‬إقليمي‭ ‬وعالمي‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات،‭ ‬مرتكزة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مركزها‭ ‬التاريخي‭ ‬التجاري‭ ‬منذ‭ ‬أقدم‭ ‬العصور،‭ ‬حين‭ ‬اشتهرت‭ ‬بالتجارةِ‭ ‬العابرة‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬أرجاء‭ ‬الخليج،‭ ‬والبحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬وشبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية،‭ ‬والشرق‭ ‬الأقصى‭. ‬ وبعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬عام‭ ‬1971‭. ‬شهدت‭ ‬البحرين‭ ‬نهضةً‭ ‬اقتصادية‭ ‬تنموية‭ ‬شاملة‭ ‬واستطاعت‭ ‬أن‭ ‬تؤسس‭ ‬بنية‭ ‬اقتصادية‭ ‬حديثة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬عززت‭ ‬مكانتها‭ ‬كمركز‭ ‬تجاري‭ ‬ومالي‭ ‬وسياحي‭ ‬إقليمي،‭ ‬استنادا‭ ‬على‭ ‬فلسفة‭ ‬عمل‭ ‬طموحة‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬استراتيجية‭ ‬متكاملة‭ ‬للتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬وتستهدف‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتطوير‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬وفتح‭ ‬سوق‭ ‬البحرين‭ ‬أمام‭ ‬مختلف‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المحلية‭ ‬والعربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬وزيادة‭ ‬الدخل‭ ‬الوطني‭ ‬وتوفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتنويع‭ ‬القاعدة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬ النهضة‭ ‬الاقتصادية في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬عصفت‭ ‬الأزماتُ‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الاقتصاديات،‭ ‬استطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تسجل‭ ‬نموًا‭ ‬مطردا‭ ‬وأحيانا‭ ‬بقفزات‭ ‬ثابتة‭ ‬ضمنت‭ ‬لها‭ ‬تحقيق‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬كاقتصاد‭ ‬مفتوح‭ ‬وطموح‭. ‬وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمسين‭ ‬الماضية،‭ ‬باتت‭ ‬موطنا‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الهياكل‭ ‬المالية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وامتلكت‭ ‬اقتصادًا‭ ‬أكثر‭ ‬تنوعًا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وأصبحت‭ ‬مركزًا‭ ‬ماليًا‭ ‬رائدًا،‭ ‬ولعقود‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬عملتها‭ ‬كثاني‭ ‬أعلى‭ ‬قيمة‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ ولم‭ ‬يكن‭ ‬بالمستغرب‭ ‬أن‭ ‬تصف‭ ‬لجنة الأمم‭ ‬المتحدة الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لغرب آسيا في‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬بالبحرين‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬الأسرع‭ ‬تزايدًا‭ ‬في‮ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالمستغرب‭ ‬أن‭ ‬تصنف‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬كمركز‭ ‬مالي‭ ‬هو‭ ‬الأسرع‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬وتلك‭ ‬التطورات‭ ‬أهلتها‭ ‬لأن‭ ‬تبرم‭ ‬البحرين‭ ‬أول‭ ‬اتفاقية‭ ‬للتجارة‭ ‬الحرة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وشهدت‭ ‬برامج‭ ‬مبكرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬لخصخصة‭ ‬الممتلكات‭ ‬الحكومية‭ ‬الرئيسية‭ ‬كالمرافق،‭ ‬والبنوك،‭ ‬والخدمات‭ ‬المالية،‭ ‬والاتصالات،‭ ‬ما‭ ‬عزز‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬وقوة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬كمساهم‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬ وبالحديث‭ ‬عن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬أسست‭ ‬أول‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬1939‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬جمعية‭ ‬التجار‭ ‬العموميين،‮ ‬وأسهمت‭ ‬السياسيات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتنموية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الريعي‭.‬ تطوير‭ ‬القطاعات‭ ‬وتنويع‭ ‬المصادر في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر،‭ ‬ومنذ‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬التفتت‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬كمصدر‭ ‬رئيسي،‭ ‬فاتخذت‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬برامج‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬عجلة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬لذلك،‭ ‬ومنذ‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬اعتبرت‭ ‬البحرين‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬تبتعد‭ ‬اقتصاديا‭ ‬عن‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬التقارير‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬البحرين‭ ‬يرجع‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجية‭ ‬الحكومة‭ ‬وقرارها‭ ‬بتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‮ ‬وتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬المحلي‭ ‬والأجنبي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العقارات‭ ‬والسياحة،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬البحرين‭ ‬بالتوسع‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الثقيلة‭ ‬والمصرفية‭ ‬والسياحة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وبالفعل‭ ‬جنت‭ ‬ثمار‭ ‬هذه‭ ‬المساعي،‭ ‬وبدأت‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬بتفعيل‭ ‬أدوار‭ ‬قطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬كصناعات‭ ‬الألمنيوم‭ ‬والبتروكيماويات‭ ‬والصناعات‭ ‬المعدنية‭ ‬والهندسية‭ ‬والغذائية‭ ‬والدوائية،‭ ‬كما‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬المالي‭ ‬وقطاع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لتصبح‭ ‬اليوم‭ ‬مركز‭ ‬المنطقة‭ ‬للقطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬التقليدي‭ ‬وقطاع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المالية‭.