المحرر: صفاء القلاف طالبة اعلام بجامعة البحرين في مجتمعنا هذا أصبح الخوف من الفشل عائق لكل الشباب في بدايتهم لخطوةٍ جديدةٍ و التي من الممكن أن تكون نقطة تحول في سياق حياتهم. هذه القضية اصبحت محط تساؤلٍ حول ما يمكنهم فعله للتغلب على هذا الشعور ، لذا سألت بعضاً من الطاقات الشبابية و بعض من رواد الأعمال عن بداياتهم و هل راودهم ذلك الخوف و كيف تمكنوا من تغلبهم عليه وبعض من خبراء علم النفس بما قد يفيد أفراد المجتمع في ذلك. قالت حليمة عبد الله ؛لم يكن خوفا من الفشل إنما خوفاً من نظرة المجتمع و من المعارضات التي لاقيتها من أسرتي كوني ربة منزل و أم و ربما ستواجهني مصاعب ، و لأنني و حين أريد البدأ أريد أن أعمل بجد و أتميز في مشروعي ، كوني امرأة هاوية للطبخ و إعداد الحلويات كما أن الجميع قد أجمع على لذة الأصناف التي أعدها و عُرِضَت عليّ الفكرة من قبل في أن أبدأ مشروعي الخاص، و كان هناك إقبالاً كبيرً على ما أعد . و الحمدلله بإيماني بالله و عزيمتي و إصراري استطعت التغلب على هذا الخوف و البدء في مسيرتي فالله لا يخيب رجاء عبدٍ ، علينا السعي و على الله الإجابة . و أبدت عذبة محمد رأيها حول هذا الموضوع قائلةً في بداية الأمر كنت أشعر بالتردد حيال ما كنت أريد، و خضت درباً جديداً كبدايةٍ لي فكنت دائماً أحمل الكاميرا معي و ألتقط الكثير من الصور في كل مكان و لكل شيء و أبحث عن أفكار جديدة في ذهني لتطبيقها ، دخلت دورة تصوير أيضاً لزيادة معلوماتي حول التصوير ، في هذا المجال المنافسة جداً قوية و ربما أنا كنت مبتدئة و المسار طويل إلى أن أصل إلى مبتغاي ، لم يكن الإقبال جيداً بحيث يرقى هذا المشروع و مررت بظروف عدةٍ مما جعلني أوقف الحساب منذ فترة طويلة ، لا أعلم إن كنت سأعيده أو سيبقى كهواية فقط ، .. لكن لا بأس بالفشل في المشروع فالفرص كثيرة و النجاحات قادمة بإذن الله. وفي جانبٍ اخر قالت بتول الموسوي؛ أستطيع أن أقول بأن لدي قاعدة في الحياة تنص على أن الإنسان ممكن أن يفشل في كل شيء بالنهاية المشاريع مجرد تجربة ، إن نجحت فهو عمل جيد و إن فشلت أيضا عمل جيد فأنت اخذت تجربة مختلفة تختلف عن باقي الأشخاص .لم يراودني الخوف من الفشل خصوصا أن المجال الذي اخترته لم يكن متواجد كثيرا في ٢٠١٩ كما انه يعتبر مهنة جديدة ،لم يكن هناك خوف من عدم إقبال الناس أو نجاحه بقدر ما كان هناك دافع للنجاح . أي عمل سأقوم به أو بتجربته لا أشعر بأنني سأفشل به أو قد لا يتقبله الأشخاص ، ليست ثقة بالنجاح و لكن هناك شعور داخلي يراودك بأنك ستنجح وإذا لم تنجح في النهاية أنت تمارس الهواية التي تحبها. كما وضحت ولاء علي ؛ في البداية كنت أمر بظروف جداً صعبة وأحتاج أن أعتمد على نفسي ففكرت بعدة مشاريع إلى أن اتخذت القرار وكان شعور الخوف بالفشل يلازمني في كل وقت ،والشعور بعدم النجاح وصرف مصروفي بدون الحصول على فائدة أو مكسب، ولكنني تخطيت هذه المرحلة واستطعت فتح حسابي كبداية جدا ضعيفة لا تقوم على بيع وشراء ، فشعرت بالعجز و الألم من خوفي من الفشل شعرت بأن الحياه أقفلت كل أبوابها فكنت افكر بالإستسلام وغلق الحساب ورمي كل المنتجات ،وفجاه الدنيا تبسمت لي و تيسرت كل أموري و أصبحت أتقدم خطوة بخطوه إلى أن تطور حسابي و فتح الله علي وانشهر حسابي وازداد عدد المتابعين بجهدي وتعبي. فيما عبرت ايمان خليل ؛طبعا لابد من الخوف فكل شيء جديد يبدأ في حياة الإنسان لابد من الخوف.فعند بداية اقبالي على فتح مشروع خفت كثيرا من الخسارة، وكيفية التواصل مع الأشخاص كوني شخصية انطوائية قليلا ، فهناك أشخاص سهل التواصل معهم وهناك العكس .