توليفة فنية رائعة من الأحاسيس تمتزج في أعمال الفنانة الفوتوغرافية نوير الهاجري، التي شكّلت موهبتها في الرسم بداية انطلاقتها لتقديم لقطات عبر قراءة تفاصيل الحياة ومن ثم توثيق جمالياتها.وتنطلق الصورة لتروي قصة أو حدثاً، وتدوِّن الكثير من المحطات التي تتوقّف عندها عدستها، كاشفة علاقة الإنسان بمحيطه وبيئته، ومدى قدرته على تطويع مفرداتها. تعتبر نوير الهاجري أن للفن لغة يستخدمها الفنان في التعبير عن مشهد ما أثّر فيه، ليتفاعل معه بأسلوب فني محاولاً أن ينقل الفكرة والكثير من الأمور قد تستوقفه بطريقة أكثر عمقاً ودقة، لتكوين مادة غنية في استعراضها وتوثيقها. وذكرت أن شغفها بالرسم وتعلّقها به، جعلها أكثر قدرة على النظر بعمق في الزوايا والتفاصيل، ومن هنا خاضت مجال التصوير، وهو جزء من الفنون ويحتاج إلى نظرة فاحصة لاقتناص المشهد برؤية فنية وبعدسة رقمية، تجعل من الصورة حكاية ولوحة تشكَّلت بإحساس. وحول تجربتها في التصوير أوضحت الهاجري أن المجال فيه متعة، والمصوِّر متجدد دائماً ويسعى إلى تطوير مهارته ومواكبة آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في عالم معدات التصوير، حتى يستطيع تحويل فكرته إلى عمل فني غير تقليدي. وقالت: أنا منتسبة إلى عدة منظمات وجمعيات تصوير، تساعدني على الاحتكاك بعدد من المصورين والقيام برحلات تصوير تجعلني أكثر جرأة في التعاطي مع المواضيع من حولي. ومن الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية التي انتسبت إليها كعضوة، جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، منظمة الفياب العالمية، الجمعية الأميركية والجمعية العالمية للتصوير GPY. ولفتت الهاجري إلى أنها تميل إلى تصوير وجوه الناس وعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم الاجتماعية، وكذلك تصوير الطبيعة لأنها تنقل لنا جمالها وتجعلنا نتأمل فيها أكثر. وترى أن التراث مادة غنية من الضروري إظهارها للعلن، وتعريف الثقافات الأخرى بمكوِّناتها وطقوسها، ونقلها للأجيال المقبلة التي تواجه التمدن والعولمة، مع ربط هذه الأفكار بها من خلال الصور التي تقدم معلومات غزيرة بإيجاز تام. وشرحت أنها تهوى إظهار الملامح ونقل ثقافة الأماكن التي تزورها، من خلال تصوير الحرف والمهن التقليدية والمعالم الأثرية. حقّقت الهاجري الكثير من الإنجازات خلال مشوارها الفني، منها المركز الأول في مهرجان رأس الخيمة للفنون 2020، وحصولها على عدة جوائز محلية ودولية، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من الفعاليات والمعارض مع جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، كان آخرها معرض سلطنة عمان في قلب الشارقة، الذي ضم 20 عملاً لها، عن عادات وتقاليد السلطنة وشعبها الأصيل، ومعرض حكاية 2 في المملكة العربية السعودية. وتتطلّع الهاجري إلى رفع اسم الإمارات عالياً من خلال صورها التي تنقل الواقع بتفاصيله. تميل الفنانة إلى تصوير الصحراء والتمازج بين الإنسان والمكان
مشاركة :