من سفن الركاب الفاخرة إلى الحافلات الذكية، ومن النقل بالسكك الحديدية إلى السيارات العائلية، ومن المركبات تامة الصنع إلى خطوط التجميع...في الشرق الأوسط، تتواجد وسائل النقل صينية الصنع في كل مكان، حيث لا توفر فقط الراحة للمسافرين المحليين يوميا، وإنما تسهم أيضا في تنشيط الصناعات المحلية وزيادة فرص العمل. دعونا نلقي نظرة على آثار "صنع في الصين" على قطاع النقل في دول الشرق الأوسط. -- سفينة ركاب ضخمة استلمت الجزائر في يوليو من هذا العام أول سفينة ركاب دولية ضخمة تم بناؤها في الصين بتكلفة بلغت حوالي 155 مليون دولار أمريكي. ومن شأن هذه السفينة، "باجي مختار 3"، التي يبلغ طولها 200 متر وعرضها 30 مترا وسرعتها 24 عقدة (أي حوالي 44.5 كم/الساعة) أن تدعم الأسطول البحري الجزائري. تبلغ طاقة استيعاب السفينة، التي وُصفت بـ"الفخمة"، 1800 راكب و600 سيارة في نفس الوقت، وتضم 12 جسرا بمساحة إجمالية تتجاوز 20 ألف متر مربع، مع احتوائها على أكثر من 500 غرفة للمسافرين وما يقرب من 100 غرفة للطاقم. كما أن السفينة الفاخرة مجهزة بمختلف الخدمات والتجهيزات العصرية اللازمة لراحة المسافرين ومناسبة للسفر الدولي لمسافات قصيرة، وبها مجموعة متنوعة من المطاعم ومتاجر معفاة من الرسوم الجمركية ومناطق ترفيه في الهواء الطلق. تعتبر السفينة "باجي مختار 3" أول مشروع لسفن الدحرجة للركاب بين الصين والجزائر. -- مصنع لتجميع السيارات في مجمع صناعي بالجزائر، هناك الآن مصنع مساحته 20 ألف متر مربع لتجميع السيارات ضُخت الاستثمارات فيه وجرت عملية بنائه بالتعاون بين مجموعة شنشي القابضة لصناعة السيارات ومجموعة معزوز الجزائرية. ويأتي هذا المشروع استجابة لاستراتيجية الحكومة الجزائرية لتطوير الصناعات الوطنية، بهدف نقل التكنولوجيا وإنتاج السيارات محليًا. ويعد هذا أكبر مصنع لتجميع السيارات تقوم بإنشائه مجموعة شنشي القابضة لصناعة السيارات في الخارج، وأول مصنع لتجميع السيارات يخص علامة تجارية صينية في الجزائر. وينتج شاحنات مختلفة تحت العلامة التجارية شاكمان لمركبات الخدمة الشاقة. فقد بدأت مجموعة شنشي القابضة لصناعة السيارات، وهي شركة صينية حكومية متخصصة في صناعة مركبات الخدمة الشاقة، في بيع منتجاتها عام 2007 في الجزائر، حيث كانت علامات تجارية أوروبية تهيمن على سوق السيارات هناك. وبعد أعوام من التسويق في الجزائر، صارت شركة شاكمان كعلامة تجارية صينية للسيارات تحظى بقبول حقيقي بين المستهلكين المحليين بفضل أسعارها التنافسية وخدماتها الممتازة. والآن بلغت نسبة مبيعات شركة شاكمان لمركبات الخدمة الشاقة 70 في المائة من السوق المحلية، وأتاحت المزيد من فرص العمل بتوظيفها ما يزيد على 600 عامل في المصنع الذي شُيد مع شركاء جزائريين. -- حافلات سياحية ذكية في 8 مايو 2020، تسلمت المملكة العربية السعودية حافلات سياحية ذكية صنعتها شركة المركبات الكهربائية المحدودة التابعة لمجموعة "سي آر آر سي" الصينية. تتميز هذه الحافلات السياحية، التي تعمل بالغاز ويبلغ طول الواحدة منها 12 مترا، بأنها مجهزة بعدد من معدات وتقنيات السلامة الذكية مثل القيادة المساعدة الذكية، والأجهزة الذكية، وشبكات المركبات الذكية، وبهذا يمكن تسميتها "حافلة ذكية" كاملة التجهيز. علاوة على ذلك، فهي مزودة بنظام سلامة ذكي فريد، يمكنه اكتشاف ظروف الطريق بزاوية 360 درجة بدون نقاط عمياء، وإصدار إرشادات بناء على أحوال الطريق. كما تتسم الحافلات بأداء مميز في التبريد ومقاومة الإشعاع بما يتماشى مع بيئة الاستخدام في المملكة العربية السعودية. أما مصر، فهي واحدة من الأسواق الخارجية الرئيسية لحافلات ((جينلونغ))، حيث حافظ الموزع العام المحلي على تعاون وثيق مع شركة شيامن جينلونغ لمدة 11 عاما من خلال تصدير المركبات بأكملها وتجميع قطع الغيار، ليتجاوز العدد الإجمالي لحافلات ((جينلونغ)) في مصر 38000 وحدة. -- قطارات أنفاق متميزة في 8 نوفمبر 2021، بدأ التشغيل التجريبي لخط مترو أنفاق يربط بين وسط مدينة إسطنبول ومطار إسطنبول، وسيتم افتتاح هذا الخط العام المقبل، وسيكون أسرع خط مترو أنفاق في تركيا بسرعة تصل إلى 120 كم/الساعة. واستلزمت العملية التجريبية تشغيله لمسافة حوالي 30 كم، وأظهرت قطارات الأنفاق المصنوعة في الصين جودة عالية وأداء ممتازا أثناء العملية. ستتولى قطارات الأنفاق صينية الصنع مهمة نقل عدد كبير من الركاب في الربع الأول من عام 2022، وسيتجاوز التدفق اليومي للركاب 600 ألف. وتشير التقديرات إلى أنه في الفترة ما بين عامي 2024 و2043، سيؤدي خط المترو هذا إلى تقليل تكاليف صيانة الطرق وتلوث الهواء ووقت السفر، وسيصل إجمالي التوفير الذي سيحققه لتركيا إلى حوالي 3.04 مليار دولار أمريكي. -- سيارات عائلية متطورة في السنوات الأخيرة، تسير فى شوارع العاصمة المصرية القاهرة المزيد من السيارات الصينية مثل ((شيري))، و((بريليانس))، و((ليفان))، و((جيه إيه سي))، وأصبحت المزيد من العلامات التجارية الصينية للسيارات معروفة جيدا لدى المستهلكين المصريين. وسلط متخصصون في هذه الصناعة الضوء على أن السيارات الصينية أكثر فعالية من حيث التكلفة، ويتم تعديل أدائها وفقا لظروف الطرق المصرية وعادات القيادة لدى المستهلكين لتلبية طلب السوق. فالطرق في المدن المصرية ليست سلسة للغاية، والمستهلكون لديهم متطلبات أعلى بالنسبة لقدرة السيارة على امتصاص الصدمات، لذا قامت شركة ((شيري)) بتحسين هذه القدرة في طرازاتها. كما اتجهت شركة ((سايك موتور)) المحدودة الصينية العملاقة للسيارات إلى توسيع سطح تبديد الحرارة لمكثف تكييف الهواء وتحسين نظام سحب الهواء عند تطوير طرازاتها لتتوائم مع المناخ الحار في الشرق الأوسط. من ناحية أخرى، دخلت العلامة التجارية الصينية الشهيرة للسيارات ((هونغتشي)) السوق السعودية في النصف الثاني من عام 2020. وفي الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، وصل مستوى مبيعات سيارات ((هونغتشي)) إلى 118 ألف سيارة، بزيادة 116 في المائة على أساس سنوي. وتعتزم الشركة هذا العام مضاعفة مبيعاتها التي حققتها العام الماضي، لتصل إلى 400 ألف وحدة. وقد أشار مدير عام ((هونغتشي)) لمنطقة الشرق الأوسط ما تشن دوه إلى أن "السوق السعودي من أهم الأسواق في الشرق الأوسط، وهو جوهر استراتيجيتنا، لذا سنبذل قصارى جهدنا لجذب المزيد من العملاء السعوديين بتجربة قيادة ممتعة، وتعزيز علامتنا التجارية في المملكة".
مشاركة :