‬ وخلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬كان‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬المؤهل‭ ‬هو‭ ‬الركيزة‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬عليها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬التنمية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬استطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬وبفضل‭ ‬السياسات‭ ‬الناجعة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تحرز‭ ‬خطوات‭ ‬ملموسة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬اقتصاد‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬القطاعات‭ ‬التقليدية‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬المعتمد‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والمعرفة‭. ‬ المشروع‭ ‬الإصلاحي‭.. ‬نقلةٌ‭ ‬نوعية لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التطورات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يبرز‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬كنقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البلاد‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬والاقتصاد‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬حيث‭ ‬ركز‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬تنوع‭ ‬قاعدة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬الإنسان،‭ ‬وأكد‭ ‬انتهاج‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬وتعزيز‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬وتطوير‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬وخلق‭ ‬مناخ‭ ‬متميز‭ ‬للاستثمار‭ ‬يتسم‭ ‬ببيئة‭ ‬أمنية‭ ‬مستقرة‭ ‬حافزة‭ ‬وجاذبة‭ ‬للمستثمرين‭ ‬ماليا‭ ‬وتجاريا‭ ‬وتشريعيا،‭ ‬وتحسين‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وتوفير‭ ‬منظومة‭ ‬تشريعية‭ ‬ومؤسسية‭ ‬حديثة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬لأن‭ ‬تصبح‭ ‬مقرًا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬ذات‭ ‬النشاط‭ ‬الدولي‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬عبر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬ وبالفعل‭.. ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬اللاحقة‭ ‬لإطلاق‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬أسهم‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالقطاع‭ ‬التجاري‭ ‬والاستثماري‭ ‬وقطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬ودفع‭ ‬بعجلة‭ ‬التنمية‭ ‬إلى‭ ‬أفاق‭ ‬واسعة،‮ ‬حيث‭ ‬أسس‭ ‬المشروع‭ ‬لنهضة‭ ‬اقتصادية‭ ‬شاملة‭ ‬تشريعية‭ ‬وعملية‭ ‬وأرسى‭ ‬قواعد‭ ‬قانونية‭ ‬راسخة‭ ‬للعمل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وأسهم‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬بوتيرة‭ ‬العمل‭ ‬البناء‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬عززت‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الخارطة‭ ‬الدولية،‭ ‬وانعكست‭ ‬آثاره‭ ‬جلية‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمواطنين‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭.‬ وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬استطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬وبفضل‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬أن‭ ‬تمتلك‭ ‬أرضية‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬‏وزيادة‭ ‬النمو‭ ‬مثل‭ ‬قانون‭ ‬الاستثمار‭ ‬وقانون‭ ‬التجارة‭ ‬وقانون‭ ‬الإفلاس‭ ‬و‏التعديلات‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬صبَّت‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬تطوير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وزيادة‭ ‬جذب‭ ‬‏الاستثمارات‭.‬‏‭ ‬واستطاعت‭ ‬المملكة‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬تطلق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ودعم‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمواطنين‭ ‬مثل‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬السياسات‭ ‬الأساسية‭ ‬لأداء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وصندوق‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬قناة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المشاريع‭ ‬ورواد‭ ‬الأعمال‭ ‬والتجارة‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬شهدت‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بفضل‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬تطورا‭ ‬هائلا‭ ‬عزز‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬مثل‭ ‬‏مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬الجديد،‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للمعارض،‭ ‬مشروع‭ ‬جسر‭ ‬المحرق‭ ‬‏الرابع،‭ ‬مدينة‭ ‬سلمان‭ ‬وشرق‭ ‬الحد‭ ‬ومشروع‭ ‬مترو‭ ‬البحرين‭ ‬ومشاريع‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬الأساسية‭ ‬‏كالجسور‭ ‬العلوية‭ ‬وتطوير‭ ‬الشوارع‭ ‬وغيرها‭.‬ تعزيز‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعة تبقى‭ ‬صناعةُ‭ ‬النفط‭ ‬هي‭ ‬الركيزةُ‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬البحريني‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬ويعد‭ ‬إنتاج‭ ‬البترول‭ ‬أكثر‭ ‬المنتجات‭ ‬المصدرة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬يمثل‭ ‬حوالي‭ ‬60‭%‬‭ ‬من‭ ‬عائدات‭ ‬التصدير،‭ ‬و70‭%‬‭ ‬من‭ ‬الإيرادات‭ ‬الحكومية‭ ‬و11‭%‬‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭. ‬ ولكن،‭ ‬مع‭ ‬اتجاه‭ ‬البحرين‭ ‬الحديثة‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‭ ‬بات‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬جزءا‭ ‬مهما‭ ‬يلعب‭ ‬دورا‭ ‬متناميا‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬المحلي،‭ ‬وأصبح‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬بمختلف‭ ‬مفاصله‭ ‬وتخصصاته‭ ‬يؤدي‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭. ‬حيث‭ ‬أولت‭ ‬البحرين‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬سنة،‭ ‬وتأسست‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المصانع‭ ‬الكبرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬أصولها‭ ‬بالملايين‭. ‬ودشنت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعية‭ ‬والأراضي‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التسهيلات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬للقطاع‭ ‬الصناعي،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تأجيرها‭ ‬بأسعار‭ ‬تنافسية‭ ‬مشجعة‭ ‬لأصحاب‭ ‬المصانع‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المناطق‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬منطقة‭ ‬ميناء‭ ‬سلمان،‭ ‬ومنطقة‭ ‬شمال‭ ‬سترة،‭ ‬والمعامير،‭ ‬ومنطقة‭ ‬شمال‭ ‬مصفاة‭ ‬النفط،‭ ‬ومنطقة‭ ‬حفيرة،‭ ‬ومنطقة‭ ‬جنوب‭ ‬‮«‬ألبا‮»‬‭. ‬وكذلك‭ ‬منطقة‭ ‬مدينة‭ ‬سلمان‭ ‬الصناعية،‭ ‬والحد‭ ‬الصناعية،‭ ‬والبحرين‭ ‬العالمية‭ ‬للاستثمار‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬ميناء‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭. ‬وأسهمت‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعية‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬ونمو‭ ‬المصانع‭ ‬بالبحرين‭. ‬حيث‭ ‬اتخذت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬والمصانع‭ ‬العالمية‭ ‬مقرًا‭ ‬أو‭ ‬فروعًا‭ ‬لها‭ ‬ولمصانعها‭ ‬بالمملكة‭ ‬نتيجة‭ ‬ما‭ ‬توفره‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬كامل‭ ‬لتلك‭ ‬الشركات‭ ‬يساعدها‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬والعمل‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم‭ ‬وداعم‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬ وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وأبرز‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬صناعة‭ ‬الألمنيوم‭. ‬فبفضل‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستشرافية‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬مبكر،‭ ‬باتت‭ ‬البحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬أكبر‭ ‬مصهر‭ ‬للألمنيوم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬ ثم‭ ‬تأتي‭ ‬صناعة‭ ‬البتروكيماويات‭ ‬والبلاستيك‭. ‬وكذلك‭ ‬الصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬قطاعات‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القطاعات‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬ودعم‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭. ‬وساهم‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬ورغم‭ ‬ظروف‭ ‬الجائحة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬2‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وساهم‭ ‬بنحو‭ ‬18‭%‬‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي،‭ ‬وقدم‭ ‬رواتب‭ ‬مجموعها‭ ‬نحو‭ ‬700‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬وتعادل‭ ‬25‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الرواتب‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬ ومن‭ ‬الصناعات‭ ‬التي‭ ‬تنهض‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭: ‬تكوير‭ ‬الحديد،‭ ‬الأسمدة،‭ ‬الخدمات‭ ‬المصرفية‭ ‬الإسلامية‭ ‬والخارجية،‭ ‬التأمين،‭ ‬إصلاح‭ ‬السفن،‭ ‬السياحة،‭ ‬تجهيز‭ ‬الأغذية،‭ ‬قطاع‭ ‬صناعة‭ ‬الملابس‭ ‬الجاهزة،‭ ‬الصناعات‭ ‬الهندسية،‭ ‬الحرف‭ ‬اليدوية‭ ‬وغيرها‭.‬ مركزٌ‭ ‬ماليٌّ‭ ‬متقدم مع‭ ‬احتفال‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬بمرور‭ ‬مائة‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬أول‭ ‬مصرف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ (‬ستاندرد‭ ‬تشارترد‭ ‬1920‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬البنك‭ ‬الشرقي‭ ‬المحدود‭)‬،‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬وقفة‭ ‬احترام‭ ‬وانبهار‭ ‬بما‭ ‬حققه‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وخلال‭ ‬العقود‭ ‬الخمسة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭. ‬فقد‭ ‬سجلت‭ ‬البحرين‭ ‬قصص‭ ‬نجاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعة‭ ‬المصرفية‭ ‬والمالية،‭ ‬خاصة‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينيات‭ ‬مع‭ ‬إدخال‭ ‬تجربة‭ ‬بنوك‭ ‬الأوفشور‭ ‬وتحول‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬قبلة‭ ‬لأكبر‭ ‬البنوك‭ ‬العالمية‭ ‬المعروفة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تأسيس‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المصارف‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تأخذ‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬المالي‭ ‬والمصرفي‭ ‬العالمي‭ ‬المرموق‭ ‬للمملكة‭. ‬وهذه‭ ‬التجربة‭ ‬أسهمت‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬وإيجاد‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬للبحرينيين،‭ ‬ودعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭. ‬فقطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬مساهم‭ ‬غير‭ ‬نفطي‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الحقيقي‭ ‬للبحرين،‭ ‬حيث‭ ‬تبلغ‭ ‬مساهمة‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬نسبيا‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬17‭.‬9‭%‬‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭. ‬فيما‭ ‬تعتزم‭ ‬الحكومة‭ ‬ضمن‭ ‬مخططاتها‭ ‬التنموية‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مساهمة‭ ‬القطاع‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬20‭%‬‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2026‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬زيادة‭ ‬النسبة‭ ‬إلى‭ ‬25‭%‬‭. ‬ ويعمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬14‭.‬093‭ ‬موظف‭ ‬منهم‭ ‬66‭%‬‭ ‬بحرينيين‭. ‬يحقق‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬نموا‭ ‬سنويا‭ ‬يبلغ‭ ‬بالمجمل‭ ‬نحو‭ ‬10‭%‬،‭ ‬وتحتضن‭ ‬المملكة‭ ‬اليوم‭ ‬نحو‭ ‬412‭ ‬مؤسسة‭ ‬مالية‭ ‬بمجموع‭ ‬موجودات‭ ‬تفوق‭ ‬192‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬98‭ ‬بنكا‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬21‭ ‬مصرفًا‭ ‬إسلاميًّا‭.