باكستان تحذّر من «عواقب وخيمة» للانهيار الاقتصادي في أفغانستان

  • 12/20/2021
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إسلام‭ ‬أباد‭-(‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬حذّرت‭ ‬باكستان‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬من‭ ‬‮«‬عواقب‭ ‬وخيمة‮»‬‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إذا‭ ‬استمر‭ ‬الانهيار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬وحضّت‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬سبل‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬طالبان‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬حدوث‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية‭. ‬متحدثا‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬اجتماع‭ ‬استثنائي‭ ‬لمنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬57‭ ‬بلدا‭ ‬في‭ ‬إسلام‭ ‬أباد،‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الباكستاني‭ ‬شاه‭ ‬محمود‭ ‬قريشي‭ ‬إن‭ ‬الأزمة‭ ‬المتفاقمة‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مجاعة‭ ‬شديدة‭ ‬وتدفق‭ ‬جديد‭ ‬للاجئين‭ ‬وتصاعد‭ ‬للتطرف‭. ‬ وأضاف‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬ضم‭ ‬أيضا‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬طالبان‭ ‬أمير‭ ‬خان‭ ‬متقي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وفود‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬وروسيا‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬تجاهل‭ ‬خطر‭ ‬الانهيار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التام‮»‬‭. ‬والاجتماع‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬مؤتمر‭ ‬بشأن‭ ‬أفغانستان‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬الحكومة‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬وعودة‭ ‬طالبان‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭. ‬ومذاك،‭ ‬جمّد‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬مساعدات‭ ‬وأصولا‭ ‬تقدّر‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات،‭ ‬والبلاد‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬شتاء‭ ‬قارس‭. ‬ وحذّرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مرارا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أفغانستان‭ ‬تواجه‭ ‬أسوأ‭ ‬حالة‭ ‬طوارئ‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬أزمات‭ ‬الغذاء‭ ‬والوقود‭ ‬والنقد‭. ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الباكستاني‭ ‬عمران‭ ‬خان‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفصل‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬عن‭ ‬الأفغان‭ ‬العاديين‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬أتوجّه‭ ‬تحديدا‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لأقول‭ ‬لها‭ ‬إن‭ ‬عليها‭ ‬فصل‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬عن‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬أفغاني،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬طالبان‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬عاما‮»‬‭. ‬ كما‭ ‬طالب‭ ‬بالحذر‭ ‬لجهة‭ ‬ربط‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬بالمُثُل‭ ‬الغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬موضحا‭ ‬‮«‬كل‭ ‬بلد‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬الآخر‭... ‬فكرة‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬مختلفة‮»‬‭. ‬ولم‭ ‬يعترف‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬رسميا‭ ‬بحكومة‭ ‬طالبان‭ ‬ويواجه‭ ‬الدبلوماسيون‭ ‬مهمة‭ ‬حساسة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأفغاني‭ ‬المنكوب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬دعم‭ ‬الإسلاميين‭ ‬المتشددين‭. ‬ وأمس‭ ‬الأحد،‭ ‬أكد‭ ‬جميع‭ ‬المتحدثين‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬كلماتهم‭ ‬حاجة‭ ‬طالبان‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الأقليات‭ ‬والسماح‭ ‬للنساء‭ ‬والفتيات‭ ‬بالعمل‭ ‬والدراسة‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬طالبان‭ ‬تعهدت‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حكمها‭ ‬أقل‭ ‬تشددا‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬حكمها‭ ‬الاولى‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1996‭ ‬و2001،‭ ‬استبعدت‭ ‬النساء‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬الحكومية‭ ‬وبقيت‭ ‬المدارس‭ ‬الثانوية‭ ‬للفتيات‭ ‬مغلقة‭. ‬ ولم‭ ‬يكن‭ ‬متوقعا‭ ‬أن‭ ‬يمنح‭ ‬اجتماع‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاسلامي‭ ‬حكومة‭ ‬طالبان‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬الرسمي‭ ‬الذي‭ ‬تطمح‭ ‬إليه‭. ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬طالبان‭ ‬أمير‭ ‬خان‭ ‬متقي‭ ‬إن‭ ‬حكومته‭ ‬‮«‬لديها‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بها‭ ‬رسميا‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬لصحافيين‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬الحالية‭ ‬تتعاون‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المنظمات‭ ‬الأجنبية‮»‬‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬رفع‮»‬‭ ‬العقوبات‭. ‬ وفي‭ ‬كلمة‭ ‬ألقاها‭ ‬أمام‭ ‬الوفود،‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬تجميد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للأصول‭ ‬‮«‬يعد‭ ‬انتهاكا‭ ‬واضحا‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬ويمكن‭ ‬تفسيره‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬عداء‭ ‬للأمة‭ ‬بأسرها‮»‬‭. ‬وكانت‭ ‬باكستان‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬اعترفت‭ ‬بحكومة‭ ‬طالبان‭ ‬السابقة‭. ‬وقال‭ ‬قريشي‭ ‬إنه‭ ‬طُلب‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬درس‭ ‬خطة‭ ‬من‭ ‬ست‭ ‬نقاط‭ ‬لمساعدة‭ ‬أفغانستان‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬سلطات‭ ‬طالبان‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭. ‬وتشمل‭ ‬الخطة‭ ‬تنسيق‭ ‬المساعدات‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأفغانية‭ ‬وتوفير‭ ‬خبراء‭ ‬لإدارة‭ ‬الاقتصاد‭. ‬

مشاركة :