لعل هذه الجملة من أكثر الجمل التي تتوارثها الأجيال في السعودية. الآباء يجدونها جملة مستفزة يسمعونها كل صباح، ويستغربون من الطفل الذي دائما يرددها، رغم معرفته أنها لن تقدم ولن تؤخر، فذهابه إلى هذا الجحيم أمر واقع لا محالة. والأطفال لا يعرفون أن آباءهم الذين يمتعضون من هذه الجملة، هم أيضا كانوا يرددونها في صغرهم، والسؤال: كيف اتفق كل الأطفال رغم تعاقب الأجيال على هذه الجملة؟! هل هناك مؤامرة طفولية ضد الآباء والمدرسة، أم إنها نتيجة طبيعية ومنطقية؟ طفل بريء كان كل همه: أين يلعب وكيف يلعب ومع من يلعب؟، وعندما أصبح في السادسة من العمر فوجئ بأن أهله أدخلوه جحيما اسمه "مدرسة" من الصباح إلى الظهر. كمّ هائل من الكتب والحصص، فمثلا طفل في الأول الابتدائي يدرس 8 مواد بمعدل ست حصص يوميا: قرآن "كتاب"، لغتي "كتابان"، رياضيات "كتابان"، علوم "كتابان"، توحيد "كتابان"، فقه "كتابان"، فنية "كتاب"، وأخيرا بدنية. أي يدرس ١٢ كتابا ودون أي ترفيه! هذا طبعا غير الواجبات المنزلية بعد المدرسة، ولكم أن تتخيلوا كيف تحولت حياة هذا الطفل المسكين من حياة جميلة مليئة باللعب واللهو إلى حياة شخص مسؤول ولديه كثير من المهام. يا أخي، أنا وأنا أكتب هذه السطور عورني بطني. كل مسؤولي وزارة التعليم لم ينجحوا في إيجاد حل لآلام بطون أطفالنا كل صباح! لم يفكروا في شيء اسمه التعليم بالترفيه! ليس من المعقول أن كل أطفالنا على خطأ، وكل مسؤولي الوزارة على مر تاريخها هم الصح!
مشاركة :