أسئلة تنتظر الاجابة في البطولة الختامية لموسم محترفي التنس

  • 11/13/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

طه محمد. القاهرة، 13 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): عندما يجتمع أفضل ثمانية لاعبين من محترفي التنس في الموسم في بطولة واحدة، يرتفع سقف الإثارة والتوقعات، ومعه أيضا التساؤلات التي تدور في أذهان عشاق الكرة الصفراء. وبالتأكيد يستأثر الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول عالميا، بجانب كبير من تلك التساؤلات، في موسم تفوق فيه على نفسه في عام انطلاقته 2011 وكذلك على منافسيه في أفضل مواسمهم، على الأقل على مستوى الانجازات. عشرة ألقاب فاز بها حتى الان، منها ستة في بطولات الأساتذة في رقم قياسي لموسم واحد وثلاثة من بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، فضلا عن وصوله لنهائي أربعة، بينها رولان جاروس الوحيدة من بطولات الجائزة الكبرى التي تغيب عن خزائنه. موسم أتى فيه على الأخضر واليابس، وصل فيه لنهائي كل البطولات التي شارك فيها، باستثناء الدوحة حيث خسر أمام الكرواتي العملاق إيفو كارلوفيتش في ربع النهائي، ولكن هل يستمر ديوكوفيتش على هذا المنوال في البطولة الختامية؟. في نظر الكثيرين يبدو أن ليس هناك حاجة لانتظار البطولة، فهي محسومة بنسبة كبيرة وهم محقون ولو بدرجة. استنادا إلى الأرقام فإن نولي متفوق ليس فقط على اللاعبين الثلاثة الذين أسفرت القرعة عن وقوعهم معه في نفس المجموعة، وهم السويسري روجيه فيدرير والتشيكي توماس بيرديتش والياباني كي نيشيكوري، وانما على لاعبي المجموعة الأخرى، التي تضم البريطاني آندي موراي والسويسري ستانيسلاس فافرينكا والإسبانيين رافائيل نادال وديفيد فيرير. فقد فاز على موراي هذا الموسم في ست مواجهات ولم يخسر سوى واحدة وأمام فيدرير فاز بأربع مباريات وخسر اثنتين وحقق ثلاثة انتصارات على فافرينكا مقابل هزيمة واحدة، في حين أنه لم يتذوق طعم الخسارة هذا الموسم أمام أي من اللاعبين الاخرين المشاركين في البطولة، هذا بخلاف سجل المواجهات المباشرة على مدار مسيرتهم الاحترافية حتى الان. والوحيد الذي يتفوق عليه في سجل المواجهات المباشرة بين اللاعبين السبعة هو نادال (23-22)، لكنه خسر أمامه المباريات الثلاثة التي جمعت بينهما هذا الموسم، بينما تتعادل كفته مع فيدرير، 21 انتصارا لكل منهما، ولكن لـنولي الغلبة في المواجهات المباشرة هذا الموسم. ورغم أن الأرقام تحسم الأمور بدرجة كبيرة لصالح ديوكوفيتش، فلابد من الانتظار لما تسفر عنه البطولة، فالجميع يعرف أن المفاجآت واردة في عالم الكرة الصفراء. مدى قدرة فيدرير على تحمل قوة المباريات المتتالية التي تتطلب مجهودا كبيرا سؤال آخر يطرح نفسه وبقوة قبل هذه البطولة. فالمتابع يعرف أن فيدرير يحاول قدر استطاعته التسريع بوتيرة المباراة للحفاظ على مخزون اللياقة، وهو أمر مبرر للاعب في الرابعة والثلاثين من عمره. ولكن ماذا لو نجح المنافسون في فرض أسلوب لعبهم من خلال التبادلات القوية من آخر الملعب أو الارسالات القوية، تماما كما فعل الإسباني ألبرت راموس في أغلب أوقات مباراة الدور الثاني من بطولة شنغهاي ذات الألف نقطة حينما أطاح بـالمايسترو، والأمريكي جون إيسنر صاحب الارسالات الصاروخية في بطولة باريس