استخدام الكريستال في تزيين المنزل يبدو فكرة قديمة، ولكن الاستخدامات والأشكال المتعددة التي طرأت عليه في السنوات الأخيرة جعلته يواكب العصر ويحافظ على عرشه، ومكانته المميزة بين أنواع الديكور الأخرى، خصوصاً أن الكريستال يضفي على المنزل إطلالة خاصة وبراقة توحي بالرقي والأناقة والفخامة في ذات الوقت، وتكسب أهل البيت شعور بالزهو والتباهي لاقتنائه؛ فالكريستال يضيء المكان من حوله بكل ألوان الطيف فيداعب العيون ويخطف العقول ببريقه الأخاذ، ويرضي جميع الأذواق باستخداماته المختلفة التي تصلح لكل ركن بالبيت. عن بداية علاقتها بالكريستال، تقول دعاء عبد الرحمن، مدرسة في إحدى المدارس الخاصة بدبي: تعلمت قيمة الكريستال من أمي وجدتي، فأمي كانت تمتلك العديد من قطع الكريستال، مثل الثريات والأكواب، وكانت تحرص دائماً على صيانتها وتلميعها والمحافظة عليها، وكانت أكواب الكريستال تعتبر شيئاً ثميناً جداً لا يستخدم إلا للضيوف ومن هنا تعودت أن أقتني الكريستال وأستخدمه في أشكال الديكور التي تتناثر في كل ركن. وتضيف: من أحب القطع الموجودة التي لا يمكن استبدالها بمنتج آخر هي الثريات ووحدات الإضاءة بشكل عام، فالكريستال يضفي عليها تألقاً وجمالاً، وتكسر الإضاءة على قطع الكريستال يجعله يشع بألوان متنوعة وكأنه قطع من الألماس. وتنوع رباب حويت، موظفة بأحد البنوك في الشارقة، استخدامات الكريستال في بيتها، فهو لم يقتصر على الثريات فقط، لكنه امتد ليشمل أشياء كثيرة. تقول: استخدام الكريستال في الديكور لم يعد قاصراً على النجف والثريات والكاسات وأواني الزهور، إلا أنه امتد ليشمل قطعاً وأشكالاً مختلفة واستخدامات متعددة. فمن أحدث صيحات الكريستال استخدامه في صناعة الستائر، إذ تتميز تلك الستائر المرصعة به بالذوق والفن والحداثة وتضفي طابعاً راقياً وأنيقاً على المكان بأكمله، وكلما زارتني إحدى صديقاتي أشادت بأناقة وذوق الستائر في غرفة الاستقبال عندي. وأنا أعتبره من لمسات الديكور الجميلة والمميزة التي أفخر بها في منزلي. تتذكر حصة حمد، ربة بيت بالشارقة، بدايات حبها للكريستال، قائلة: كان لعشق قطع الكريستال قصة معي، فأول مرة أقتني قطعة منه كانت هدية من إحدى صديقاتي التي تعيش في أمريكا، وكانت تؤثث منزلها هنا في دبي، واصطحبتها لشراء المقتنيات ومستلزمات الديكور، فوجدتها تبحث دائماً عن وسائل الإضاءة المصنوعة من الكريستال، إلى جانب القطع والمجسمات التي تزين الأركان، وحتى إكسسوارها الشخصي كانت تفضله من الكريستال. تضيف: أعتقد أن صديقتي تلك، نقلت لي حب الكريستال، فرأيت تعدد استخداماته وألوانه والتنوع الكبير الذي يحدث لشكل القطعة لمجرد اختلاف درجة وشدة الإضاءة التي تتعرض لها، وأصبحتُ كلما أتيحت لي الفرصة لشراء قطعة ديكور أفضل شراء الكريستال، فهو يصلح أيضاً كهدية فاخرة لصديقاتي ومعارفي، ويعطي لمسة خاصة وإضافة براقة لأي مكان يوضع فيه. رويدا