‬ ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬بفضل‭ ‬السياسات‭ ‬والدعم‭ ‬الحكومي،‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬المركز‭ ‬المالي‭ ‬الأسرع‭ ‬نموًا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والمركز‭ ‬المالي‭ ‬الأكثر‭ ‬استقرارًا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭. ‬ الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ كما‭ ‬كان‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني،‭ ‬مثلت‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬عرابها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بفكره‭ ‬المستنير‭ ‬الذي‭ ‬ورثه‭ ‬عن‭ ‬آبائه‭ ‬وأجداده‭ ‬ممن‭ ‬قادوا‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬التطور‭ ‬والازدهار،‭ ‬مثلت‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬بالبحرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭.‬ ولم‭ ‬تكن‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬دشنها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عام‭ ‬2008‭. ‬فكرة‭ ‬عابرة‭ ‬أو‭ ‬نموذجا‭ ‬مرتجلا‭. ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬حصيلة‭ ‬وخلاصة‭ ‬لمناقشات‭ ‬مستفيضة‭ ‬وجهود‭ ‬استمرت‭ ‬سنواتٍ‭ ‬من‭ ‬المباحثات‭ ‬والدراسات‭ ‬والاجتماعات‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬صياغة‭ ‬رؤية‭ ‬طموحة‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬مبادئ‭ ‬أساسية،‭ ‬هي‭ ‬الاستدامة‭ ‬والعدالة‭ ‬والتنافسية‭.‬ ومثلت‭ ‬الرؤية‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬شاملة‭ ‬لتطوير‭ ‬اقتصاد‭ ‬المملكة،‭ ‬وخطة‭ ‬تنموية‭ ‬شاملة‭ ‬تحدد‭ ‬المسار‭ ‬التنموي‭ ‬المتكامل‭ ‬للبحرين،‭ ‬وتقودها‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬المستقبلية‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬بناء‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬لكل‭ ‬بحريني،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬هدفٍ‭ ‬أساسي‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬لجميع‭ ‬مواطني‭ ‬البحرين‭ ‬لتتواصل‭ ‬بذلك‭ ‬مشاريع‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬مركزًا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬إقليميا‭. ‬ كان‭ ‬ذلك‭ ‬التدشين‭ ‬انطلاقة‭ ‬واعدة‭ ‬توفر‭ ‬الحوافز‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وتفتح‭ ‬أسواق‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬أوسع‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وخفض‭ ‬التكاليف‭ ‬واعتماد‭ ‬آليات‭ ‬تنافسية‭ ‬وضمان‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي‭ ‬المستدام،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬برامج‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬اعتماد‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬الإيرادات‭ ‬النفطية‭ ‬لتمويل‭ ‬نفقاتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إيجاد‭ ‬مصادر‭ ‬إيرادات‭ ‬إضافية‭.‬ وفعلا‭.. ‬شرعت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬للإصلاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المؤسسي،‭ ‬تماشيًا‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭. ‬ما‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬استراتيجية‭ ‬اقتصادية‭ ‬وطنية،‭ ‬وخضعت‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬دورية‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬تحقيقها‭ ‬أهداف‭ ‬الرؤية‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬ومواكبتها‭ ‬للمتغيرات‭ ‬الدولية‭ ‬وبرنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭.‬ ووضعت‭ ‬الرؤية‭ ‬تصورًا‭ ‬بعيد‭ ‬المدى‭ ‬للمسارات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬تمتد‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬وبخطى‭ ‬مدروسة،‭ ‬تمكنت‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬إحراز‭ ‬تقدم‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وزيادة‭ ‬كفاءة‭ ‬أداء‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية،‭ ‬والتكيف‭ ‬مع‭ ‬المتغيرات‭ ‬المستجدة‭.‬ اليوم‭.. ‬وبعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬على‭ ‬تدشين‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والصحية‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬وتمر‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬استطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬وبفضل‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬ورؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬إنجازات‭ ‬ومكتسبات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬عدة‭ ‬أبعاد‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬متكاملة‭. ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬الدور‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬معدلات‭ ‬مرتفعة‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬وارتفاع‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬وزيادة‭ ‬الدخل‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اقتصاد‭ ‬ديناميكي‭ ‬متجدد‭.‬ كما‭ ‬شهدت‭ ‬البلاد‭ ‬تطويرا‭ ‬مطردا‭ ‬للقوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تقديم‭ ‬الحوافز‭ ‬الاستثمارية‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬صديقة‭ ‬للأعمال‭ ‬وتشجع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬البحرين‭ ‬مقرًا‭ ‬لمزاولة‭ ‬أنشطتها‭ ‬وبوابة‭ ‬لدخول‭ ‬السوق‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬قيمتها‭ ‬إلى‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭. ‬وباتت‭ ‬البحرين‭ ‬كذلك‭ ‬مركزًا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬وساهمت‭ ‬جهود‭ ‬التنويع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬إسهامات‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭. ‬وفي‭ ‬خط‭ ‬مواز،‭ ‬شهدت‭ ‬البحرين‭ ‬تعزيزا‭ ‬وتحفيزا‭ ‬للريادة‭ ‬والابتكار‭ ‬وترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬وتنمية‭ ‬الصناعات‭ ‬الناشئة‭.‬ تطور‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المالية شهدت‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لتقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تقدما‭ ‬هائلا‭ ‬جعلها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬الدول‭ ‬الصاعدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬والأكثر‭ ‬جذبا‭ ‬واستقطابا‭ ‬للشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬المسيطرة‭ ‬على‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬تجهيز‭ ‬البنى‭ ‬الأساسية‭ ‬اللازمة‭ ‬لها‭.