تمكن محتجون سودانيون من تسلّق أسوار القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، أمس، ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، وذلك عشية إحياء الذكرى السنوية الثالثة للاحتجاجات التي أطلقت انتفاضة شعبية أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، ويحتفل بها السودانيون في 19 ديسمبر. وتجمع المحتجون في البداية على مسافة أقل من كيلومتر من القصر، مرددين هتافاً يقول «الشعب أقوى والتراجع مستحيل»، ثم ركضوا إلى الشوارع الجانبية لحماية أنفسهم من الغاز المسيل للدموع. وقال شهود إن المحتجين انطلقوا بعد ذلك إلى القصر الرئاسي بينما يواجهون الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت التي فشلت في ردهم، حتى وصلوا إلى أبواب القصر للمرة الأولى. وتحدث شهود عن عمليات كر وفر في محيط القصر بين قوات الأمن والمحتجين الذين تمكن بعضهم من تسلق أسوار القصر الجمهوري. وقال شهود عيان إنه على الرغم من إغلاق قوات الأمن للجسور فوق نهر النيل التي تؤدي إلى العاصمة، تمكن المحتجون من عبور جسر يربط مدينة أم درمان بوسط الخرطوم، لكنهم واجهوا الغاز المسيل للدموع. كما عبر محتجون جسراً من بحري شمالي الخرطوم إلى العاصمة، فيما أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بدء احتجاجات في مدن منها بور سودان على ساحل البحر الأحمر والضعين في دارفور. تحذيرات وعشية التظاهرات حذر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من «انزلاق البلاد نحو الهاوية»، وقال في كلمة وجهها إلى السودانيين مساء أول من أمس «نواجه اليوم تراجعاً كبيراً في مسيرة ثورتنا يهدد أمن البلاد ووحدتها واستقرارها، وينذر ببداية الانزلاق نحو هاوية لا تبقي لنا وطنا ولا ثورة»، معتبراً أن «الاتفاق السياسي هو أكثر الطرق فعالية وأقلها تكلفة للعودة إلى مسار التحول المدني الديمقراطي». ولكن المتظاهرين لا يوافقون رئيس الوزراء الرأي. وقال متظاهر في بداية العشرينات كان يغطي كتفه بعلم السودان «خرجت لرفضي الاتفاق السياسي كله.. نريد حكومة مدنية وليس سلطة عسكرية». وأكد شاب آخر في مقتبل عمره أن «ثورتنا قامت من أجل سلطة مدنية كاملة وهذه هي مطالبنا». استعدادات ومنذ ساعات الصباح الأولى، أغلقت قوات الجيش والشرطة الجسور الرئيسية التي تربط وسط الخرطوم بمنطقتي أم درمان (غرب العاصمة) وبحري (شمال) لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مقر القيادة العامة للجيش. وأغلق الجيش كل الطرق المحيطة بمقر قيادته في وسط المدينة بسيارات مسلحة وأسلاك شائكة وحواجز أسمنتية. وأغلق شارع المطار، أهم شوارع المدينة، بسيارات عسكرية مسلحة. وخلت شوارع وسط الخرطوم من المارة والسيارات باستثناء حركة محدودة، وأقفلت المحلات التجارية أبوابها وانتشر جنود من شرطة مكافحة الشغب عند التقاطعات الرئيسية وهم يحملون قاذفات القنابل المسيلة للدموع. وفي جنوب الخرطوم هتف المتظاهرون «الشعب أقوى أقوى والردة مستحيلة». ودعت لجان المقاومة بالأحياء السكنية وتجمع المهنيين السودانيين (تحالف نقابي) وتحالف الحرية والتغيير، الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير، إلى تظاهرة في وسط الخرطوم تتجه نحو القصر الرئاسي للمطالبة بتنحي الجيش عن السلطة وتسليمها إلى المدنيين بمناسبة الذكرى الثالثة لـ «الثورة» على البشير. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :