تعدّ منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو"، إحدى وكالات منظمة الأمم المتحدة، هدفها الإشراف على المبادئ والترتيبات المعنية بالطيران المدني الدولي، بما يضمن تطوّره على نحو آمن ومنظّم، ويحقق إنشاء خطوط دولية للنقل الجوي على أساس تكافؤ الفرص واستثمارها بطريقة اقتصادية وسلمية. وتضطلع "الإيكاو" بالنهوض بصناعة النقل الجوي كمحرك رئيسي للاقتصاد العالمي وتسعى لتحقيق النمو المستدام للطيران المدني الدولي بهدف العمل على تطوير المبادئ والقواعد الفنية المتعلقة بالملاحة الجوية الدولية، ودعم تخطيط وتطوير النقل الجوي الدولي، وتشجيع تقدم الطرق الجوية، والمطارات، وتسهيلات الملاحة الجوية المعدة للطيران المدني الدولي. وتتقدم المملكة ضمن مرشحي الكتلة العربية في الانتخابات التي سوف تعقد في الرباط أثناء انعقاد الجمعية العامة الاستثنائية في نهاية شهر مايو 2022م، إذ تلتزم الدول الأعضاء في التكتلات الإقليمية أدبياً بتبادل الدعم والتأييد مع نظرائهم في الكتل الأخرى. وإذا كانت المملكة ضمن مرشحي الكتلة العربية؛ فإن نسبة فوزها بمقعد في مجلس الإيكاو ستكون عالية جداً، وهذا يوضح أهمية أن تكون المملكة ضمن مرشحي الكتلة العربية ضمن الانتخابات، وذلك يضمن بنسبة كبيرة دعم ترشيح المملكة, أما فيما يخص باقي الدول غير المنضوية تحت أي تكتل فيتم تبادل الدعم معهم بشكل ثنائي. وتبرز أهمية أن تكون المملكة ضمن مرشحي الكتلة العربية بمقعد في مجلس الإيكاو عن طريق الترشح من خلال التكتل الإقليمي لعدة اعتبارات أبرزها: قدرة المملكة على حماية المصالح العربية في مجال الطيران المدني من منطلق مكانتها السياسية والاقتصادية الدولية. وتأتي المملكة ضمن دول الـ 20، وصاحبة أكبر إقليم معلومات طيران في الإقليم (FIR)، وتقوم بتقديم خدمات ملاحة جوية تربط بين قارات العالم الثلاث (آسيا وأفريقيا وأوروبا)، وهو ما يتوافق مع تعريف منظمة الإيكاو لدول الفئة الثانية للمجلس، إضافة إلى أن المملكة هي أكبر سوق حقيقي للنقل الجوي في الإقليم ويدعمه وجود 29 مطاراً منتشرة على مساحة المملكة الكبيرة. وتقدم المملكة خدمات البحث والإنقاذ في منطقة الشرق الأوسط عن طريق الأقمار الصناعية (COSPAS-SARSAT)، ولديها أكاديمية تدريب معتمدة من قبل منظمة (الإيكاو)، وضمن برنامج "TRAINER PLUS"، وقيامها بشكل دائم بتقديم مقاعد تدريبية مجانية للدول العربية والأفريقية، ودعماً لخطط (الإيكاو) في إقليم الشرق الأوسط من خلال أخذ المبادرة لوضع خطة إقليمية لأمن وتسهيلات الطيران في الإقليم (إعلان الرياض – مارس 2019)، وسيتبعه مؤتمر خر في الربع الأول من عام 2022م لمتابعة سير مخرجات إعلان الرياض، ومناقشة أبرز التحديات التي تواجه قطاع النقل الجوي الدولي. وتستضيف المملكة وتتكفل بتشغيل مقر المنظمة الإقليمية للسلامة الجوية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA-RSOO)، والبرنامج التعاوني لأمن الطيران لإقليم الشرق الأوسط (CASP-MID)، ودعمها دائماً لمبادرة (الإيكاو) "عدم ترك أي بلد وراء الركب" (NCLB) من خلال دعم برامج سلامة وأمن وتسهيلات الطيران المدني في الدول العربية ودول أفريقيا والمحيط الهندي من خلال المساهمات المالية والفنية وكان آخرها تبرع خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- بمبلغ مليون دولار أمريكي عام 2016م ومليون دولار أمريكي عام 2019م وخمسين ألف دولار أمريكي عام 2021م لدعم هذه المبادرة. ومع التحديات التي فرضتها جائحة كورونا والمتعلقة بالصحة العامة والتأثيرات التشغيلية والاقتصادية على صناعة النقل الجوي حول العالم، وأفريقيا والشرق الأوسط بشكل خاص استطاعت المملكة ومن مكانتها الريادية في تحقيق التحول الرقمي من خلال الجواز الصحي الرقمي وربطه مع منظمه (أياتا)، من خلال الدعم السخي لقطاع الطيران المدني وإنعاشه مما أسهم بشكل مباشر في تسهيل إجراءات السفر والتحقق من أهلية المسافرين الصحية حسب أفضل الممارسات الدولية لتشريعات الطيران المدني لحماية حقوق المسافرين وأصحاب المصلحة، وإنعاش قطاع الطيران.
مشاركة :