تحقيق إخباري: أحلام المهاجرين العراقيين تتحطم على الحدود البيلاروسية

  • 12/18/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أربيل، العراق 17 ديسمبر 2021 (شينخوا) ارام مجيد، شاب عراقي كردي القومية يبلغ من العمر 34 عاما كان يحلم بالهجرة لأوروبا بعد أن فقد عمله فباع بيته وسافر، لكن حلمه تحطم بعد رحلة شاقة. ووصل مجيد للحدود بين بيلاروس وبولندا وليتوانيا، واضطر للعودة بعد أن كاد يفقد ابنه الوحيد. خسر كل شيء في هذه الرحلة ليعود ويبدأ حياته من الصفر كسائق سيارة أجرة من أجل لم شمل عائلته حيث تعيش زوجته وابنه البالغ من العمر خمس سنوات في بيت أهلها، فيما يعيش هو في بيت أهله. وقال مجيد لوكالة أنباء ((شينخوا)) "سافرت إلى بيلاروس لأنه لم يبق لدي عمل بالعراق..." وغادر مجيد وعائلته أربيل إلى تركيا بعد حصوله على تأشيرة السفر واستقر بإسطنبول لمدة شهر ثم حصل على تأشيرة بيلاروسية عن طريق مهربين مقابل 2500 دولار لكل شخص مع تذكرة سفر وسكن بالفندق لمدة يومين في بيلاروس، علما أن السعر الرسمي للتأشيرة هو 60 يورو. وبعد أيام من وصوله لبيلاروس بدأت معاناته، فاضطر للتوجه ليلا للحدود عن طريق مهربين. وأضاف "خرجنا ليلا أنا وعائلتي وشقيقة زوجتي وابنها البالغ من العمر ثمانية أشهر وبلغ مجموعنا 22 عراقيا ووصلنا لمنطقة تبعد 10 كلم عن الحدود منتصف الليل، لأن سيارة الأجرة لا تصل الحدود ما أجبرنا لقطع المسافة سيرا على الأقدام ومعي أطفال والطريق غابة وصعب جدا". وأكد أن جنود بيلاروس ساعدوهم لعبور السياج الشائك. وأوضح أنه ومجموعة من المهاجرين بقوا بالمنطقة المحرمة بين بيلاروس وبولندا وبعد ثلاثة أيام سيرا على الاقدام وصلوا إلى المثلث بين ليتوانيا وبولندا وبيلاروس، مبينا أن مهربا بعث رسالة لهم يدلهم على نقطة يمكن العبور منها لبولندا، لكن الطريق اليها محفوف بالمخاطر. وتعمقت معاناة مجيد وتحطم حلمه بعد وصوله قرب هذه النقطة بعد اتصال من المهرب بشخص معهم يعرف الطريق حيث أبلغه بعدم الذهاب لتلك النقطة لأن بولندا وضعت قوات خاصة فيها ولن يكون بإمكان أي شخص العبور وطالبهم بالعودة. وتابع "بعد ثلاثة أيام من السير لم يبق لدينا لا طعام ولا ماء ومعنا أطفال فكانت كارثة"، مبينا أنه ذهب لحرس الحدود البولنديين وطلب منهم طعاما وماء لابنه لكنهم رفضوا، لكن بعد التوسل أعطوه قنينة ماء واحدة فقط رغم أن عددهم 22 شخصا. وواصل حديثه بحسرة وألم "بقينا يومين بدون طعام مع برودة شديدة تصل إلى 5 (درجات مئوية) تحت الصفر ما اضطرنا لإشعال النار" وفي منتصف الليل جاء إليهم ضابط بيلاروسي قال إنه سيجلب لمن يريد العودة لبيلاروس سيارة أجرة بـ500 دولار لتقله من الحدود إلى العاصمة. واستطرد "فرحت لأنه لو بقينا سيموت الأطفال من الجوع والبرد"، مبينا أنه اتفق مع الضابط الذي نقلهم بشاحنة عسكرية خلف السياج الحدودي وجلب ست سيارات أجرة نقلتهم للعاصمة، وبقوا في الشارع رغم برودة الجو والظروف الصعبة للغاية، مما اضطرهم لقضاء ليلتهم في نفق وبقي يوم واحد وقرر العودة بعد العلم بأن بولندا أحكمت غلق الحدود. اتصل ارام بصديقه في أربيل لحجز تذاكر له وعاد لإسطنبول وبقي فيها يومين ثم عاد بالحافلة إلى أربيل. وبحسب إحصائية أعدتها مؤسسة القمة للاجئين والمهجرين، وهي منظمة عراقية غير حكومية تعنى باللاجئين والمشردين، فقد قدم 40 ألف عراقي من مختلف المكونات طلبات لجوء إلى أوروبا منذ بداية العام الجاري، بينهم سبعة آلاف هاجروا لبيلاروس خلال الأشهر الماضية. وأكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في وقت سابق، أن حكومته تعمل على إعادة جميع العراقيين العالقين على حدود الدول الأوربية طوعا وبما يحفظ كرامتهم. /نهاية الخبر/

مشاركة :