‬ ومما‭ ‬يحسب‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تحرير‭ ‬سوق‭ ‬الاتصالات‭ ‬بها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬حيث‭ ‬يسمح‭ ‬بملكية‭ ‬استثمار‭ ‬أجنبي‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭%‬،‭ ‬ولا‭ ‬تفرض‭ ‬أي‭ ‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬وتقدم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬الإضافية‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات‭. ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬تتخذ‭ ‬البحرين‭ ‬خطوات‭ ‬واسعة‭ ‬ومدروسة‭ ‬نحو‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬وهي‭ ‬مركز‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬نفذت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬إطلاق‭ ‬أول‭ ‬بيئة‭ ‬رقابية‭ ‬تجريبية‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬ وتقدر‭ ‬نسبة‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال‭ ‬اليوم‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬10‭%‬‭ ‬سنويا‭ ‬بقيمة‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬2.7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬تعزيزا‭ ‬لدور‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬حرصت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬أول‭ ‬قوانين‭ ‬للنظم‭ ‬السحابية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهو‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬وُصف‭ ‬باعتباره‭ ‬الإطار‭ ‬الأكثر‭ ‬جذبا‭ ‬للمهتمين‭ ‬والمعنيين‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬والأقدر‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬أداء‭ ‬وجدولة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬والعمليات‭ ‬الروتينية‭ ‬إلكترونيا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تدخلات‭ ‬إدارية‭ ‬أو‭ ‬بشرية‭ ‬جوهرية‭ ‬وبالسرعة‭ ‬والكفاءة‭ ‬الملائمة‭.‬ كما‭ ‬يوصف‭ ‬اقتصاد‭ ‬البحرين‭ ‬بأنه‭ ‬اقتصاد‭ ‬عصري،‭ ‬ذو‭ ‬تركيب‭ ‬منتظم‭ ‬لديه‭ ‬شبكة‭ ‬اتصالات‭ ‬وبنية‭ ‬تحتية‭ ‬متقدمة‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬مقرا‭ ‬لها‭ ‬وتعمل‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬ وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المالية،‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬الحديثة‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬بطبيعة‭ ‬التسارع‭ ‬والتطور‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬المعرفة‭ ‬الرقمية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قادها‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬نموذج‭ ‬اقتصادي‭ ‬يواكب‭ ‬القواعد‭ ‬العالمية‭ ‬الجديدة‭ ‬وفق‭ ‬سياسات‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬تلائم‭ ‬تحديات‭ ‬ومتغيرات‭ ‬الطفرة‭ ‬الإلكترونية‭.‬ وباتت‭ ‬الثقافة‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تشكل‭ ‬بيئة‭ ‬خصبة‭ ‬للانطلاقة‭ ‬نحو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي،‭ ‬وما‭ ‬قطعته‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أشواط‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬الرقمي‭ ‬والتقني‭ ‬أسس‭ ‬ركائز‭ ‬مهمة‭ ‬لعصر‭ ‬جديد‭ ‬للبيئة‭ ‬الرقمية‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بالمملكة‭. ‬فمثلا،‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2007‭. ‬ومن‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تدشن‭ ‬خدمات‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬الاتصالات‭ ‬والإنترنت‭ ‬5G،‭ ‬بل‭ ‬ومن‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تسن‭ ‬تشريعا‭ ‬يعتمد‭ ‬تداول‭ ‬المستندات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬متوافقا‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬النموذجي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للقانون‭ ‬التجاري‭ ‬الدولي‭ ‬المعروفة‭ ‬اختصارا‭ ‬باسم‭ (‬الأونسيترال‭).‬ وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬لعب‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬دورا‭ ‬محوريا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التطورات،‭ ‬ونفذ‭ ‬إصلاحات‭ ‬تنظيمية‭ ‬لتسهيل‭ ‬عمل‭ ‬وانطلاق‭ ‬شركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الناشئة،‭ ‬مثل‭ ‬إطلاق‭ ‬البيئة‭ ‬الرقابية‭ ‬التجريبية‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2017‭. ‬وإنشاء‭ ‬وحدة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المالية‭. ‬ وكانت‭ ‬البحرين‭ ‬الأولى‭ ‬عربيًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬استخدام‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬وفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬‮«‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭ ‬العربي‭ ‬2014‮»‬،‭ ‬والأولى‭ ‬عربيا‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬خدمات‭ ‬الاتصالات‭ ‬المتنقلة‭ ‬بنسبة‭ ‬173‭%‬‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬السكان،‭ ‬وخدمات‭ ‬الإنترنت‭ ‬للنطاق‭ ‬العريض‭ ‬128‭%‬،‭ ‬وخطوط‭ ‬الهواتف‭ ‬الثابتة‭ ‬20‭%‬،‭ ‬ومساهمة‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬بنحو‭ ‬4‭%‬‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭.‬ وتتلخص‭ ‬استراتيجية‭ ‬الحكومة‭ ‬الرقمية‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬محاور‭ ‬أساسية‭ ‬أبرزها‭: ‬تطوير‭ ‬نهج‭ ‬شامل‭ ‬يوفر‭ ‬الخدمات‭ ‬الرقمية‭ ‬للجميع‭. ‬تصميم‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬‮«‬مبدأ‭ ‬الرقمنة‭ ‬أولا‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬رقمنة‭ ‬سلسلة‭ ‬الأنشطة‭ ‬بأكملها‭ ‬بحيث‭ ‬توفر‭ ‬أكبر‭ ‬فائدة‭ ‬للجهات‭ ‬المستفيدة‭. ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التقنيات‭ ‬المتقدمة‭ ‬لوضع‭ ‬تنبؤات‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬وقرارات‭ ‬أكثر‭ ‬ذكاءً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬كميات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬البيانات‭.‬ استقطاب‭ ‬الاستثمارات في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬الحكومة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬والرؤى‭ ‬الواعدة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬للتطوير‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬جاء‭ ‬إنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬برئاسة‭ ‬سموه‭. ‬ويتمتع‭ ‬المجلس‭ ‬بصلاحيات‭ ‬وتخصصات‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬من‭ ‬التخطيط‭ ‬والمتابعة‭ ‬والتنفيذ‭ ‬للإستراتجيات‭ ‬والسياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العامة‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‮»‬‭.‬ وتناط‭ ‬بالمجلس‭ ‬مسؤولية‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬ودعم‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعزيز‭ ‬بيئة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يركز‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬التنافسية‭ ‬للمملكة‭ ‬وتوفر‭ ‬فرصا‭ ‬استثمارية‭ ‬مهمة‭ ‬وهي‭ ‬قطاعات‭ ‬المالية‭ ‬والصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬وخدمات‭ ‬النقل‭.‬ وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬نجح‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬استثمارات‭ ‬قياسية‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬نجاعة‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستشرافية‭ ‬للقيادة،‭ ‬وقدرة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬المستثمرين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬باعتبارها‭ ‬البوابة‭ ‬المثلى‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجي البحرين‭ ‬اهتمت‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬بتشجيع‭ ‬المستثمرين‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وأتاحت‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭ ‬فرصا‭ ‬وتسهيلات‭ ‬للأجانب‭ ‬قلما‭ ‬تتاح‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭. ‬ويساند‭ ‬ذلك‭ ‬انخفاض‭ ‬تكاليف‭ ‬إنشاء‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المنخفضة‭ ‬واحد،‭ ‬مع‭ ‬توفر‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬صنفت‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬أماكن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬لـ«بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬والثانية‭ ‬عالميا‭ ‬كأفضل‭ ‬أماكن‭ ‬العمل‭ ‬للمرأة‭ ‬المغتربة‭ ‬لعام‭ ‬2018‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬إنتر‭ ‬ناشن‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلت‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬باتت‭ ‬البحرين‭ ‬أكبر‭ ‬قاعدة‭ ‬للأعمال‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬بها‭ ‬ضرائب‭ ‬عن‭ ‬الشركات‭ ‬أو‭ ‬الدخل‭ ‬أو‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬أو‭ ‬ضريبة‭ ‬الاستقطاع‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الأرباح‭ ‬الرأسمالية‭ ‬أو‭ ‬الدخل‭. ‬وبقيت‭ ‬تعرف‭ ‬بأنها‭ ‬بيئة‭ ‬جاذبة‭ ‬للمستثمرين‭ ‬ومجتمع‭ ‬منفتح‭ ‬يشجع‭ ‬بنشاط‭ ‬على‭ ‬بعث‭ ‬المشاريع‭ ‬الخاصة‭. ‬بل‭ ‬وتصدرت‭ ‬البحرين‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬دعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الخاصة‭. ‬ اللافت‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬معدلات‭ ‬دولية‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬مخزون‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬31‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬80‭%‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭. ‬وهي‭ ‬نسب‭ ‬تعادل‭ ‬ضعف‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬النسبة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭.‬ ومن‭ ‬أبرز‭ ‬المميزات‭ ‬التي‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬المستثمر‭ ‬الأجنبي‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بيئة‭ ‬مثالية‭ ‬توفيها‭: ‬السماح‭ ‬بملكية‭ ‬أجنبية‭ ‬كاملة‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭%‬‭ ‬لمعظم‭ ‬الأنشطة‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬وبذلك‭ ‬تعد‭ ‬الدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬بالحرية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات،‭ ‬كما‭ ‬تعتبر‭ ‬الدولة‭ ‬بأكملها‭ ‬منطقة‭ ‬حرة‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭.‬ أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬توافر‭ ‬قوة‭ ‬عاملة‭ ‬تتعامل‭ ‬باللغتين،‭ ‬وتمتلك‭ ‬مهارات‭ ‬عالية‭ ‬ومعرفة‭ ‬تقنية‭ ‬متقدمة‭. ‬وتعد‭ ‬البحرين‭ ‬مركزا‭ ‬لوجستيا‭ ‬متكاملا‭ ‬يضم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬مشغلي‭ ‬عمليات‭ ‬الشحن‭ ‬وشركات‭ ‬النقل‭ ‬المتطورة‭. ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬يبلغ‭ ‬معدل‭ ‬ضريبة‭ ‬الشركات‭ ‬0‭%‬،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أية‭ ‬ضرائب‭ ‬على‭ ‬الدخل‭.‬ وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالمستغرب‭ ‬أن‭ ‬تتسابق‭ ‬كبريات‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬أرضية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭ ‬الخصبة،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬الاستثمارات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استقطابها‭: ‬أمازون،‭ ‬مونديليز،‭ ‬آرلا،‭ ‬باسيف،‭ ‬آر‭ ‬أم‭ ‬إيه،‭ ‬مركز‭ ‬سيتي‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬وغيرها‭.‬ التوازن‭ ‬المالي دأب‭ ‬اقتصاد‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬والتحديات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬البرامج‭ ‬المدروسة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬والخروج‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر‭. ‬ في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2018‭ ‬أعلنت‭ ‬اللجنة‭ ‬الوزارية‭ ‬لشؤون‭ ‬المالية‭ ‬وضبط‭ ‬الإنفاق‭ ‬برنامجا‭ ‬حكوميا‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬المصروفات‭ ‬والإيرادات‭ ‬الحكومية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬يتضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬لخفض‭ ‬المصروفات‭ ‬وزيادة‭ ‬الإيرادات‭ ‬الحكومية‭ ‬واستمرارية‭ ‬التنمية‭ ‬ومواصلة‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمارات‭.