منحت بطولة «كأس العرب»، التي اختتمت، أول من أمس، في الدوحة، مدربي المنتخبات العربية سواء من قارة آسيا أو أفريقيا فرصة اختبار مستويات لاعبيهم قبل انطلاق المونديال العالمي في قطر، العام المقبل. ولم يمثل وصول منتخبين من شمال أفريقيا في النهائي العربي أي مفاجأة رغم الترشيحات التي انهالت على المنتخب القطري المستضيف لتحقيق هذا المنجز، في ظل غياب لاعبين أساسيين كثر عن منتخبات شمال أفريقيا. وأثبت المنتخب الجزائري مجدداً قدرته على المنافسة بقوة في أي بطولة يوجد بها، وإن كانت تشكيلته تخلوا من نحو 10 أسماء أساسية بسبب ارتباطها بمناسبات كروية أوروبية مع فرقها، مع الإشارة إلى وجود مؤثر في الخريطة الخضراء لعناصر خبيرة، أمثال رايس مبلوحي مروا ويوسف بلايلي وأفضل لاعب في البطولة (إبراهيمي)، الذي ختم أهداف منتخب بلاده، وأثبت أنه النجم الذي لا يشق له غبار، وأكد وجوده في قائمة المدرب جمال بلماضي المونديالية. كما وفق عدد من اللاعبين الجزائريين، مثل أمير سعيود وسفيان بن دبكة، في تقديم أداء عالٍ قد يكون له الأثر في استدعائهم للقائمة المونديالية. وأكد مجيد بوقرة مدرب المنتخب الجزائري «الرديف»، الذي تُوج باللقب العربي، أن الأسماء التي شاركت في المنتخب أثبتت جدارتها، من أجل نيل الثقة في الوجود بالمنتخب الأول الذي يقوده بلماضي، مشيراً إلى أن الميزة التي يمتاز بها اللاعب الجزائري هي الجهد الوفير والقتالية، من أجل إسعاد أنصار المنتخب وأبناء الجزائر، وذلك في معرض رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بعد النهائي. وشدد بوقرة على أن الاستفادة من هذه المشاركة كانت كبيرة، مشيداً بالتنظيم وقوة المنافسة، معتبراً أن منتخب بلاده خاص سلسلة من المباريات الصعبة بداية من مواجهة مصر ثم المغرب قبل مواجهة قطر المستضيف، في الدور نصف النهائي قبل المواجهة النهائية ضد تونس. وشدد بوقرة على أن النقد الذي تعرض له بعد اختيار القائمة المشاركة في هذه البطولة طبيعي، مبيناً أنه ليس مطلوباً منه أن يستمع «لكل الناس». وبين بوقرة أنهم البطل المتوّج، وهذا يكفي من أجل إنصافهم، مطالباً الجزائري بمواصلة وقوفهم مع منتخب وطنهم في استحقاق الوصول للمونديال المقبل. أما مدرب المنتخب التونسي المنذر الكبير، فأشاد بما قدمه منتخب بلاده في البطولة العربية، مبيناً أن عدداً من اللاعبين تحصلوا على فرص سانحة لتتويج السيطرة، خصوصاً في الشوط الأول، بالتقدم في النتيجة، إلا أن التوفيق لم يحالفهم، على العكس من المنتخب الجزائري الذي وفق وحقق مراده مباركاً له هذا اللقب العربي. وقال الكبير لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الأسماء كسبت الثقة، وستكون إضافات قوية من خلال ما يقارب 13 لاعباً محترفاً في أوروبا، من أجل تعزيز قوة نسور قرطاج، وتحقيق الهدف الأهم في المرحلة المقبلة، مشدداً على أن المنتخب التونسي، ورغم خسارته النهائي العربي، فإنه أثبت أنه يملك قيمة فنية عالية بغض النظر عن الأسماء التي تمثله وتدافع عن شعاره. وبعد أن مر المنتخب المصري بمصاعب كثيرة بهدف تحقيق أفضل مركز له في البطولة العربية انتهى به المطاف لنيل المركز الرابع، بعد خسارته في مواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام قطر بالركلات الترجيحية. وتلقى المدرب البرتغالي كارلوس كيروش نقداً شديداً، جراء ما يصفه بالبعض بالإخفاق، إلا أنه يراهن على أسماء كبيرة ستوجَد في مواجهتي الحسم نحو المونديال، يتقدمهم النجم محمد صلاح. كما أن مدرب المنتخب المغربي حسين عموته سيراهن على أسماء محترفة في أوروبا، بعد أن خرج منتخبه من الدور ربع النهائي أمام الجزائر في بطولة العرب، في مباراة كانت من أكثر المباريات إثارة، ولم تنتهِ سوى بركلات الترجيح. أما على مستوى منتخبات آسيا، فلم يقدم أي منتخب مستوى مطمئن، عدا قطر المستضيف، والمتأهل أوتوماتيكياً بحكم الاستضافة، فيما احتفظ المنتخب السعودي بأبرز نجومه من أجل حسم الصعود للمونديال في الجولات الأربع المتبقية، حيث شارك بأسماء شابة، على أمل بروز بعضهم والوجود في قائمة المدرب إيرفي رينارد.
مشاركة :