خفة دم سعودية وغم كويتي.. والقصبي غير..!!

  • 7/7/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أيام وعبر (يوتيوب) استرجعت العديد من قديم (طاش)، وجدت متعة لا تقل عن زمن المشاهدة المرة الأولى قبل عدة سنوات، وشاركني هذه المتعة أبنائي ووجدت تفاعلاً ممزوجاً بالبراءة وهم يتابعون حلقات معينة كالمقناص وحلقات الكشتات وغيرها. مصادفة غريبة أن انتقل لطاش وذكرياتهم وأنا أشاهد الكم الكبير من الأعمال الدرامية التي تم إعدادها من شهور لكي تقتحم شاشتنا خلال شهر رمضان المبارك، تنوع كبير واستعدادات فضائية غير مسبوقة للفوز بلحظات المشاهد واموال المعلن بطبيعة الحال. الاعمال السعودية التي تابعت اخبارها الصحفية واعلاناتها التلفزيونية وجدت انها تدور حول الكوميديا ومحاولة خفة الدم عند المشاهد سواء بتشويه الاشكال او بتجميع اكبر عدد من النكت لكي تحظى هذه الاعمال بالقبول الاكبر، مع محاولة البعض للدخول في النقد ولكن على استحياء او بصورة مباشرة غير مقنعة!. الاعتماد الدرامي السعودي على الكوميديا وبجميع الاشكال، تجعلك تستغرب من مغامرة المنتجين والممثلين للدخول بهذا النفق الخطير، فعندما يفشل الكثيرون وهذا طبيعي يعتبرون ان النقد الصحفي غير موجود في بلادنا ويقنعون مسؤولي القنوات انهم نجحوا العام الماضي ولكن لا تهتم لا يوجد لدينا نقاد، والوحيد من وجهة نظري الذي احترم تاريخه واحترم نفسه هو النجم ناصر القصبي، فهو كان صاحب موقف ما قدمه مع طاقم طاش، رغم اغراءات الملايين التي سيجنيها حتى لو قدم أسوأ عمل. موقف القصبي جدير بالملاحظة، وقد صرح بوجهة نظره كثيرا سواء عبر الصحافة المكتوبة او عبر التلفزيون والجميع يذكر لقائه مع الاعلامي داود الشريان، فهو انطلق من مفهوم احترامه للمشاهد، لأنه يعي القيمة التي قدمها اثناء مسيرته ومدى الاحترام الكبير الذي يحظى به عربيا وليس محليا فقط. وللأمانة هنا لا اقصد التقليل من اي نجم سعودي قدم عملاً لإمتعانا ولإسعادنا، ولكن القصبي كحالة نجومية تختلف بلاشك، واعتقد ان الكثيرين يوافقونني هذا الرأي، والجميع سينتظره مع النجم حسين عبدالرضا في "ابو الملايين"، لأن هذا العمل هو عمل النجوم. على النقيض تماماً نحن وكالمعتاد مع لحظات مليئة بالكآبة تقدمها لنا الاعمال الكويتية، فقد اعتدنا على احترافية هذه الاعمال في تزويدنا بجرعات منتظمة من (الكآبة) وباحترافية وبقصص متنوعة، رغم ان هذا النوع التراجيدي عفا عليه الزمن ولم يعد مثيراً للمتابعة، لأن الأحداث الطبيعية حولنا تغنينا عن اجتهادات أبطال هذه الأعمال!. ولكي أنصف الاعمال الخليجية والكويتية تحديداً وأخرجها من اجواء الاكتئاب، لا يمكننا اغفال صرخات عمليات التجميل والتغيير بالأشكال لنجوم الكآبة، فننسى الحديث عن الحزن لنتحدث عن عمليات الشفط وتغيير الأنف وإضافة (الغمازات)!. لماذا أعمالنا السعودية تعتمد على خفة الدم، رغم أننا كسعوديين ثقيلين "شوي" وما نحب "الخفة" إلا في مواقف معينة وبشخصيتنا الثانية وليس الأساسية، ولماذا أعمال الكويتيين كئيبة رغم أن الأمر يختلف مطلقاً عن ذلك، هناك سر لا أعلم متى "نحله"، والمهم أنتم على موعد مع الخفة والغم والاختيار لهم!.

مشاركة :