.. المؤكد أن الله قد بعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها، ومن يدرس تاريخنا سيجد غالبية الناس قد اتفقوا على أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز ومحمد بن ادريس الشافعي مجددين للقرنين الأول والثاني، ثم بدأ الاختلاف في ما بعد القرنين الأولين، ربما لأن أقطار المسلمين كانت في القرنين الأولين جسدا واحدا، وبدأ التفتت في القرون التالية، وربما وهو الأقرب إلى الصحة أن تجديد الدين يقوم به عدة رجال في المائة الواحدة في عدة أقطار. ومن يتأمل منظومة السيوطي يجد أنها أغفلت أدوارا كبيرة قام بها علماء الاسلام وقياداته، مثل أحمد بن حنبل، والبخاري ومسلم، وابن رشد وابن حزم، والعز بن عبدالسلام، وشرف الدين النووي، وصلاح الدين الأيوبي، ومحمد الفاتح، وعشرات غيرهم في كل قرن. لكن الحديث قد نص على أن من اختارته أقدار الله لتجديد الدين ينبغي أن يكون على رأس كل مائة سنة وهو شرط ينطبق على عمر بن عبدالعزيز والشافعي، في القرن الأول والثاني وعلى الغزالي في القرن الخامس.. فعمر بن عبدالعزيز توفي عام 101هـ والشافعي 205هـ، والغزالي عام 504هـ. وفي الحديث النبوي ملمح آخر مهم، تصور لو أن فلانا من الناس في عصرنا هذا نال اجماعا أنه مجدد القرن الخامس عشر ؟.. أي مقام عظيم عند الله وفي الملأ الأعلى وفي العالم الدنيوي حظي به ؟ فالحديث نفسه تحفيز الهمم في نفوس حملة هذا الدين ليجسدوا مكارم الأخلاق، والفقه في دين الله، والورع، واحتمال المشاق كما قال أبو الطيب المتنبي : لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والاقدام قتـــــــال لا بد من توفر الصفات الكبرى وهي العلم والعدالة والتقوى والكرم والشجاعة والقوة والورع والعبادة واللين في من يرتقي إلى مستوى مجدد دين أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وفي ختام الكلام نكمل ما لم ينشر من منظومة الامام السيوطي : وآخر المئين فيهـــــا يأتي عيسى نبي الله ذو الآيــات يجدد الديــــن لهذي الأمة وفي الصلاة بعضنا قد أمه مقررا لشرعنــــــا ويحكم بحكمنـــا وفي السماء يعلم وبعده لم يبـــق من مجدد ويرفـع القرآن مثل ما بدي وتكثر الأشرار والإضاعة من رفعه إلى قيــام الساعة وأحمد الله على ما علمــا وما جلا من الخفــــا وأنعما مصليـا على نبي الرحمه والآل مع أصحـابه المكرمه السطر الأخير: قال الله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}. aokhayat@yahoo.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 73830 3زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة