المملكة تحشد المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب الأفغاني من كارثة إنسانية

  • 12/20/2021
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت المملكة من خلال دعوتها لإقامة الدورة الاستثنائية الـ 17 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، في إسلام أباد، أمس الأحد، دورها الريادي الكبير على الصعيدين العربي والإسلامي، فضلا عن الثقل الدولي.وأقيمت الدورة بمبادرة من المملكة، بصفتها رئيس قمة منظمة التعاون الإسلامي، وشهدت دعوة المملكة مناقشة الوضع الإنساني في أفغانستان لإنقاذ الشعب الأفغاني من مخاطر الأزمة الإنسانية المتفاقمة مع حلول فصل الشتاء.باكستان تحذروحذر رئيس وزراء باكستان عمران خان من أن الوضع في أفغانستان قد يؤدي إلى أكبر «كارثة من صنع الإنسان»، إذا فشل المجتمع الدولي في التصرف بالوقت المناسب، مضيفا مع ذلك إن تدفق المساعدات الإنسانية على أفغانستان مرهون بتشكيل حكومة شاملة تحترم حقوق الإنسان وتكافح الإرهاب.واقترحت إسلام آباد أمام اجتماع «التعاون الإسلامي»، وعلى لسان وزير خارجيتها شاه محمود قريشي، إستراتيجية من 6 عناصر للتغلب على الأزمة الإنسانية الأفغانية، تتضمن بعض الإجراءات العاجلة؛ لضمان الأمن الغذائي وإنعاش الاقتصاد الأفغاني، وتطوير القدرات على مكافحة الإرهاب، وإنشاء آلية لتقديم الدعم الإنساني والمالي المستدام للحكومة الأفغانية.كما دعا قريشي إلى زيادة الاستثمارات في قطاعي التعليم والتدريب المهني في أفغانستان، إما على المستوى الثنائي أو من خلال منصة منظمة التعاون الإسلامي. واقترح أيضا تشكيل مجموعة خبراء من منظمة التعاون الإسلامي وممثلي الأمم المتحدة لإحياء القطاع المصرفي في البلاد، الذي انهار بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، وكذلك لتوسيع التعاون لضمان المشاركة السياسية والاجتماعية، واحترام الحقوق الأساسية للمواطنين الأفغان، وخاصة النساء.ورحبت باكستان بدعوة المملكة، وعرضت استضافة الدورة إلى جانب وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والمراقبين، وضم الاجتماع أيضًا مدعوين من منظمة الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية وبعض الدول غير الأعضاء بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا وإيطاليا واليابان والاتحاد الأوروبي، ومثل الحكومة الأفغانية المؤقتة وزير الخارجية بالوكالة.وعقد الاجتماع في ظل تفاقم الوضع الإنساني المتدهور في أفغانستان، لا سيما فيما يتعلق بنقص الغذاء ونزوح المواطنين وانهيار اقتصادي محتمل.أفعال لا أقوالقال الخبير في العلاقات الدولية أحمد العناني لـ «اليوم»: المملكة تؤكد على مدار التاريخ بالعديد من الأفعال وليس الأقوال، رعاية الأزمات الإنسانية في كافة بقاع العالم، ولا يقتصر اهتمامها على العالم العربي أو الدول الإسلامية فحسب، بل امتدت أياديها البيضاء إلى مناطق عدة منكوبة، ما يعكس الجانب الإنساني الكبير لدى القيادة السعودية، فضلا عن الدور الكبير والثقل العربي والإقليمي الذي يمنح المملكة مكانة دولية رفيعة.وأشار إلى أن دعوة المملكة لإقامة الدورة الاستثنائية الـ 17 لمجلس وزراء التعاون الإسلامي، يهدف إلى انتشال الشعب الأفغاني من المحنة القاسية التي يعاني منها نتيجة الظروف السياسية التي عصفت بالبلاد، لافتا إلى الأزمة تفاقمت في ظل موجات البرد القارسة ما أدى إلى توجيه الأمم المتحدة تحذيرا خطيرا بشأن معاناة أكثر من نصف سكان البلاد من نقص حاد في المواد الغذائية.مبادرة المملكةويرى خبير الشؤون الدولية هاني غنيم، أن مبادرة المملكة تهدف إلى توحيد الجهود الرسمية، فضلا عن أهمية دور المنظمات الإغاثية والإنسانية الدولية في تقديم المساعدات الإنسانية وتحسين الأوضاع الاقتصادية الراهنة في أفغانستان، إضافة إلى ضرورة إعداد وتنفيذ خطة مساعدة إنسانية عاجلة لدعم الشعب الأفغاني؛ لتفادي أية عواقب وخيمة على البلاد، وعلى السلام والاستقرار الإقليمي والدولي.يذكر أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بادر بإطلاق جسر جوي مكون من 6 طائرات إغاثية تحمل مساعدات غذائية وإيوائية تزن 197 طناً و238 كيلو غراماً، بالإضافة إلى قافلة برية من 200 شاحنة إغاثية، ومواد غذائية تزن 1920 طناً، تنطلق من الأراضي الباكستانية؛ بهدف تقديمها كمساعدات إنسانية عاجلة للشعب الأفغاني وتحسين أوضاعه الاقتصادية. وفيما يتعلق بالشأن السياسي أشار غنيم إلى أن المملكة من أوائل الدول الداعمة لاستعادة الأمن والاستقرار في أفغانستان، والوصول إلى حل سياسي توافقي يحقق تطلعات الشعب الأفغاني، ويعود بالنفع على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.الأمم المتحدةعلى صعيد متصل، صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأن الشعب الأفغاني يحتاج إلى شريان حياة بعد عقود من الحرب والمعاناة وانعدام الأمن، وفتح الحدود أمام اللاجئين الأفغان، وتقديم المساعدات لملايين الأشخاص المحتاجين. وحذرت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة من أن الأفغان يمرون حالياً بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، في ظل أزمة جفاف شديدة، وتصاعد معدل الفقر، إضافة إلى أن الخدمات العامة الأساسية على وشك الانهيار، فضلاً عن جائحة (كوفيد- 19) وفرار مئات الآلاف من منازلهم.جهود دوليةمن جهته، قال خبير العلاقات الدولية محمد شعت، إن الأزمة الراهنة في أفغانستان تتطلب جهودا دولية كبيرة لإنقاذ الشعب الأفغاني من كارثة إنسانية مروعة، وهو ما تطلب تدخل دول بثقل المملكة لمد أيادي الخير للأفغان خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد.وشدد شعت على أن هناك جهات يجب أن تشارك بقوة في مبادرة المملكة التي أطلقتها عبر منظمة التعاون الإسلامي، أهمها هيئة الأمم المتحدة والشركاء الإقليميون، وكذلك الأطراف الرئيسية ذات العلاقة لإيجاد حلول مستدامة للوضع الإنساني الكارثي في أفغانستان، وضمان حصول الشعب الأفغاني من دون عوائق على المساعدة الضرورية.كانت منظمة التعاون الإسلامي دعت الدول الأعضاء وغير الأعضاء فيها إلى حشد الموارد المالية اللازمة من أجل إعداد وتنفيذ خطة مساعدة إنسانية عاجلة لدعم الشعب الأفغاني.شكر للمملكةوأعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، عن امتنان المنظمة وشكرها للمملكة رئيس القمة الإسلامي وجمهورية باكستان، لبذلهما جهودا كبيرة لعقد هذا الاجتماع الذي شهد مشاركة واسعة من الدول الأعضاء والدول المراقبة والمنظمات الدولية.مؤكدا أن الاهتمام الكبير من الدول الأعضاء وحرصها على المشاركة في هذا الاجتماع يعكس أسمى معاني التلاحم والترابط مع الشعب الأفغاني، اقتداء بالرسالة السامية لديننا الحنيف ومبادئه السمحة التي تدعو إلى التضامن والتآزر والتآخي.حاجة للإغاثةوأكد الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية، السفير طارق علي بخيت، في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع كبار الموظفين التحضيري للاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، حول الوضع الإنساني في أفغانستان، الذي عُقد في إسلام أباد، أن الشعب الأفغاني في حاجة ماسة إلى الإغاثة وتحقيق السلام بعد عقود من الحرب والمعاناة وانعدام الأمن.وقال السفير بخيت: «إنه من الأهمية أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات عاجلة لتكثيف الدعم الإنساني وضمان حصول الشعب الأفغاني دون عوائق على المساعدة التي تؤدي إلى إنقاذ الأرواح».ملايين المحتاجينوأضاف إن «المكتب الإنساني لمنظمة التعاون الإسلامي في كابول سيتولى القيام بمهامه في تقديم المساعدة المطلوبة لملايين المحتاجين بالتنسيق مع مختلِف الوكالات الدولية».وأعرب السفير طارق بخيت عن ثقته في أن منظمة التعاون الإسلامي وهيئة الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين وكذلك الأطراف الرئيسية ذات العلاقة ستتخذ كل ما يلزم من خطوات؛ لإيجاد حلول مستدامة للوضع الإنساني الكارثي في أفغانستان والذي تتعرض فيه ملايين الأرواح للخطر.وأعرب السفير كذلك عن خالص امتنانه للمملكة، التي تتولى رئاسة القمة الإسلامية؛ على مبادرتها الهامة بالدعوة إلى عقد دورة استثنائية لمجلس وزراء الخارجية، معرباً في الوقت نفسه عن عميق تقديره لحكومة جمهورية باكستان الإسلامية لتفضلها باستضافة المؤتمر.جسر جوي وبري سعودي لإيصال المساعدات الإنسانية لأفغانستانالأمم المتحدة: الشعب الأفغاني يحتاج إلى شريان حياة بعد عقود من الحرب

مشاركة :