البحرين.. أدام الله عزك ومازلت على العهد

  • 12/16/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نادية التركي: منذ زيارتي الأولى قبل حوالي 10 سنوات..أحسست أن مملكة البحرين «غير». سكينة و إحساس بالأمان، حب وحلم كبير يتقاسمه أهل «الديرة» الذين تجمعهم دار واحدة. الأمن أولا..والمحبة والصدق والخيروالكرم، شعب واحد متحد يعمل من أجل وطن عزيز عليهم بمعزة الأم والولد، ولم أر هذا في بلد آخر ...وأتحدى. البحرين بلد اللؤلؤ ولؤلؤة الخليج المتفردة، بشعبها بطيبته بعزه وولاءه للقيادة التي يثق بهاىوبقراراتها التي حفظت أمنه وسلامته رغم كل الأعاصير والتغيرات التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية في السنوات الأخيرة. البحرين قيادة وأمنا حرصت على أن تمتص كل احتمالات الضرر، من أجل حياة ليس كريمة وأمنة فحسب، بل أبعد من ذلك...حياة سعيدة مليئة بالأحلام والطموح في ظل الراحة والسكينة. أما المستقبل فأراه مشرقا، رحبا وأفضل للأجيال المقبلة،خاصة مع مواكبة الدولة وقياداتها لكل المتغيرات التي يمر بها العالم عموما، والتحديات التي تمر بها المنطقة خصوصا. احتفالات أهل «الديرة» بأعيادهم الوطنية، والتهاني المتبادلة بين الجميع بلا استثناء، رغم محاولة أعداء مملكة البحرين اللعب بأوراق مكشوفة، كل هذا أطفأته الألعاب النارية التي ملأت سماء البحرين فرحا ، وأغاني الفرح التي دوت في أركانها بأصوات سنية وشيعية وحدها حب الوطن قيادة وشعبا. وبمناسبة الأعياد الوطنية التي كان من حسن حظي أن أكون من المحتفلين بها هذا العام أردت أن أرفق مقالا كنت قد نشرته في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية منذ سبعة أعوام. وما أزال على العهد و»أحب البحرين جدا ..فهل تسمحون؟» قطعت مجتمعاتنا مراحل «صعبة» لتحرر «الحب»، وليصبح من الأسهل لفظه، ولكن ليس بشكل مباشر بل عبر قنوات افتراضية - حتى الساعة -، لنقع في أزمة جديدة، هي أزمة التعبير عن الإعجاب ببلد ما، أو التحمس لقائد تعجبنا الكاريزما السياسية له. فيحسب علينا «نفاقا» ونصنف مع المتملقين، إذا لفظنا أننا نحب بلدا ما أو زعيما ما، وللأسف فالأمر جائز ولنا كل الحرية في الإفصاح عن مشاعرنا تجاه الأجانب سواء كانوا أشخاصا أو بلدانا. لكن إذا قلنا إننا نحب بلدا ما، أو نحترم قائدا ما في البلاد العربية تنطلق نحونا سهام من الشكوك والتساؤلات خاصة عن ثمن هذا الحب. في يوم ما ومنذ نحو ثلاث سنوات، تغيرت حياتي، عاد الدفء إلى قلبي بعدما فتحت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي آل خليفة، باب البحرين على مصراعيه، ودعتني لأرى بنفسي بلادها، لكني لم أكن أمينة وعدت بعد زيارتي الأولى، وأنا أشعر أني أنتمي لتلك الديرة الطيبة، وأنها ليست بلد البحرينيين وحدهم بل بلدي أيضا «آسفة» وأتمنى أن تكون سرقتي مشروعة.! أحببت البحرين، على صغر مساحتها، أحسست أنها أكبر من كل هذا العالم رحابة.. صدور أهلها المفتوحة، هدوء طباعهم، طريقة سيرهم، حديثهم، طريقة كلام أهل المحرق، وكرم كل من رأيت شدني، وشدني.. أحب الأصدقاء إلى قلبي أصبحوا هناك، وشوقي لا ينتهي، وتسكنني السكينة كلما لامست قدمي أرضها. رأيت من أهلها بمختلف طوائفهم - ولأني «كنت أجنبية» لم ألحظ الفروق في طريقة الكلام، أو اختلاف الأسماء أو الأسماء العائلية - كل الخير، كانت نفس الطباع تجمعهم، ونفس درجة الصوت ارتفاعا، ونفس نسق السير، ولم أر فرقا بين بحريني وآخر. تعلق قلبي بها، ولا أجد أسبابا للأزمة، ولا مبررات لتواصلها.. جزيرة اللؤلؤ لا يمكن إلا أن تكون مملكة، أراها ضحية للأوضاع في المنطقة، وعلى الرغم من الاستقرار الدائم تجتمع أيادي الشر الخارجية من وقت لآخر، لتحرك دمى سوداء صنعتها داخل المملكة، تخرجهم للشوارع تعرضهم وغيرهم للخطر تحرقهم، وتغسل عقول أطفالهم لتملأها بالحقد بدل الخير، وتسرق منهم براءتهم. أتمنى أن ينظر كل بحريني حوله، أن يرى الحب الذي يحيط به، إنه أوسع من البحر، أن يفكر بعقله في الأوضاع السياسية، والإصلاحات التي كانت استثنائية في البلاد، أن يخرجوا من دور الضحية ويعلموا أنهم يستعملون. اطلب من إخواني أن ينظروا إلى «الثورات» وما خلفتها من حرائق ما زالت مشتعلة تحرق كل ما حولها ومن حولها، ليعلموا أن «الربيع» كان كذبة الخريف عليهم. ديرتي، مملكتي الجميلة، كلما فكرت فيها أتحول إلى طفلة على رأسها طوق من الياسمين. أحب البحرين.. جدا، فهل تسمحون؟ دامت البحرين ديرة للفرح..وأدام الله عزها.

مشاركة :