على الصعيد العالمي، تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء للعنف الجسدي أو النفسي أو الروحي، وسوء المعاملة. وأعظم أنواع العنف، العنف النفسي الذي يقتل الروح والقلب والمشاعر.ونوع آخر من العنف يتكرر شهريا تقريبا من بعض الأزواج المتسلطين، أو غيره من أفراد الأسرة بمن فيهم الأب، سامحهم الله ويكون في الغالب عنفا موجها للمرأة العاملة ولا يعلمه إلا الله وحده سبحانه والمعنفة وحدها.فإذا لم تمت بالسيف ماتت روحها ومشاعرها بالعنف لا حول ولا قوة إلا بالله. هذا في حالة رضاها بالعنف خوفا من احتمالات أكثر شدة وضراوة حال تقدمها بشكوى للجهات المختصة.للاستيلاء على الراتب أساليب كثيرة يقوم بها المعنف، منها أخذ الراتب بالقوة، أو بأسلوب آخر مبطن، مثل ترك مسئولية الصرف على البيت والخادمة والسائق وفاتورة الماء والكهرباء ومدارس الأطفال خاصة الذين يدرسون في مدارس خاصة وكل ما يحتاجونه من طلبات المدارس التي لا تنتهي، وكل الضروريات والكماليات التي تحولت في هذا العصر لضروريات بالنسبة للأطفال كالألعاب الإلكترونية، ألعاب الذكاء وتنمية العبقرية - فبالرغم من إيجابيات هذه الألعاب سلبياتها أكثر مع عدم مراقبة الأهل - هذا موضوع آخر كتبت عنه سابقا.السؤال هنا هل من حق الزوج أو ولي الأمر الاستيلاء على راتب الزوجة بالقوة؟!فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله في إجابته لسائل (مرتبها لها، ومن مالها، إلا إذا سمحت لك بالراتب كله أو ببعضه سماحا واضحا، لا شبهة فيه، فلا بأس، لقول الله في سورة النساء: فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا).أما بالتهديد بالطلاق، أو بالهجر، أو بالأذى، إن لم تعط فهذا لا يجوز لأنها ما طابت نفسها بذلك، ولكن خوفا من الطلاق، سلمت المال أو بعض المال، لا فلا يجوز هذا، ولكن عليك بالكلام الطيب، والعشرة الطيبة، فإن سمحت بشيء فالحمد لله، وإلا فدعها ومالها، وأنفق عليها واصبر، وقم بالواجب، وأحسن الخلق خيركم خيركم لنسائه. هذه من فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله.الأمر واضح، إذن تحريم هذا السلوك وعدم جوازه واضح وأخذ راتب الزوجة بالعنف والقوة، أو التحايل عليها كتكليفها بتسديد أقساط سيارته التي يستخدمها والتي هي الكفيل عندما اشتراها بالتقسيط.أذكر زوجة، سجنت لعدم تسديد أقساط سيارة زوجها لأنها الكفيل.اتقوا الله في النساء فالزوجة أمانة ونفقة الزوجة واجبة على الزوج ولو كانت موظفة ولديها راتب (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم).حديثي هذا لبعض الأزواج وولاة الأمور الذين يستحلون راتبها ويحرمونه عليها. الزوجة الموظفة تجد سعادة عندما تشارك زوجها في الصرف على بيتها وأولادها، لكن دون ضغوط أو إجبار.Aneesa_makki@hotmail.com
مشاركة :