‬ وشمل‭ ‬البرنامج‭ ‬مبادرات‭ ‬لتقليص‭ ‬المصروفات‭ ‬التشغيلية‭ ‬للحكومة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬كفاءة‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي،‭ ‬وطرح‭ ‬برنامج‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬لمن‭ ‬يرغب‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬الحكومة،‭ ‬وزيادة‭ ‬كفاءة‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬إيراداتها‭ ‬ومصروفاتها،‭ ‬وتعزيز‭ ‬كفاءة‭ ‬وعدالة‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬المباشر‭ ‬لمستحقيه‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تسهيل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحكومية‭ ‬وزيادة‭ ‬الإيرادات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭.‬‮ ‬ وخلال‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬تدشين‭ ‬البرنامج،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019‭ ‬أكد‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬نجاح‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‮»‬‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬بنسبة‭ ‬38‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬المصروفات‭ ‬الإدارية‭ ‬بنسبة‭ ‬14‭%‬‭ ‬وتحقيق‭ ‬مؤشرات‭ ‬مالية‭ ‬إيجابية‭ ‬مع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬‮«‬النمو‭ ‬الإيجابي‮»‬‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬نما‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬بنسبة‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬2008‭ ‬و2018‭.‬ واستمر‭ ‬نجاح‭ ‬البرنامج‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف،‭ ‬بل‭ ‬ووفقا‭ ‬للفريق‭ ‬الحكومي،‭ ‬فإن‭ ‬النتائج‭ ‬المتحققة‭ ‬حتى‭ ‬بدايات‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬كانت‭ ‬تفوق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرحلية‭ ‬الموضوعة‭. ‬ومع‭ ‬تحديات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬وعلى‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬تم‭ ‬تعديل‭ ‬هدف‭ ‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬لتؤكد‭ ‬البحرين‭ ‬بذلك‭ ‬قدرتها‭ ‬المستمرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬بنجاح‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬والتحديات‭ ‬الاقتصادية‭.‬ خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي شاهد‭ ‬آخر‭ ‬يثبت‭ ‬قدرة‭ ‬اقتصاد‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر،‭ ‬بل‭ ‬وتحويل‭ ‬التحديات‭ ‬إلى‭ ‬فرص‭ ‬وابتكارات‭. ‬ ففي‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وتنفيذا‭ ‬لتوجيهات‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬خلال‭ ‬كلمته‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الخامس‭ ‬لمجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب،‭ ‬أعلن‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬5‭ ‬أولويات‭ ‬هي‭: ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬واعدة‭ ‬وجعل‭ ‬المواطن‭ ‬الخيار‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬توظيف‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬بحريني‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتدريب‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬بحريني‭ ‬سنويا‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬تسهيل‭ ‬الإجراءات‭ ‬التجارية‭ ‬وزيادة‭ ‬فعاليتها‭ ‬لاستقطاب‭ ‬استثمارات‭ ‬مباشرة‭ ‬بقيمة‭ ‬تفوق‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬إطلاق‭ ‬مشاريع‭ ‬استراتيجية‭ ‬بقيمة‭ ‬تفوق‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬وتنمية‭ ‬القطاعات‭ ‬الواعدة‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬بنسبة‭ ‬5‭%‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وتعزيز‭ ‬مساعي‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هدف‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2024‭.‬ وبشهادة‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬والخبراء،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الإسهام‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬النمو‭ ‬الإيجابي‭ ‬للقطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬بالمملكة‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وزيادة‭ ‬تنافسية‭ ‬البحرين‭ ‬وجذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬التي‭ ‬يعود‭ ‬أثرها‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭.‬ مكانة‭ ‬دولية‭ ‬رائدة من‭ ‬حقنا‭ ‬أن‭ ‬نتساءل،‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬والمبادرات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خمسة‭ ‬عقود،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي؟ الجواب‭ ‬ببساطة‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أحرزته‭ ‬البحرين‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬اقتصادي‭ ‬لافت‭.‬ فطبقا‭ ‬لدليل‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لعام‮ ‬2006‮ ‬الذي‭ ‬تنشره مؤسسة‭ ‬التراث‮ ‬‭(‬Heritage‭ ‬Foundation‭)‬‮ ‬وصحيفة‭ ‬الوول‭ ‬ستريت،‭ ‬يعد اقتصاد البحرين‭ ‬الأكثر‭ ‬حرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‮ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وترتيبه‭ ‬عالميا‭ ‬هو‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرون‭.‬ ووفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لغربي‭ ‬آسيا‭ ‬يناير‭ ‬2006‭. ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬لديها‭ ‬أسرع‭ ‬اقتصاد‭ ‬نموًا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي ووفقا لمؤشر‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‮ ‬2011‭ ‬لدى‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأكثر‭ ‬حرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬وهو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأكثر‭ ‬حرية‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬بحسب‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬وأقر‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬اقتصادا‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬‮«‬الدخل‭ ‬المرتفع‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬2012‭ ‬اعتبر‭ ‬تقرير‭ ‬معهد‭ ‬فريزر‭ ‬السنوي‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البحرين‭ ‬الدولة‭ ‬الأكثر‭ ‬حرية‭ ‬اقتصادية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬كما‭ ‬اعتبرها‭ ‬الدولة‭ ‬السابعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية وصنفت‭ ‬البحرين‭ ‬الأولى‭ ‬عربيا‭ ‬والعاشرة‭ ‬عالميا‭ ‬كدولة‭ ‬مفضلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العمال‭ ‬الأجانب‭ ‬للعمل‭ ‬والعيش‭ ‬فيها‭ ‬وفقًا‭ ‬لمسح‭ ‬Expat‭ ‬Explorer‭ ‬HSBC‭ ‬لعام‭ ‬2012‭.‬ والبحرين‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬عربيًّا‭ ‬وإقليميًّا‭ ‬وفقا‭ ‬لمؤشر‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬هريتدج‭ ‬الأمريكية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ (‬1995‭ ‬–‭ ‬2014‭) ‬والـ13‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬حوافز‭ ‬تشريعية‭ ‬ومزايا‭ ‬وتسهيلات‭ ‬تجارية‭. ‬ كما‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬وفقا‭ ‬لاستطلاع‭ ‬إنتر‭ ‬نايشنز‭ ‬إكسبات‭ ‬إنسادير‭ ‬2015‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬وجهة‭ ‬للمغتربين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ وصنفت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬عالميًّا‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المدن،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التدفقات‭ ‬الدولية‭ ‬الأكثر‭ ‬كثافة‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬ورأس‭ ‬المال‭ ‬والكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬والمعلومات‭ ‬مقارنة‭ ‬بنشاطهم‭ ‬واقتصادهم‭ ‬الداخلي‭.‬ واحتلت‭ ‬البحرين‭ ‬المرتبة‭ ‬التاسعة‭ ‬عالميًّا‭ ‬باعتبارها‭ ‬الوجهة‭ ‬المفضلة‭ ‬للوافدين،‭ ‬ضمن‭ ‬استطلاع‭ ‬بنك‭ ‬‮«‬اتش‭ ‬اس‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭ ‬العالمي‭ ‬عام‭ ‬2016‭. ‬وصنفت‭ ‬الوحيدة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬المراتب‭ ‬العشر‭ ‬الأولى‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬جودة‭ ‬المعيشة‭ ‬وبيئة‭ ‬العمل‭ ‬والحياة‭ ‬الأسرية‭.‬ وجاءت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الرأسمالية‭ ‬والتصنيفات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تقارير‭ ‬‮«‬ممارسة‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية‮»‬،‭ ‬و«التنافسية‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬و«التنمية‭ ‬البشرية‮»‬‭. ‬وفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬كونواي‭ ‬2017‭. ‬ كما‭ ‬احتلت‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬عربيا‭ ‬بمؤشر‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬لعام‭ ‬2018‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬والـ47‭ ‬عالميًّا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬157‭ ‬دولة‭.‬ واحتلت‭ ‬البحرين‭ ‬المرتبة‭ ‬15‭ ‬عالميًّا‭ ‬ضمن‭ ‬أكثر‭ ‬المنظومات‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بوجود‭ ‬كفاءات‭ ‬وطنية‭ ‬مؤهلة،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬التقرير‭ ‬العالمي‭ ‬للمنظومة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناشئة‭ ‬لعام‭ ‬2019‭.‬ ووفقًا‭ ‬لمؤشر‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لعام‭ ‬2020‭. ‬تمتلك‭ ‬البحرين‭ ‬رابع‭ ‬أكثر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬حرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وهي‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬63‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الحر‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬ وواصلت‭ ‬البحرين‭ ‬حصد‭ ‬المراتب‭ ‬المشرفة‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية،‭ ‬ومن‭ ‬أحدث‭ ‬تلك‭ ‬الإنجازات‭:‬ حلَّت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وخلق‭ ‬الوظائف‭ ‬بحسب‭ ‬مؤشر‭ ‬FDI‭ ‬Intellingce‭ ‬كما‭ ‬حلَّت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الجاذبية‭ ‬المالية‭ ‬بحسب‭ ‬مؤشر‭ ‬‮«‬أيرنيك‮»‬‭.‬ وتصدرت‭ ‬المملكة‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬أعلى‭ ‬حصة‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬وذلك‭ ‬وفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬fDi‭ ‬Intelligence‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬السياحة‭ ‬2021 وحصلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬توافر‭ ‬الكفاءات‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬البرمجة‭ ‬الحاسوبية‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬اتجاهات‭ ‬أسعار‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬والذي‭ ‬يصدره‭ ‬سنويًّا‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬للاتصالات وأيضا‭ ‬حلَّت‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬المؤشر‭ ‬الفرعي‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬ضمن‭ ‬مؤشر‭ ‬OCO‭ ‬GLOBAL‭ ‬للابتكار‭ ‬2021 فيما‭ ‬صنفت‭ ‬البحرين‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬ضمن‭ ‬أعلى‭ ‬30‭ ‬دولة‭ ‬بالعالم‭ ‬في‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭.‬ ‭*‬‭ ‬‮«‬ألبا‮»‬‭.. ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الألمنيوم‭.‬ ‭*‬‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬للنمو‭ ‬الشامل‭.‬ ‭*‬‭ ‬تنمية‭ ‬اقتصادية‭ ‬شاملة‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬فلسفة‭ ‬طموحة‭ ‬ورؤية‭ ‬استشرافية‭ ‬واعية‭.‬ ‭ ‬       ‭  ‬    

مشاركة :