استطعت التغلب على هذا الجانب والمضي قُدماً بالممارسة كما أن أصبح لدي خبرة في هذا المجال ، ورأيت أن الأشخاص السهل التعاون معهم أكثر من الآخرين،و حصلت على التشجيعات من قبل أهلي وأصدقائي في هذا المشروع مما دفعني إلى التجربة والممارسة إلى أن تغيرت شخصيتي من أنطوائية الى اجتماعية، فالمشروع اصبح العامل الرئيسي في تغيير شخصيتي بشكل إيجابي. الخوف من الخسارة ليس سببا الآن لعدم خطوي أي مشروع ف إلى الآن اخسر وانهض مرة أخرى ، لم أشعر يوما بأن الخسارة تعني الاستسلام أو التوقف عن ممارسة هذا المشروع فهذا المشروع بدأت به حبا وليس دافعا لمكسب . وابدت رأيها شوق علي العويناتي رائدة من رواد الاعمال الشبابية في مملكة البحرين ؛ لم اخف من الفشل فهذا المشروع قد كان منذ البداية يراودني وعند اتخاذي قرار بتحويل هذه الهواية والنجاره وإعاده التدوير الى مشروع تجاري لم يكن غرضه الربح ،كان هدفي منذ بداية ان اعلم الفتيات اعمال النجاره او مبادئه على الاقل . فعندما قررت بفتح مشروع وتكبيره لم اخف من الفشل خصوصا بانني كنت املك خبرات في هذا الموضوع وكنت اعمل في عدة شغلات في حياتي العملية من حسن ادارة، وتسويق و.... وكنت ناجحة بهذا الموضوع فاستعنت بكل خبرتي في اداره مشروعي . واضافة العويناتي الذي يخاف من الفشل لن يصل ولن يقدم على تجربة شي ، ولا ارى بان المشاريع التي لا يكون فيها قبول مشاريع فاشلة ليس هناك شيء يدعى مشروع فاشل وهناك شخص تكون أدارته فاشلة وفي شخص لا يعلم كيف يدير عمله الخاص بطريقة جيده او مختلفه وهكذا يفشل . عندما قررت أن أقدم على فتح مشروع كنت افكر ما إذا كانت خطتي قد تسير بشكل صحيح ،فبالتالي سيكون هناك اقبال بشكل تدريجي الى ان يصل جيد جدا ،لكن كلمة فشل أبدا لم استخدمها في هذه الحياة، لأني أنا مؤمنة ان الذي سينشر علم وينشر فائدة من الغير الممكن ان يفشل .ومن جانب اخر قالت شوق العويناتي حول هل كان هناك تردد عدم نجاح مشروع او فشله؟في بدايه ؟ اشارت، أنا الذي سأديرة كيف من الممكن ان لا ينجح ،إذا كنت على علم بترتيب حياتي وأهدافي واولوياتي فأنا متيقنه تماما بأن هذا العمل سينجح فالشخص قبل خطي أي خطوة لابد من أن يثق بنفسه أولا ،الثقة ليس بالمشروع او في كثرة الاشخاص او الربح او بالجمهور بل الثقة بالنفس إذا الشخص واثق بأنه سيستطيع أن يدير حياته قبل أي مشروع سينجح . إدارة الحياة من اصعب الأشياء التي لابد من الإنسان أن يتعلم أن يديرها هي «حياته الشخصية «أولا. ومن جهة اخرى قالت ايمان المناعي؛لم يراودني الشعور بالخوف فالخوف شي بسيط جدا بأن يكون حاجباً لكل الاهداف خصوصا بأني إمرأة تحب المضي قُدما .الشخص الذي يراوده الخوف وينتظر رأي المجتمع لن يصل ، فلابد من الشخص أن يأخذ كل الشجاعة والقوه للمواجهة، فالفشل هو بداية النجاح . واشار خبراء النفس حول هذا الموضوع موضحين الخوف من البدء في الاعمال التجارية واسباب الخوف من الفشل الذي يراود كل المقبلين على المشاريع التجارية وكيف يمكن لشخص بان يتخطى الشعور بالفشل ويعاود النهوض لاستيراد الثقة مره اخرى للبدء او استمرار بالمشروع التجاري . اعرب احمد مصطفى خليل ؛الخوف هو شعور انساني من حق كل إنسان أن يحزن أن يغضب او يحبط فهذه مشاعر إنسانية لا يمكن التحكم بها، ولكن يبقى الخوف سلبي عندما يكون عائقاً لتحقيق الاهداف والنجاح والتطور للوصول إلى الأعلى .