تراجعت مبيعات السيارات في أوروبا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، للشهر الخامس على التوالي، حيث تم تسجيل معدلات ترخيص منخفضة على نحو غير مسبوق خلال هذا الشهر، في إشارة إلى بطء تعافي صناعة السيارات من أزمة نقص الإمدادات. وكشفت بيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبيين، أن مبيعات السيارات الجديدة انخفضت الشهر الماضي 17 في المائة إلى 864119 سيارة، في أسوأ أداء لتشرين الثاني (نوفمبر) منذ بدء الرابطة في تسجيل بيانات المبيعات عام 1993. وأفادت وكالة بلومبيرج للأنباء، بأن ترخيص السيارات الجديدة في أوروبا ارتفع 0.8 في المائة فقط بالنسبة للشهور الـ11 الأولى من العام الجاري. ونقلت "بلومبيرج" عن توم نارايان، خبير شؤون السيارات في مؤسسة "أر. بي. سي كابيتال ماركتس" للأبحاث التسويقية قوله في تقرير في وقت سابق الشهر الجاري، "بالنظر إلى أن التعافي المحتمل ما زال في بداياته، فضلا عن احتمالات حدوث تداعيات جديدة بسبب جائحة كورونا على صلة بالمتحور الجديد أميكرون، فلا بد أن نتحلى بالحذر". وكتب مايكل دين، المحلل الاقتصادي في مؤسسة بلومبيرج انتليجنس، أن معدلات ترخيص السيارات الجديدة ستتحسن خلال الربع الأول من العام المقبل، في ظل اختفاء قيود التوريد، مبينا أن مبيعات السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية ستستمر في التسارع مع اتجاه المصنعين لتحقيق أهدافهم فيما يتعلق بالحد من انبعاثات الكربون. وفي سياق متصل في قطاع السيارات، تراهن شركة تراتون إس أي، التابعة لمجموعة فولكسفاجن الألمانية العملاقة للسيارات، على شركة سكانيا السويدية للشاحنات التابعة لها لمواجهة المنافسة القوية من جانب شركات عملاقة مثل "دايملر للشاحنات" و"فولفو إيه بي"، فضلا عن شركات جديدة في السوق، مثل نيكولا. وصرح كريستيان ليفين، الرئيس التنفيذي لشركة تراتون، في مقابلة، أن تراتون تعزز أيضا جهودها من أجل دمج الطراز الجديد، نافيستار انترناشونال، الذي استحوذت عليه في الولايات المتحدة، مضيفا أن هذه الخطوة ستكون محورية للدخول إلى تحقيق ربحية في هذا القطاع. وأعربت "تراتون" عن أملها أيضا في الانتهاء من جهود إعادة الهيكلة المستمرة منذ فترة طويلة لشركة مان الألمانية، وتحويل الصين إلى مركز صناعي إضافي لها. وقال ليفين، "نحن بحاجة إلى تحقيق طموحاتنا الاستراتيجية وتنفيذ ما تعهدنا بتحقيقه"، مضيفا أن اكتساب مزيد من الفعالية والرشاقة كمنظمة هي مسألة أساسية، حيث "إننا كثيرا ما نكون في غاية البطء والبيروقراطية". وتعرضت "تراتون" لسلسلة من الكبوات منذ عام 2019، حيث تم تغيير رئيسها التنفيذي مرتين بشكل مفاجئ. وتولى ليفين "54 عاما" الذي يرأس أيضا شركة سكانيا، دفة القيادة في "تراتون" في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. إلى ذلك، أعلنت شركة سيلفورس المملوكة لشركة بورشه الألمانية لصناعة السيارات أمس، أنه تقرر بناء مصنع لخلايا البطاريات بالقرب من مدينة رويتلينجن جنوب شتوتجارت، حيث المقر الرئيس للشركة. وذكرت "سيلفورس"، أن القرار بشأن الموقع تم اتخاذه بناء على الموقع الجغرافي المفضل بين رويتلينجن وتوبينجن. ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في المصنع، الذي ستصل طاقته الإنتاجية إلى 100 ميجا واط/ ساعة في العام، في 2024. وبحسب بيانات سابقة، فإن هذه السعة تكفي لـ1000 سيارة. وكانت شركة بورشه أعلنت من قبل خططها لإنتاج البطاريات، لكن لم يتم تحديد موقع المصنع. وسيحصل المصنع على دعم حكومي إجماليه 60 مليون يورو، وسيجرى توفير ثلثي المبلغ من خزانة الحكومة الاتحادية، والباقي من خزانة ولاية بادن -فورتمبرج.
مشاركة :