أعلنت السعودية ومصر، الخميس، توافقهما على ضرورة العمل العربي المُشترك وحل أزمات المنطقة ودعم الدول الوطنية وأمن شعوب المنطقة واستقرارها. وأصدرت لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين مصر والسعودية بيانا أكدت على تعزيز آفاق التعاون الثنائي بينهما في المجالات كافة، تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي. وذكرت الخارجية المصرية أن اللجنة المشتركة انعقدت الخميس، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي وسامح شكري وزير الخارجية المصري، بعد أن سبقها عدد من الاجتماعات على مستوى كبار المسؤولين، شارك فيها مساعدو وزيري الخارجية من الجانبين، وناقشوا خلالها عددًا من القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك تمهيدًا للقاء وزيري خارجية البلدين. واستعرض الجانبان العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين على الأصعدة كافة، وأشادا بما تم تحقيقه بين الجانبين من تعاون وتنسيق في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، بما يعزز أمن واستقرار البلدين الشقيقين ويدعم مصالح شعبيهما. وأظهرت المشاورات توافق وجهات نظر ورؤى البلدين الشقيقين إزاء العديد من القضايا والأزمات التي تمر بها المنطقة والعالم، بشكل أكد عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربطهما، واتفاق إرادتهما السياسية الجادة في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وناقش الجانبان الأوضاع في المنطقة، واتفقا على أهمية استمرار تنسيق جهودهما من أجل دعم الدول الوطنية وأمن شعوب المنطقة واستقرارها، وأكدا في هذا الصدد أهمية العمل العربي المشترك، ودور جامعة الدول العربية في إطار تدعيم آليات العمل العربي المشترك وفي حل أزمات المنطقة وفق القرارات الدولية ذات الصلة ووفق مبادئ القانون الدولي. وأكد الجانبان أهمية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، وأن الحل العادل والشامل لها يتطلب إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنادًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وشدد الجانبان على أن الأمن العربي كلٌ لا يتجزأ، وعلى أهمية العمل العربي المشترك والتضامن العربي الكامل للحفاظ على الأمن القومي العربي، بما لدى دوله من قدرات وإمكانات تؤهلها للاضطلاع بهذه المسؤولية، وهي مسؤولية تقع على عاتق كل الدول العربية، وتضطلع بها كل من مصر والمملكة العربية السعودية في إطار عملهما المستمر لدعم أمن واستقرار المنطقة. في السياق نفسه، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الخميس، إن المملكة تجمعها مع مصر علاقات قوية وراسخة، مشيرًا إلى وجود تعاون وتنسيق مع مصر في الملفات كافة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي في القاهرة لوزيري الخارجية المصري سامح شكري والسعودي فيصل بن فرحان في القاهرة. وأضاف بن فرحان بالقول: «نشدد على ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا»، فيما شدد شكري بالقول: «أكدنا في اجتماعنا أهمية إجراء الانتتخابات الليبية دون تأخير»، مؤكدًا أن «استقرار ليبيا أمر ضروري». وعن إيران، قال وزير الخارجية السعودي: «أكدنا أهمية عدم امتلاك إيران للسلاح النووي». وأضاف: «لم تحدث لقاءات أخرى مع الجانب الإيراني باستثناء الأربعة الذين أعلن عنهم سابقا، ونحن منفتحون لاستمرار الحوار». من جهته، قال وزير الخارجية المصري إن «علاقة خاصة واستراتيجية تربطنا مع السعودية»، مشددًا بالقول: «نعمل بشكل وثيق مع السعودية لتحقيق أمن واستقرار المنطقة». وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري استقبل، الخميس، وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بمقر وزارة الخارجية، تمهيدًا لانعقاد اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين مصر والسعودية. وتبادل الجانبان الرؤى بشأن القضايا الإقليمية والدولية المُلحة ومواقف البلدين إزاء كل ما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، كما بحثا سبل مواصلة تعزيز أطر التعاون الثنائي في إطار العلاقات الاستراتيجية الوطيدة بين البلدين. وفي هذا الصدد، أشاد الجانبان بالاجتماع الأخير بين وزراء خارجية مصر ودول مجلس التعاون الخليجي، وأكدا أن هذا الاجتماع هو خطوة عملية هامة نحو وضع إطار مؤسسي للعلاقات المصرية - الخليجية، تتيح دورية عقد الاجتماعات بين الطرفين على مستوى وزراء الخارجية وكبار المسؤولين.
مشاركة :