بيرسي. حقيقي أن هؤلاء اللاعبين لن يشاركوا في البطولة، ولكن ديوكوفيتش أبرز منافسيه في هذه المجموعة، يتمتع بلياقة بدنية كبيرة تمكنه من الصمود بشكل جيد من آخر الملعب كما أنه قادر على التعامل بكفاءة مع محاولات المنافس الصعود على الشبكة، فهو يعيد الكرات حيث ينبغي أن تكون أغلب فترات المباراة، بخلاف ارسالاته القوية. تساؤل آخر يدور في أذهان عشاق فيدرير هل تمكن أخيرا من تجاوزه عقدة نادال، بعد أن تغلب عليه في نهائي بطولة بازل التي تقام هي الأخرى على الملاعب الصلبة المغلقة، حيث إن المايسترو في أحيان كثيرة يبدو لاعبا مختلفا عن ذلك الذي اعتاد رافا مواجهته في مباريات الكلاسيكو التي كانت تجمع بينهما في السابق، هذا سيتضح حال جمعت بينهما مواجهة في نصف النهائي أو النهائي. وبالحديث عن نادال، فالكثير من التساؤلات تدور حول صاحب ألقاب الجراند سلام الـ14 الذي لم يفز بأي من بطولات الأساتذة أو الجائزة الكبرى للمرة الأولى منذ 2004 وردة فعله بعد الهزيمة التي مني بها أمام فافرينكا في ربع نهائي بطولة باريس بيرسي رغم الفرص التي سنحت له بالعودة في المباراة. يرى الكثيرون أن رافا كان مرهقا بعد المجهود الكبير الذي بذله في أسبوعين متتاليين وهو ما لم يعتده منذ فترة من الوقت، لذا فلم يتمكن من استغلال الفرص التي سنحت له في تلك المباراة. وبعيدا عن أسباب تلك الخسارة، فإن الكثيرين من عشاقه يترقبون رد فعله في البطولة الختامية خاصة في ظل مجموعة صعبة سيواجه فيها موراي وفافرينكا وفيرير، بعبارة أخرى: لن يكون أمامه فرصة لرفع المستوى تدريجيا، كما هو الحال في البطولات الأخرى، فكل المباريات ستكون بمثابة نهائيات، وهي اللقاءات التي لم يعد فيها ذلك الوحش الذي يبث الرعب في قلوب المنافسين. اضافة إلى ذلك، مدى التغييرات التي سيجريها على طريقة لعبه على أرضية ليست مفضلة بالنسبة له، ولكنه في رأي الكثيريين يحتاج للتأقلم على اللعب السريع المناسب لتلك الأرضيات، بما في ذلك تطوير ضربة الارسال التي من شأنها أن تحسم له نقاطا عديدة دون مجهود كبير. البطولة لن تقتصر على اللاعبين الثلاثة، وان كانوا في رأي الكثيرين، على الأقل، ضمن الأفضل في التاريخ، فهناك موراي الذي يتسائل البعض مدى تأثير المنافسة في نهائي بطولة كأس ديفيز أمام بلجيكا في نهاية الشهر الجاري على تركيزه وحالته الذهنية. ومن المعروف أن البطولة تقام على الأراضي الترابية فيما أن البطولة الختامية تستضيفها الملاعب الصلبة المغلقة، وقد أقر اللاعب الأسكتلندي أنه بدأ التدريبات على الأراضي الرملية. ويتبادر إلى الذهن انسحاب فيدرير من نهائي البطولة الختامية العام الماضي قبل مواجهة ديوكوفيتش لمعاناته من الام في الظهر، لكنه تعافى وقاد فريق بلاده للفوز ببطولة كأس ديفيز للمرة الأولى في تاريخها. وربما التساؤل الأخير الذي يدور في أذهان البعض: متى يكف باقي المشاركين عن لعب دور السنيد الذي يقدم أداء جيدا لكنه ليس بالجودة الكافية لتحقيق انجازات كبرى، باستثناء بعض المفاجآت مثل تتويج فافرينكا بلقبي أستراليا المفتوحة 2014 ورولان جاروس 2015. خلال ساعات تنطلق منافسات البطولة، وتحمل في طياتها ليس فقط اجابة الكثير من هذه التساؤلات، وانما الكثير من المتعة والتشويق، وهو ما يليق ببطولة يشارك فيها أفضل ثمانية لاعبين في الموسم. (إفي)

مشاركة :