المهيري، تتباهي بقدرتها علي تطويع خرز الكريستال وتحويله لقطعة فنية فريدة من إبداعها. تقول: أصنع قطع ديكور من الكريستال بيدي، فأنا أحب أن استخدم خرز الكريستال في نسج مفارش المائدة بتشكيلات مميزة وأنيقة وبألوان براقة وفاخرة لا ينطفئ بريقها مع السنين والأيام. ويمكن استخدام خرز الكريستال في صناعة أغطية علب المحارم الورقية أو أشياء متعددة ومبتكرة من المصنوعات اليدوية كأن تصنع قاعدة من الكريستال لبعض الأكواب الزجاجية أو الشموع الملونة وكبيرة الحجم وتصبح هذه الأشياء البسيطة في فكرتها والغالية في قيمتها مصدر بهجة وأناقة وتميز داخل المنزل. وتلك المصنوعة بيدي لا يمكن أن أجد لها مثيلاً في مكان آخر، فهي تحمل جزءاً من شخصيتي ولمسة من الرقي والتفرد والروعة لا يضاهيها نوع آخر. تعشق أريج الحسواني، مصممة الديكور، الطابع الذي يضفيه الكريستال على المكان، فتقول: الكريستال من عناصر الديكور ذات الطابع الكلاسيكي، الذي عاد ليُستخدم بكثرة وبطرق مبتكرة ومتنوعة في الديكور الحديث. من الناحية الكلاسيكية كان أهم أنواع الكريستال هو المورانو الذي يصنع في مدينة فينيسا الإيطالية، إلى منطقة شرق أوروبا التي اشتهرت بصناعة الكؤوس وأواني المائدة الكريستالية، وعرفت بالكريستال البوهيمي. وكانت صناعة الكريستال بالطرق التقليدية تتطلب مهارة فائقة للحفاظ على نقاوة القطع وشفافيتها ونوعية الألوان التي تنعكس على سطحها. وأهم القطع التقليدية التي يدخل فيها الكريستال هي الثريات ووحدات الإضاءة بما فيها الشمعدانات والأواني بأنواعها سواء تلك التي تستخدم في تناول الطعام أو المزهريات. وتضيف: غالباً ما كان الكريستال يستخدم في التطعيم، فمن الصعب الحصول على قطع كبيرة الحجم مصنوعة بأكملها من الكريستال بالطرق التقليدية لأن ذلك يتطلب قدرة فائقة من الصانع. لكن السنوات الأخيرة حدثت فيها ثورة صناعية فيما يتعلق بطريقة التصنيع بكميات كبيرة وتقطيعه باستخدام الليزر للحصول على أسطح مصقولة مثل قطع الألماس، فضلاً عن تقنيات لصق قطع الكريستال معاً التي جعلت من السهل ابتكار أشكال مختلفة ومتنوعة. فأنا شاهدت في معرض للديكور بالصين تمثالاً على شكل حصان ارتفاعه نحو متر، مصنوعاً بالكامل من الكريستال. هذا النوع من المصنوعات كان من الصعب جداً الحصول عليه بالطرق التقليدية ولكنه الآن أصبح ممكناً وبأسعار معقولة نسبياً صحيح أن درجة النقاء ودقة الصنعة لا يمكن أن تقارن بالأنواع الأوروبية العريقة مثل المورانو أو البوهيمي، ولكن استخدام الليزر في القطع والصقل وحسن استخدام الإضاءة وتوظيفها، يجعل من الصعب على غير المتخصص أن يدرك الفارق بين الأنواع المصنوعة تجارياً بطريقة آلية والقطع المصنوعة يدوياً بشكل فاخر. وبالتالي أصبح من النادر أن ندخل بيتاً لا يتضمن بعض القطع المصنوعة من الكريستال سواء كانت تحفاً صغيرة في حجم اليد أو قطعا أكبر تستخدم للإضاءة أو في مجالات أخرى.
مشاركة :