والخوف من الدخول في المشروع التجاري مشروع للكل ولكن يختلف من شخص إلى آخر فالانسان بطبيعته لا يحب الخسارة وإنما يحب الفوز والوصول،فمن الطبيعي جدا أن تبقى هذه المشاعر موجودة عند أي شخص يحاول أن يبدا بمشروع تجاري . هناك نوعين من الخوف خوف ايجابي وخوف سلبي،الخوف الإيجابي ، هو الخوف الطبيعي الذي يدفع صاحبه إلى الأمام لتجنب الوقوع في الأخطاء وتجنب الفشل ،فيجب على الشخص أن يكون حذر وأن يتفادى الأخطاء بحيث يضع خطة لترتيب والتنظيم لتقدم بشكل منهجي بحيث هذا الخوف يمنعه من تجنب الأخطاء والوقوع في الفشل ،ولكن الخوف السلبي هو الذي يجعل الشخص في استسلام . الخوف من الفشل في المشروع التجاري هو توقع مسبق للفشل عند أي شخص مرتبط بخبراته الشخصية أو الحياتية، بعض الأشخاص تولد في سماتهم حب المغامرة وخوض المخاطر وهذه الأشخاص يستطيعون التعامل مع الفشل بشكل صحي. اما الأشخاص ذوي القلق والتوتر والخوف الذي يسبب لهم أزمة فيختارو البعد عن المسببات التي تثير القلق مثل ما قد يدخل في مشروع ويفشل . الموضوع مرتبط في التجارب التي يراها الشخص في احدى فئاته العمرية رؤية اكثر من شخص من أقاربه او اصحابه عانو من الفشل في المشاريع ، فدائما يصبح مفهوم أي مشروع محكم عليه بالخسارة ، ونسبة خسارة اعلى من النجاح والعكس صحيح بحيث تلد الثقة من التجارب التي رآها بحيث التفكيرات ستكون إيجابية ومربحه بدلا من أن تكون سلبية . فالأشخاص القياديين وذات رغبه في المخاطرة والمجازفه دائما ذو نجاح اكثر من الأشخاص ذو القلق والتوتر. وحول سؤال طرح حول كيفية تخطي هذا الشعور قال الدكتور احمد ؛الخوف من الفشل شعور دائما موجود وإذا اتبعناه لن نصل إلى هدف ما ،فعند الدخول في اي مشروع لابد من دراسته بشكل صحيح ،و رؤية المشروع من عدة زوايا، وبذل الجهد المطلوب ،والتواصل مع الأشخاص ذوي الخبرة ليكون الشخص ملم بالموضوع من جميع النواحي ، كما يمكن الجلوس مع أشخاص الناجحين وسماع خبراتهم ورؤية النماذج الإيجابية لا سلبية وبعدها التوكل على الله. واضاف د.احمد الإنسان دائما يتعلم من أخطائه ولولا الخطأ لن يتعلم الإنسان ، فنحن دائما نقول خير معلم للإنسان أخطاءه فجميع الخبراء الذين اخلدهم التاريخ لو رأينا تاريخهم لرأينا بأنهم اخطئو عشرات المرات فالتجارب الفاشلة هي التي مكنتهم من كسب خبرات وعدم وقوعه في هذه الأخطاء مرة أخرى تجنبهم حدوثه في المستقبل. ومن جهة اخرى قال محمد ابراهيم حجي؛الخوف يعتبر شعور مشروع لدى الإنسان و القضية الأهم هو التعامل مع مشاعر الخوف لدينا لكي لا تكون عائق في حياتنا ، الخوف من المشاريع التجارية يعتبر شي مشروع وطبيعي جدا بحكم أن الإنسان ستكون في خطواته جزء من التضحية والخسائر سواء كانت خسارة وقت ، جهد ولكن سيقابل هذه الخسارة أرباح اكثر وبالتالي ينجح الإنسان.طبيعة الإنسان يشعر بالخوف في الدخول المشاريع التجارية لكن الأهم توجيه هذا الخوف وسيطره عليه والتعامل معه بطريقة صحيحة بعد أن استشير و أستخير فبالتالي ممكن ان توفر فرصة لنجاح المشروع بشكل اكبر. يأتي الشعور من الخوف من عدة امور قد تكون من الخبرات السابقة و الخبرات السلبية او السيئة التي يمر بها الإنسان أو أحيانا من وجود الإنسان في بيئة يرى هذه التجارب الفاشلة فيخشى المرور بتجربتهم أو يخشى من تجربة سابقة مر من خلالها . الفشل هو سبيل كل نجاح، ولا يمكن للناجح أن ينجح دائماً فلكل نجاح هناك تجارب قد نسميها فشل، وعندما يعي الإنسان هذه الفكرة سيفكر باتزان، وسيوازي بين طموحه وبين قدراته.يجب على الانسان ان يفكر بمنطقية واتزان دائماً ويوازن بين سقف طموحاته وبين قدراته وإمكانياته والواقع الذي يعيشه. عندما يفهم الانسان هذه المعادلة سيستطيع باذن الله التعامل مع التجارب اللتي مر من خلالها . وجه د.محمد نصيحة لكيفية التغلب على الفشل وقال فيه ،الخوف من الفشل شعور طبيعي، جميعنا لا نحب ان نفشل لكن لا نجعل الخوف من الفشل هاجس او كابوس لنا ، لان سيتغلب علينا وسنستسلم له ،ولكي نستطيع التغلب عليه دايماً ابذل السبب وكافئ نفسك على المجهود الذي تعمل عليه وليس على النتيجة التي حصلت عليها . لان الانسان ملزوم بالعمل، والنتيجة عند الله سبحانه. ومن جانب اخر قالت ميسة الحارثي؛حينما يأتي الحديث حول الخوف من الفشل ودوافعه؛ فإن العديد من العوامل ضالعة في هذا، وأول ما نبدأ به هو اضطراب المفاهيم، وهو ما لا يقتصر على الخوف من الفشل وحده؛ ومن ثمّ يأخذني الفضول أن أعلم ما هو تعريفك للفشل، أيتمثل في عجزك عن تحقيق غاية؟ أم في سخط من حولك على حالك؟ إلى غير ذلك على شاكلته.وبينما لا زال الخوف من الفشل ملازمك، فإن الآمال العريضة؛ والتي قد تستحيل بنسبة كبيرة مع معطيات الواقع، إضافة إلى ميول فئات من الناس إلى الكمال والمثالية في مختلف جوانب حياتهم لا بد أن يدفعهم في النهاية إلى زاوية شبيهة بمحل نقاشنا؛ إذ إن النقص سمة ملازمة للإنسان. وعلى خلاف ما سبق؛ فإن واحدة من عوامل الخوف من الفشل هي استمداد مقاييس النجاح والرضا عن النفس من تقييم الناس، وإن تعيس الحظ من هذه الفئة هو من ينشأ في عائلة تحب الكمال والمثالية في شؤون حياتها. ببلوغنا هذا الصعيد فإن عاملاً هاماً بخلاف ما سبق له أثر كبير؛ وهو القدرة الشخصية على المغامرة؛ -والمغامرة المنطقية المبنية على الأخذ بأسباب النجاح مع إمكانية التطبيق ولست أعني التهور- فالكثير من الناس لا يملك من القدرة والشجاعة والظروف المواتية للبدء في نشاط خاص. وتجد أكثر الناس تنظر إلى الأعمال التجارية الخاصة بعينين، الأولى ترى المكاسب فتفرح وتعقد العزم، والأخرى ترى الخطر المحدق فتخشى الطريق، وهذه هي أسباب الخوف من البدء في العمل التجاري. الفشل هو ما كان يخشاه الناس بداية قبل الإقدام على الأنشطة الخاصة، وقد يكون الفشل قاصماً للظهر أحياناً فيصيب صاحبه بحالة من الإحباط واليأس، وخلال فترة التعافي من آثار فشل النشاط التجاري، فلا ضرر من إمهال نفسك فترة كافية من الراحة، وذلك بالتوازي مع ما ذكرناه من خطوات تقييم الفشل وأسبابه السابقة. فلمواجهة الفشل عليك باعادة تعريف الفشل ،تكيف مع النقص، واهجر الكمال. إن كان فشلا في العمل، راجع أسبابه.ركز أكثر على ما تحسن، وتابع تقدمك كل حين.حدد استراتيجية، وداوم على بذل الخطى الصغيرة.ليست منقصة أن تشعر بالخوف من الفشل، فالخوف ذاته سمة ملازمة للإنسان، إلا أني أنصحك بأخذ التحدي والمداومة على بذل الخطوات الصغيرة لاستعادة الثقة بالنفس. وفي الختام لا يخلو الامر من المعارضين والمؤيدين والحل الامثل الذي توصل اليه جميع الخبراء والمشاركين «الفشل بداية لطريق النجاح « فأن اردت النجاح عليك بالتجربة والتحدي ، الخوف ليس سببا للاستسلام او التوقف ، كما ان هناك مقولة اعجبتني اثناء البحث «العيب ليس في ان تسقط للأسفل ولكن بقائك في الاسفل هذا فقط يجعلك خاسرا». كما ان الهدف وراء ذلك تشجيع المجتمع لفتح المشاريع التجارية ،وازالة الخوف والتردد حيال ذلك، كما ان عدم الحكم على المشاريع دون الخضوع الى التجربة ،فلا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا فثق بالله فأن الله على كل شيئٍ بصير. المحرر : صفاء القلاف طالبة اعلام بجامعة البحرين
مشاركة :