كتاب "المسجد.. مكانة وعمارة" من جمع وتأليف أ. سارة بنت عبدالله الخزيّم، يتحدث عن المسجد.. مكانته وأهميته، وفضل المشي إليه، ودوره الديني والاجتماعي، ثم تاريخ العمارة من فترة ما قبل التأريخ، مروراً بجميع العصور، وصولاً للعصر الحديث، مع التركيز على العمارة في نجد وخاصة بالطين، ويحوي فهرساً لمعاني مكونات المسجد. تقول المؤلفة عن هذا الكتاب: "المسجد أصبح معلوماً لدى كل الأمم والشعوب، وعمارته في أمة تختلف عنها في أمة أخرى، وذلك بحسب طبيعة عمارة الأمم والشعوب؛ لذا قد بدأنا الحديث عن المسجد في القرآن الكريم ثم المسجد في التراث العربي والإسلامي ثم عرضنا لأهمية المساجد بعدها جاء فضل المشي إلى المساجد ثم النهي عن الزخرفة تلاها الدور الديني والاجتماعي للمسجد، تبع ذلك إضاءات من كتاب الموطأ لأنس بن مالك رضي الله عنه ثم قبس من رياض الصالحين للنووي الدمشقي رحمه الله، ثم عرضنا لتاريخ العمارة في عصر ما قبل التاريخ مروراً بالعمارة القديمة وعمارة غرب آسيا من آشوريين، وبابيليين وكلدانيين، ثم عمارة فارس، والإغريق، والرومان والقوط، ثم العمارة الإسلامية، وذلك لعلمنا أن الموروث المعماري لكل أمة وشعب يؤثر في عمارة المسجد لديهم، بعدها دلفنا للعمارة في نجد وتعريف لنجد". ويُعدُّ المسجد في التراث العربي والإسلامي قلب التجمعات البشرية في المجتمعات الإسلامية، سواء كانت قرية أم حيّاً أم مدينة. ومنذ بزوغ نور الإسلام وبدء مراحل تكوين المجتمع المسلم، فقد كان المسجد أول مؤسسة دينية تربوية اجتماعية يتبلور كيانها، فما إن حط المصطفى "صلى الله عليه وسلم" رحاله بطيبة الطيبة حتى أمر ببناء المسجد ليكون مشعلاً للنور والهداية والصلاح فلم يقصر الإسلام رسالة المسجد على أداء الصلوات الخمس فحسب، بل أراد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أن يكون للمسجد دور إيجابي وأهداف سامية تخدم المجتمع الإسلامي ككل، فبجانب أداء الصلوات الخمس هو موطن تلاوة وتدبر ومعهد علم وتهذيب، ومجلس صلح وقضاء، وملتقى تعاون وتكامل ومكان رأي ومشورة. ومن منطلق الحرص على تراث الآباء والأجداد وخوفاً من اندثار موروثنا الشعبي في البناء بالطين فقد تحدث هذا الكتاب وجمع معلومات عن مادة الطين وذكرها في القرآن الكريم، ثم عرض لناء المساجد، وبناء البيوت الطينية، ومكونات المسجد في نجد، والبناء الشعبي، ثم البناء المسلح في قتنا الحاضر، ثم أشهر عشرة مساجد في العالم مع توضيح بسيط عن كل منها. وجاء في هذا الإصدار الحديث عن العمارة في نجد: "منذ آلاف السنين وقبل هذه الثورة التقنية المطورة في حياة البشر، كان الإنسان يعيش ببساطة تتناسب مع ظروفه التي تحيط به، إذ كان يعيش في جو غالباً غير مستقر مع شظف العيش وقلة ذات اليد، وكان الاعتماد الأساسي على المواد التي تحيط في المأكل والمشرب والملبس وغيرها، فكان يعيش في حلقة وصل بينه وبين بيئته، ومن ذلك كان يبني بيته البسيط من الطين والأخشاب والقش وسعف النخيل وغيره من المواد التي حوله".
مشاركة :