مجلس أوراف الأدبي يكرّم أ.د.محمد بن مريسي الحارثي

  • 12/16/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بحضور نخبة من مثقفي الوطن، كرّم مجلس أوراف الأدبي بالرياض لصاحبه أ.د.فواز بن عبدالعزيز اللعبون يوم الخميس الماضي (5جمادى الأولى1443هـ/ 9 ديسمبر 2021م) الأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي أستاذ الأدب والنقد في جامعة أم القرى، وعميد كلية اللغة العربية بالجامعة سابقًا، وعضو مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي سابقًا، وأحد الفاعلين المؤثرين في الساحة الثقافية. وقد أدار الحفل الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحيدري، ومما قال: نيابة عن راعي مجلس أوراف الأدبي الأستاذ الدكتور فواز بن عبدالعزيز اللعبون أرحب بكم أجمل ترحيب، وأتقدم له بجزيل الشكر على استضافاته الثقافية والاحتفائية ضمن برامج مجلسه الوارف، ويسرني أن أرحب باسمكم جميعًا بضيفنا الكريم المحتفى به الأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي، شاكرين له تلبية الدعوة لحضور برنامج التكريم. ثم ألقى صاحب مجلس أوراف أ.د.فواز بن عبدالعزيز اللعبون كلمة ترحيبّية، ومما قال: “لن أقول لا أدري ماذا أقول، لكني أقول: يَعجِز البيان عن وصف سعادتي بكم، ووصف ما أكنه من مشاعرِ سرورٍ وحبور بهذا الاجتماع النبيل الذي شرفتموني فيه بقبول الدعوة، وبإضاءته بأرواحكم الوضيئة، ووجوهكم المضيئة، أعلام كبار السن والقدر تركوا شواغلهم في ليلة خميسية يلتف حولهم فيها أبناؤهم وأحفادهم، وأبوا إلا أن يكرمونا باللقاء، وأعلام أفذاذ جاؤوا من أقصى المدن متكبدين عناء السفر، ليسفروا في مجلسنا بدورا، ويملؤوا صدورنا حبورا، وما أعلم أحداً ضرب أكباد الإبل وسافر إلا إذا كان الحُبُّ حاديَه، فيا لفخري حين يحدوكم إليّ رسيس الصدق والإخاء، وأصدقاءُ نبلاء وقفوا معي في صغير الأمر وكبيره، وخففوا عني أعباء الإعداد، وأشعروني أنني مدعو مثلُكم، وكفوني كل شيء، ولعراب اجتماعنا الأغر أستاذِ الجيل الجليل، والناقدِ المفكر، والرمزِ الشامخ في مشهدنا النقدي، سعادة الأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي كلُّ الحب والإجلال إذ قبل تكريمنا له، واعترف بأننا تلاميذه، فأنالنا بذلك أقوى الشهادات”. ثم ألقى أ.د.ظافر بن غرمان العمري أستاذ البلاغة والنقد بجامعة أم القرى ورقة عنوانها “د.محمد بن مريسي الحارثي: الأكاديمي والناقد” تناولت اثنين من مؤلفات الشخصية المكرّمة، وهما كتابان يمثّلان مجالين أحدهما نقديّ وهو كتاب “الاتجاه الأخلاقيّ في النقد إلى نهاية القرن السابع”، واستعرضت الورقة حديث الكتاب في الفصلين الأوّلين عن كلّ من الأدب، ثمّ النقد عند العرب بوصفها مدخلا لصلب الكتاب وهو الفصل الثالث؛ ثمّ بيّنت الورقة المدخل الأخلاقي في النقد عند العرب ثمّ في عصور الإسلام المتتابعة، وأثر التفكير الدينيّ، وخطاب الوحي في ترسيخ القيم الأخلاقيّة لدى الشعراء، وما تلا ذلك من جدل حول علاقة الشعر بالرؤية الدينيّة متناولا مقولة: “الشعر بمعزل عن الدين”، وما طرحه الأدباء، والعلماء، والفلاسفة من آراء حول علاقة الأخلاق بالفنّ الشعريّ. وتناولت الورقة الكتاب الآخر وهو كتاب: “في أصول الحداثة العربيّة” الذي يمثّل رؤية فكريّة عن الحداثة حين كان الخطاب الأدبيّ مهتمّا بالحوار حول حقيقة الحداثة، وأثر الاختلاف حولها على المشهد الثقافيّ، إذ يطرح المؤلّف رؤية تأصيليّة لمصطلح الحداثة، وصلته بالتنزيل، وبالوحي في جانبيه القرآني والحديثيّ، وكيف أنّ القرآن نص تجديديّ مُحدث نزل لتغيير ثقافة المجتمع الوثنيّ ثمّ لازم الثبوت، فهو ليس كالتجديد والتحديث الذي دعا إليه أدونيس، فإذا كان الخطاب المكّي يغيّر مفاهيم المجتمع الوثنيّ، وبنية العقل العربيّ فإنّه بعد ذلك يتّصف بالثبات ولا يقبل التحوّل مخالفًا بذلك الحداثة الغربيّة التي سرعان ما تتحوّل، فليس لفعلها التحديثي صفة الثبوت. واستعرضت الورقة الخطاب التنويريّ العربيّ بعد عصر النهضة، والصراع بين تيّارين أحدهما محافظ، والآخر وجهته للحداثة الغربيّة، ودعا الكتاب إلى الأخذ بالتجديد من منطلق الخطاب الثبوتيّ المكي. بعد ذلك فُتح المجال للمداخلات، فشارك عدد من الحضور، ومنهم: أ.د.ناصر بن سعد الرشيد، ود.محمد الربيّع، ود.حمد السويلم، ود.حسن بن حجاب الحازمي، ود.عبدالله بن إبراهيم الزهراني، ود.متعب المحفوظ الغامدي، وعبدالمحسن الحارثي. كما شارك بعض الشعراء بقصائد، ومنهم: د.عادل بن أحمد القالي، وصالح العمري، ود.عبدالرحمن العتل، ود.متعب المحفوظ. وفي ختام الحفل كرّم الشيخ عبدالعزيز اللعبون وابنه راعي المجلس د.فواز اللعبون المحتفى به أ.د.محمد بن مريسي الحارثي بدرع أوراف الأدبي، ثم قدمت بعض الهدايا من النادي الأدبي بالرياض، ومن جمعية الأدب العربي، ومن لجنة الخرج الثقافية للشخصية المكرّمة، ثم منح أعضاء اللجنة الاستشارية لمجلس أوراف، وهم: (د.ظافر العمري، ود.عبدالله الحيدري، ود.صالح المحمود) ومقدم الحفل (د.عبدالعزيز الحيدري) شهادات شكر وتقدير، والتقطت الصور التذكارية.

مشاركة :